هالة الخياط (أبوظبي)

أطلقت هيئة البيئة في أبوظبي بالتعاون مع فندق جميرا في جزيرة السعديات، أمس، 80 سلحفاة من سلاحف منقار الصقر المهددة بالانقراض على امتداد شاطئ جزيرة السعديات في أبوظبي.
وشهد إطلاق السلاحف كل من معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة، والدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام بالإنابة لهيئة البيئة – أبوظبي وبمشاركة عدد من أبناء الشيوخ وحضور جماهيري واسع.
ويأتي إطلاق هذه المجموعة من السلاحف ضمن المبادرات، التي تنظمها الهيئة تحت شعار: التسامح مع الطبيعة، احتفالاً بعام التسامح 2019، والتي تهدف إلى تعزيز الترابط بين الإنسان والبيئة، وترسيخ مفهوم المسؤولية المجتمعية والمواطنة الصالحة من خلال المشاركة في الأنشطة التطوعية البيئية.
وتم إطلاق السلاحف بعد نجاح إعادة تأهيلها، حيث تم إنقاذ هذه السلاحف في الشتاء الماضي بمساعدة الجمهور ومرتادي البحر، والصيادين، ومراقبي البيئة البحرية، والجهات المعنية، بما في ذلك موانئ أبوظبي، وجهاز حماية المنشآت الحيوية والسواحل، ومجموعة الإمارات للتاريخ الطبيعي، وجامعة السوربون أبوظبي ومنتجع وفيلات سعديات روتانا. وبعد إجراء الفحوصات اللازمة، تم علاج السلاحف التي كانت تعاني من إصابات طفيفة في مرافق هيئة البيئة - أبوظبي في حين تم إرسال تلك التي تتطلب المزيد من العناية المركزة إلى مشروع إعادة تأهيل السلاحف في دبي، الذي وفر لها رعاية بيطرية متقدمة، وقام بعلاجها من الأمراض والإصابات، التي كانت تعاني منها.
ويشار إلى أن هذه السلاحف الصغيرة تم إنقاذها خلال أشهر الشتاء (من نوفمبر إلى مارس) عندما تصبح خاملة وقليلة الحركة - وفي الوقت الذي تصبح فيه مثقلة بالطفيليات التي تغطي صدفتها الخارجية، وتكون حساسة وتتأثر بقوة أمواج البحر التي تدفعها نحو الشاطئ. كما تفتقر العديد من السلاحف إلى التغذية السليمة والطاقة الكافية اللازمة للبقاء خلال الموسم لينتهي بها المطاف إلى الشاطئ أو طافية على سطح الماء.
وأكد معالي ثاني الزيودي أن إطلاق السلاحف، الذي شهدته العاصمة أبوظبي بمشاركة أجيال المستقبل من طلبة المدارس والأطفال تأكيد أن دولة الإمارات سباقة دائماً في الحفاظ على التنوع البيولوجي والكائنات الحية.
وقال في تصريح لـ«الاتحاد»: إن نجاح جهود الدولة في حماية الكائنات الحية رسالة بأننا على الرغم من أننا دولة صغيرة ولكن إمكانياتنا وجهودنا في المحافظة على البيئة جهود عالمية ننافس فيها أكبر وأرقى الدول في العالم.
وتوجه معاليه بالشكر لإمارة أبوظبي ممثلة بهيئة البيئة أبوظبي على جهودها لحماية التنوع البيولوجي وفي إعادة السلاحف إلى المياه البحرية وتأمين الحماية لها.
من جانبها، قالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري: «تعود جهودنا لمراقبة وحماية السلاحف إلى عام 1998 وقد أثمرت هذه الجهود عن إدراج جزيرة (بوطينة) ضمن شبكة سكرتارية مذكرة التفاهم الخاصة بحماية وإدارة السلاحف البحرية وموائلها في المحيط الهندي وجنوب شرق آسيا».
وأشارت الظاهري إلى أن إطلاق السلاحف، أمس، يأتي ضمن جهود الهيئة لتنفيذ الخطة الوطنية للحفاظ على السلاحف البحرية التي طورتها الهيئة بالتعاون مع وزارة التغير المناخي والبيئة خلال الأعوام 2018-2021، وتم إطلاقها مؤخراً وتهدف إلى حماية السلاحف البحرية وموائلها الطبيعية بشكل فعال لضمان تحقيق استدامتها في مياه الدولة. كما تعمل الهيئة بالتعاون مع الوزارة على تطوير سياسة لتقليل استهلاك المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة لجعل مياه الإمارات بيئة أكثر أماناً لهذه السلاحف».
ودعت هيئة البيئة الجمهور العام في حال مشاهدة أي سلحفاة مصابة على الشاطئ أو في البحر، الاتصال بمركز اتصال حكومة أبوظبي على الرقم 800555.
وقالت ليندا غريفين، المدير العام لمنتجع جميرا في جزيرة السعديات: «نحن نقدر الجهود التي بذلها كل من ساعدنا أو أبلغنا على مدى الأشهر القليلة الماضية بوجود سلاحف مريضة أو مصابة، ومن خلال التزام هيئة البيئة - أبوظبي، نشعر بالامتنان لتحسن حالة السلاحف وإعادة تأهيلها للعودة إلى البحر. ونتمنى للسلاحف كل التوفيق في رحلتهم، ونأمل أن نراها مرة أخرى على شاطئ جزيرة السعديات في غضون بضع سنوات وهي على استعداد للتعشيش».
وتنتشر في محيطات العالم سبعة أنواع من السلاحف البحرية يتواجد منها نوعان في المياه الإقليمية للدولة من أجل الغذاء، وهي سلحفاة منقار الصقر والسلحفاة الخضراء، وتعتبر سلاحف منقار الصقر النوع الوحيد من السلاحف البحرية المعروف بتعشيشه على شواطئ الجزر بإمارة أبوظبي.