تأثير سيطرة جوجل وفيسبوك على حصة كبيرة من الإعلانات التي كانت تذهب من قبل للصحف صار مدمرا للصناعة بصورة خطيرة. وكثيرة هي الصحف التي تواجه خطر الإغلاق والاختفاء من السوق نتيجة هذا التحول الدراماتيكي في سوق الإعلانات. آخر هذه الصحف، موقع يهتم بالصحافة المحلية في مدينة نيويورك اسمه Bklyner يغطي أخبار منطقة بروكلين بالتحديد. يوم 6 ديسمبر كتبت لينا زاجار الناشرة ورئيسة التحرير رسالة مؤثرة للقراء قالت فيها إن الموقع الذي يقدم خدمات مميزة لسكان المنطقة منذ عشرة أعوام لم يعد يستطيع مواصلة تقديم خدماته اعتمادا على الإعلانات. وأضافت زاجار أن الموقع بحاجة إلى أن يبادر ثلاثة آلاف شخص (أقل من 1% من القراء) لدفع اشتراكات في الموقع لا تتعدى 5 دولارات شهريا لإنقاذ الموقف والموقع. وتعد هذه آخر محاولة من جانب زاجار للحيلولة دون انهيار الموقع الذي أسسته وآمنت به على مدار سنوات. وقد سبق أن حاولت حث القراء على دفع اشتراكات، وكانت تأمل في 500 اشتراك فقط، لكنها بحلول أول يناير اشترك 1745 قارئ. غير أن نصف هؤلاء فقط دفعوا اشتراكات عام كامل. ومازال الموقع بحاجة لاشتراكات 3 آلاف شخص من أجل توظيف محرر جديد واستمرار عمل الموقع.. لكن الأمر قد يستغرق بعض الوقت. وقالت زاجار في رسالتها إن الصحافة المحلية المستقلة مثل تلك التي يقدمها موقعها عانت كثيرا خلال 2017، مع التراجع الحاد في إيرادات الإعلانات العادية والإعلانات المبوبة التي كانت تغذي الصحافة المحلية من قبل، لكنها ذهبت الآن إلى فيسبوك وجوجل وعمالقة النشر الآخرين على شبكة الإنترنت. وأشارت إلى أنها قلصت كثيرا نفقات الموقع العام الماضي، لكن لم يكن ذلك يكفي. وبوضوح أكدت زاجار أن الصحافة والمواقع المحلية في الولايات المتحدة تحتضر، مؤكدة أنه كل أسبوع يختفي موقع وتابعت أن موقعها مثل مئات المواقع غيره، لم يعد يستطيع البقاء على قيد الحياة من خلال الإعلانات. وقالت إنها لم تستسلم بعد، وأن موقعها قرر قبل أن يعلن شهادة وفاته القيام بمحاولة أخيرة لعل وعسى. وأضافت موجهة حديثها للقراء «نريد أن نعطيكم فرصة لتقديم يد العون لنا. إننا نناشد مجتمعنا القوي من قرائنا أن يستثمروا في BKLYNER (الموقع) بأن يظهروا بعض الدعم بحسب مقدرة كل فرد». وكشفت أنه إذا لم يشترك ثلاثة آلاف شخص بمبلغ خمسة دولارات شهريا، فسوف تتوقف عملية النشر على الموقع.