بدرية الكسار (أبوظبي) بصمة لا تُخطئها العين، حفرتها مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية على خريطة العمل الخيري والإغاثي في العالم خلال عقد واحد من الزمان، ونجحت المؤسسة في صنع واقع أفضل لملايين البشر في 87 دولة، من خلال مبادرات رائدة، قدمت خدمات فعلية، لمجتمعات تعاني مشكلات مزمنة، أو بلدان تعرضت لكوارث طبيعية، أو شهدت صراعات مسلحة خلفت أعداداً كبيرة من الضحايا والمنكوبين. وبتوجيهات حكيمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبمتابعة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس المؤسسة، نجحت «خليفة الإنسانية» في توفير احتياجات أعداد كبيرة من المرضى والعجزة والأرامل والأيتام والمعاقين وطلاب العلم، ودعمت خطط التنمية البشرية في مجالات الصحة والتعليم في دول عجزت مواردها عن الوفاء بمتطلبات شعوبها، واضعة التعليم المهني والتدريب الصناعي في مقدمة اهتماماتها باعتباره قاطرة تنمية المجتمعات الفقيرة. يقول محمد حاجي الخوري مدير عام «خليفة الإنسانية»: تتلخص أهداف المؤسسة، منذ تأسيسها عام 2007، في تبني وتنفيذ برامج ومشروعات لخدمة البشرية، وتقديم مساعدات حقيقية للبسطاء والمحتاجين، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو العالمي، ومد جسور التعاون مع المنظمات المحلية والعالمية المعنية بالعمل الإنساني، والتنسيق معها لضمان جودة وفاعلية وسرعة تنفيذ الأنشطة والمبادرات، إلى جانب تشجيع أهل الخير على المساهمة بفاعلية في الأعمال التطوعية، وترسيخ مفهوم التكافل الاجتماعي في المجتمع الإماراتي. أضاف: نفذت المؤسسة مبادرات متعددة في معظم المناطق الساخنة في العالم، وقدّمت مختلف أشكال الدعم لضحايا الكوارث الطبيعية والحروب، ونفذت مشاريع لمواجهة الفقر في البلدان النامية، واستحدثت على المستوى المحلي برامج عززت قيم التكافل الإنساني، وحولت رسالة المؤسسة إلى واقع ملموس، ينعم المواطنون في ظله بالاستقرار المعيشي والرفاه الاجتماعي، موضحاً أن من بين تلك البرامج، برنامج السلع المدعومة الذي يوفر للمواطنين نحو ألف طن من المواد الغذائية بأسعار مخفضة شهرياً. وأشار إلى أن المؤسسة تحرص دائماً على تلقي اقتراحات المواطنين ودراستها والاستفادة منها في تطوير برامجها وخطط عملها. وتتبنى المؤسسة مجموعة من البرامج المحلية نجحت بامتياز في تقديم خدمات فعلية للأسر المواطنة، وأسهمت في تدبير مختلف احتياجاتها الأساسية، منها مشروع السلع والمقاصف المدرسية، وبرامج رعاية الطلبة، بالإضافة إلى توفير حافلات لمراكز تحفيظ القرآن في أبوظبي، وخورفكان، ودبا، ومراكز رعاية أصحاب الهمم، وتقديم مساعدات للمساجين، وشراء تذاكر السفر لمخالفي قانون الإقامة والعمل بالدولة للعودة إلى بلدانهم. السلع المدعومة تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة، بضرورة تحقيق الأمن الغذائي، وضمان توافر السلع الغذائية في السوق بشكل دائم وبأسعار السلع في متناول المواطنين، نفذت المؤسسة برنامجاً رائداً يوفر للمواطنين 55 سلعة وطنية مدعومة، وبحسب الإحصاءات استفادت من البرنامج 70 ألف أسرة مواطنة تضم حوالي 500 ألف شخص، يتلقون سلعاً مدعمة بأسعار تقل بنسبة تتراوح بين 20 و50 بالمائة عن سعرها الأصلي في السوق. وتتميّز المنتجات الوطنية التي تدعمها المؤسسة بجودتها من الناحية الصحية، ما يضاعف إقبال المستهلكين عليها، وخصوصاً التمور الوطنية وحليب النوق الصحي التي تلقى رواجاً كبيراً في 19 مركزاً تابعة للبرنامج في جميع أنحاء الدولة. المقاصف المدرسية نجحت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية في تنفيذ برنامج المقاصف المدرسية التي تزود أكثر من 200 ألف طالب وطالبة يدرسون في 412 مدرسة على مستوى الدولة بوجبات غذائية صحية بأسعار رمزية، ويهدف المشروع إلى الحفاظ على صحة الطلاب ولياقتهم الذهنية، ويؤكد المشرفون على المشروع أنه حقق نجاحاً بنسبة 100 %، سواء على مستوى توفير الغذاء الصحي بالمقاصف، أو توطين هذا القطاع بالكامل. دعم الطلاب يعتبر البرنامج التعليمي، أحد أهم المشاريع الإستراتيجية للمؤسسة، ويهدف لدعم الطلاب والطالبات في جميع المراحل الدراسية من دور الحضانة إلى الجامعات، وخفف البرنامج معاناة آلاف الطلبة وذويهم، ومدهم باحتياجاتهم الدراسية، ووفر خدمات وتسهيلات خاصة للحالات التي تعاني ظروفا اقتصادية صعبة، وذلك بالتعاون المستمر مع وزارة التربية والتعليم والجهات التعليمية بالدولة. وترعى المؤسسة مئات الطلاب والأطباء المواطنين الذين يستكملون دورة التحضير لامتحانات التراخيص الطبية الأميركية ضمن مبادرة بعثة صاحب السمو رئيس الدولة للأطباء المتميزين، وتهدف الدورة إلى تمكين الأطباء من استكمال دراستهم التخصصية ضمن برامج الأطباء المقيمين في الولايات المتحدة، وذلك بعد اجتيازهم الامتحانات الضرورية للحصول على ترخيص مزاولة المهنة. قاعات الزواج نفذت المؤسسة 8 صالات متعددة الأغراض لدعم الشباب وتشجيعهم على الزواج، ومساعدتهم على قيادة حياة كريمة مستقرة، ودخلت 5 صالات الخدمة فعلياً في كل من دبي وأم القيوين والفجيرة ورأس الخيمة وعجمان، والشارقة. مشروع إفطار صائم تنفذ المؤسسة برامج خاصة لشهر رمضان سنوياً، وتقدم نحو مليونين ونصف المليون وجبة إفطار صائم داخل الدولة وخارجها، ووفرت المؤسسة من خلال البرنامج فرصاً لتشغيل مئات الأسر المواطنة في إعداد الوجبات الرمضانية. وخلال 2016 قدمت المؤسسة أكثر من مليون و800 ألف وجبة رمضانية في جميع أنحاء الدولة، شارك في إعدادها 600 أسرة مواطنة، وقام 187 مشرفاً ومنسقة موزعين في مختلف مناطق الدولة بمراقبة جودة الوجبات والتأكد من مطابقتها للشروط الصحية بالتنسيق مع مركز أبوظبي للرقابة الغذائية. برنامج صحي متكامل استفادت 400 حالة من البرنامج الصحي للمؤسسة خلال العام الماضي، وتضمنت الخدمات تأمين الأدوية لمدة ستة أشهر لأصحاب الأمراض المزمنة خصوصاً القلب والكلى، وإجراء عمليات جراحية، مثل: زراعة القرنية، وتبديل مفصل الركبة، وقسطرة القلب، وزراعة قوقعة الأذن، وغيرها، بالإضافة إلى تزويد المرضى بأجهزة مساعدة مثل الكراسي والأطراف الصناعية وسمَّاعات الأذن الطبية، كما تحملت المؤسسة نفقات إصدار 5000 بطاقة تأمين صحي للمحتاجين في كافة أرجاء الدولة. ويقدم البرنامج الخدمات العلاجية للمحتاجين وفق اللوائح والنظم المعمول بها في مؤسسة خليفة الإنسانية وبعد موافقة اللجنة الطبية المعتمدة من قبل المؤسسة، وتحديدها لنوع التدخل أو الخدمة التي تحتاجها كل حالة. ونظمت المؤسسة العديد من الحملات والمبادرات ذات الطابع الصحي أو الطبي، في مقدمتها حملات التبرع بالدم، باعتباره واجب إنساني ووطني يعكس مفهوم التكاتف والتكامل بين أفراد المجتمع.