أشار رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) الاميركي امس الاول إلى ان البنك المركزي سيتحرك بقوة للتصدي لارتفاع نسبة التضخم نتيجة الارتفاع الحاد في تكلفة الطاقة· كما هون برنانكي من زيادة نسبة البطالة في مايو من 5,1 في المئة إلى 5,5 في المئة لتسجل أكبر قفزة خلال 22 عاما وذكر ان مخاطر تراجع اقتصادي كبير في الولايات المتحدة انحسرت· وتلمح تصريحاته إلى ان التضخم يتصدر أولويات المجلس مما يشير إلى انه ليس لدى صناع القرار نية تذكر لخفض أسعار الفائدة مرة اخرى· وتجاوز متوسط سعر جالون البنزين في الولايات المتحدة اربعة دولارات لأول مرة· وقال برنانكي في مؤتمر نظمه بنك بوسطن للاحتياطي الاتحادي ''الزيادة الاخيرة في أسعار الطاقة ساهمت في تنامي مخاطر التضخم وتوقعات التضخم''· وقال برنانكي ''ستتصدي لجنة السوق المفتوحة الاتحادية بقوة لاي خفض لتوقعات التضخم على المدى الاطول لان عدم تثبيت هذه التوقعات سيزعزع النمو والتضخم ايضا''· وقفز الدولار لاعلى مستوى في ثلاثة اشهر امام الين وهوت اذون الخزانة الامريكية عقب تصريحات برنانكي· ويبدو ان تحذير برنانكي بشأن التضخم وهو الثالث في اسبوع يقربه أكثر من الفريق الاكثر قلقا من التضخم في لجنة السوق المفتوحة ويقوده ريتشارد فيشر رئيس بنك دالاس للاحتياطي الاتحادي وتشارلز بوسر رئيس بنك فيلادلفيا للاحتياطي الاتحادي· وصرح فيشر لشبكة سي·ان·بي·سي· أمس الاول ان ضعف الدولار قد يقود لدائرة مفرغة من تضخم أعلى ونمو أضعف· غير ان المحللين يشكون بان الحديث المتشدد عن زيادة الاسعار سيعقبه تحرك فعلي على هيئة رفع لاسعار الفائدة· وبدأت التعاملات الاجلة تضع في الحسبان رفع أسعار الفائدة في وقت مبكر ربما في اكتوبر غير ان البعض يشكك فيما اذا كان تحذيرات المجلس بشان الدولار والتضخم سيكون لها اي مخالب بصفة خاصة فيما لا تزال البنوك تعاني من استثمارات خاسرة في قطاع الرهن العقاري· ومن جانبه بدا برنانكي متفائلا نسبيا بشان مستقبل الاقتصاد أكثر مما كان عليه قبل شهرين· وقال ''رغم ان من المحتمل ان يكون النشاط خلال الربع الحالي ضعيفا يبدو ان اتجاه الاقتصاد نحو تراجع كبير تضاءل في الشهر الماضي او نحو ذلك ''· كما اشارت الكلمة إلى تزايد قلق المجلس ازاء الارتفاع الاخير في أسعار النفط الخام الذي سجل مستوى قياسيا فوق 139 دولارا للبرميل في الاسبوع الماضي· وارتفع معدل التضخم في الولايات المتحدة إلى 3,2 في المئة في 12 شهرا حتي ابريل وبمعدل 2,1 في المئة خلال نفس الفترة باستبعاد تكلفة الطاقة والغذاء المتقلبة وذلك وفق تقرير التضخم المفضل لدى البنك المركزي وهو بيانات دخل الفرد التي تعدها الحكومة· وتعقد لجنة السوق المفتوحة اجتماعها التالي يومي 24 و25 يونيو غير ان الاسواق المالية تتوقع إلى حد بعيد الا يبدأ المجلس في رفع أسعار الفائدة حتى اجتماعها في شهر اكتوبر· وتحدث برنانكي بنبرة اقل حدة عن المخاوف بشأن نمو ضعيف وقال ان تأثير البيانات الاخيرة ''لم يكن كبيرا'' على اعتقاد المجلس بان الاقتصادي سيستعيد قوته في وقت لاحق من العام بعد ان سجل بداية ضعيفة· ونما الناتج المحلي الاجمالي الأميركي بمعدل سنوي 0,9 في المئة في أول ثلاثة أشهر من هذا العام بعد نمو ضعيف في الربع الاخير من العام الماضي بلغ 0,6 في المئة نتيجة انهيار السوق العقارية التي شهدت طفرة وازمة ائتمان زادت من حالات العجز عن سداد قروض الرهن العقاري· وذكر برنانكي ان الاقتصاد لايزال في مأزق بسبب انخفاض أسعار المساكن وتصاعد تكلفة الطاقة· وفي الوقت ذاته ذكر برنانكي ان خفض المجلس أسعار الفائدة لينزل سعر الاقراض الرئيسي إلى اثنين بالمئة من 5,25 في سبتمبر الماضي جاء ورد اموال لدافعي الضرائب وبوادر على تعافي اسواق المال المتداعية تحقق ''بعض التوازن'' بالنسبة للاقتصاد الذي لا يزال يواجه مصاعب جمة· كما ينوي البنك المركزي مواصلة الاجراءات الرامية إلى لمساعدة الاسواق المالية على التعافي· وقال ''اخذنا بعض الاجراءات لدعم الاستقرار المالي وسنظل ملتزمين بقوة بهذا الهدف''·