سرمد الطويل، وكالات (بغداد) قال قائد الشرطة الاتحادية العراقية الفريق رائد شاكر جودت أمس، إن قوات بلاده تستعد لاقتحام مركز الفلوجة بمحافظة الأنبار خلال يومين أو ثلاثة أيام بعد إحكام محاصرتها والسيطرة على بعض ضواحيها، وقتل العشرات من «الحشد الشعبي» في هجومين لتنظيم «داعش» بالفلوجة. وأعلن الجيش تأمين أول مسار خروج لآلاف المدنيين الذين غادروا الفلوجة بمساعدة جماعة نرويجية، فيما طالب سياسيون ورجال دين عراقيون المجتمع الدولي بالتدخل لوضع حد لانتهاكات «الحشد الشعبي» في الفلوجة. في حين حررت القوات العراقية والبيشمركة قرية جنوب الموصل بمحافظة نينوى، وقتلت 25 «داعشيا»، وواصلت التقدم باتجاه قرية «الحاج علي» بناحية القيارة. وذكر جودت أن قواته وقوات شرطة الأنبار وجهاز مكافحة الإرهاب والجيش ستقتحم قريبا مركز الفلوجة، غير أنه لم يحدد موعداً للاقتحام. وأوردت مصادر محلية أن مليشيات «الحشد الشعبي» هاجمت منطقة المعارض الخط الدفاعي الأول للتنظيم الواقع على محيط الفلوجة الشرقي بين الطريق السريع وأطراف الحي الصناعي، في محاولة لاختراق المدينة. ومنذ بدء الحملة العسكرية لاستعادة الفلوجة قبل نحو ثلاثة أسابيع بدعم دولي، لم تتوغل القوات العراقية إلا في حي سكني واحد جنوب المدينة. وأكدت المصادر أن 30 من «الحشد الشعبي» قتلوا وأصيب العشرات بهجومين للتنظيم على مواقع وثكنات في جنوب شرق وشمال غرب الفلوجة. وذكرت المصادر أن «داعش» هاجم، بعربة ملغمة يقودها انتحاري مواقع عسكرية للمليشيات بمنطقة الهياكل جنوب شرق الفلوجة، أعقبته اشتباكات عنيفة بمختلف الأسلحة تمكن عقبها التنظيم من السيطرة على ثكنة لساعات قبل أن ينسحب منها. وهاجم انتحاري آخر بعربته الملغمة تجمعا لمليشيات «الحشد الشعبي» في محيط الأزركية شمال غرب الفلوجة، أعقبتها اشتباكات في منطقتي ألبوعكاش والشهداء الثانية بمحيط الصقلاوية، انتهت باستعادة التنظيم أراضي فقدها في معارك سابقة. وشهدت مناطق جنوب الفلوجة قصفا عنيفا من قبل الجيش و«الحشد الشعبي» بالمدفعية وراجمات الصواريخ استهدف أحياء جبيل والشهداء والخضراء والصحة والتأميم أوقع 55 مصابا من المدنيين بينهم طفل. ووصف وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي أن استعادة السيطرة على الصبيحات والفلاحات تطور عسكري مهم، وأضاف أثناء زيارته لمنطقة المعركة أنه يجب حسم معركة الفلوجة وبأسرع وقت ممكن، وقال إن بقاء المدنيين في المدينة أصبح يثقل كاهل القوات العراقية أكثر من المعركة نفسها. من جهة أخرى، أعلنت خلية الإعلام الحربي أمس، عن مقتل 5 من عناصر «داعش» يحملون الجنسية الأفغانية بقصف لطيران الجيش في منطقة الفلاحات غرب الفلوجة. وتمكن الجيش أمس من تأمين أول مسار خروج للمدنيين الذين يحاولون مغادرة مدينة الفلوجة، وقالت جماعة إغاثة نرويجية إن آلاف الأشخاص استخدموه بالفعل للفرار في أول يوم من فتحه. وقال العميد يحيى عبد الرسول المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة إنه تم تأمين طريق الخروج الجديد المعروف باسم تقاطع السلام أمس الأول إلى جنوب غرب الفلوجة. وأضاف أن هناك طرقا أخرى أعدت مسبقا لكن هذا الممر هو الأول الذي تم تأمينه بالكامل وهو طريق آمن نسبيا. وقال كارل تشيمبري المتحدث باسم المجلس النرويجي للاجئين في العراق والذي يساعد السكان على الفرار من المدينة إن نحو 4 آلاف شخص فروا خلال الأربع والعشرين ساعة المنصرمة عبر تقاطع السلام. وأضاف نتوقع أن يتمكن الآلاف الآخرين من المغادرة خلال الأيام المقبلة. وقال عبد الرسول إنه جرى تأمين تقاطع السلام بعد أن طردت القوات العراقية المسلحين من مناطق واقعة على الضفة الغربية لنهر الفرات في الناحية الأخرى من وسط الفلوجة على الضفة الشرقية. وأطلق تنظيم «داعش» النار على مدنيين كانوا يحاولون الفرار من الفلوجة، مما أدى إلى مقتل 18 شخصا بينهم نساء وأطفال وإصابة عشرات آخرين بحسب ما أفاد ناجون ومصدر أمني أمس. وأكد عدد من الأهالي الهاربين الذين وصلوا إلى معسكرات للنازحين في جنوب المدينة تشرف عليها منظمات إغاثية، مقتل عدد من سكان الفلوجة خلال محاولتهم الفرار عبر نهر الفرات. وفي نفس الشأن طالب النائب عن الأنبار حامد المطلك، المجتمع الدولي بالتدخل لوضع حد للانتهاكات في الفلوجة، وقال إن «653 شخصا من مدينة الكرمة اختفوا، قتل 40 منهم، بأيدي عناصر الحشد الشعبي والشرطة الاتحادية». وأضاف «لايمكن السكوت على هذه الممارسات الإجرامية». من جانبه هاجم عبدالملك السعدي، أحد أبرز رجال الدين السنة في العراق، أداء «الحشد الشعبي» في معارك الفلوجة، متهما إياه بالعمالة لصالح إيران من أجل «مهاجمة السنة». ونقل السعدي خلال زيارته لمقر الهيئة العالمية للعلماء المسلمين في الرياض «صورة عن وضع العراق المأساوي، وبخاصة ما يجري في الفلوجة وعلى أهلها من قتل وإرهاب وترويع من قبل الحشد الشعبي والميليشيات»، الذين قال عنهم إنهم «المزروعون المدعومون من قبل إيران ليكونوا ذريعتهم لمهاجمة السنة وإثارة الفتنة الطائفية». وفي نينوى، أعلنت قيادة عمليات نينوى أمس، عن تحرير قرية «خرائب جبر» جنوب الموصل، وقتل 25 مسلحا من التنظيم، فيما أشارت إلى أن التقدم مستمر باتجاه قرية «الحاج علي» التابعة لناحية القيارة. وقالت القيادة إن طيران التحالف الدولي نفذ عدة ضربات جوية على مقرات التنظيم في قرية «الحاج علي» ودمر معملين للتفخيخ. فيما أغلق عناصر تنظيم «داعش» مكاتب الحوالات المالية في مدينة الموصل واعتقل أصحابها. على صعيد متصل كشف النائب عن محافظة نينوى عبد الرحمن اللويزي أمس، عن إحالة 884 ضابطا من وزارتي الداخلية والدفاع إلى اللجان التحقيقية والمحاكم العسكرية بقضية سقوط الموصل.