شهد معرض «الإسلام.. عقيدة وعبادة» الذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في قصر الإمارات بأبوظبي منذ افتتاحه في الثاني والعشرين من الشهر الماضي تجاوبا جماهيريا ملفتا. واوضح بيان صحفي صادر عن هيئة ابوظبي للثقافة والتراث، أمس، أن عدد الزائرين الذين توافدوا على رؤية محتويات المعرض بلغ حتى الآن الى ما يقرب من 3350 زائرا ويستمر المعرض إلى العاشر من أكتوبر المقبل، مفتتحا ابوابه للجمهور من الساعة التاسعة صباحاً وحتى السابعة مساء. ويحظى المعرض، حسب البيان الصحفي، بإقبال كثيف من زوار الدولة ومن الجمهور في الإمارات من مختلف الفئات العمرية من محبي الفن الإسلامي، وكذلك العديد من وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية. وذلك لما يمثله ويجسده هذا المعرض من أهمية تاريخية في تاريخ انتشار وازدهار الدين الإسلامي والحضارة العريقة التي بناها طوال قرون، كونه المعرض الأول من نوعه الذي يقام لأول مرة خارج تركيا لتحتضنه ربوع دولة الإمارات تقديراً لما يحتويه من كنوز إسلامية ولما تمثله معروضاته من قيم دينية عالية. وقد تمّ جمع المعروضات من سبعة متاحف ومكتبات وطنية في تركيا خصيصاً للمعرض من بينها: متحف قصر توبكابي، متحف الفنون التركية والإسلامية، مجمع مولوية جالاتا، مكتبة بيازيت، متحف الأعراق البشرية بأنقرة، ومتحف ميفلانا بمدينة كونيا ومكتبة ملّت. وتعبر تشكيلة واسعة من هذه المعروضات عن سيرة وحياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وانتشار الإسلام، ومبادئ العقيدة والعبادات الإسلامية، بالإضافة إلى المنمنمات والمخطوطات والتحف التي تم حفظها عبر قرون طويلة لتعرّف الزائرين ومرتادي المعرض بتاريخ الإسلام في العهود الأموية والعباسية والعثمانية. كما يحتوي المعرض أيضاً على أعمال عدة تتتبع تطور كتابة الخط العربي وفنونه عبر القرون، وبما أن اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم فإن المعرض يبرز دورها الحضاري كونها اللغة المشتركة بين سكان العالم الإسلامي والجزء الأصيل من الفن والثقافة الإسلاميين، المعبّر عن قيم الإسلام المعنوية بجماليات الخط المبهرة. ويتبين لزائري المعرض استخدام فناني الخط العربي لأنواعه المختلفة من عثماني وكوفي ونسخي وأندلسي في زخرفة المشغولات المعدنية والخشبية والمنسوجات ومواد أخرى تتضمنها أقسام المعرض المكرس لتمثيل قيم الإسلام في الإيمان والعبادة، كما يضم المعرض مجموعات القمصان المذهبة والمزركشة بالكتابات المستمدة من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والشعر العربي من بين أكثر النماذج الاستثنائية المعبرة عن جمال الخط العربي ورسوخ حضوره في الحياة اليومية للمسلمين، والتي تعكس فكرة ورمزية الإسلام. ويسلط هذا المعرض الضوء على مبادئ العقيدة الإسلامية في سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم والممارسة المعيشية للمسلمين في استعمالهم الأدوات المختلفة للمعيشة والمأكل والملبس، والمصنوعة من الذهب والفضة والخشب والمعادن الأخرى.