تستضيف دبي في الفترة من 22 إلى 25 يونيو الجاري منتدى الادارة المبتكرة الثاني والذي تنظمه شركة ''ليدرز ريبريزنت''، وهي جزء من شركة ''أي أي أر'' المتخصصة في تنظيم وإدارة المؤتمرات في المنطقة· وقالت شركة ''ليدرز ريبريزنت'' في بيان صحفي امس إن المنتدى يركز على النظريات والممارسات والتجارب الادارية المبتكرة التي استخدمت عالميا لدفع النمو والارباح من خلال الابتكار يناقشها عدد من أشهر القادة العالميين في مجال الابتكار، وهم: توم كيلي، كجيل نوردستروم، مات كنجدون، ميحمود خان، كلايف جرينير، أدريان هايس، روان جبسون، ستيفان جانزوسكي، بالاضافة إلى كل من مالك انجا من مجموعة دبي القابضة وسيمون فورد من شركة ''بلو بنانا''· ويلقي المتحدثون الضوء على عدد من الاساليب الادارية المبتكرة، إضافة إلى مناقشة أحدث المفاهيم المتعلقة بالابتكار والابداع· وقال محللون إنه مع تزايد حجم الاستثمار والمشاريع التنموية في المنطقة، فإن هناك حاجة ملحة من قبل الشركات في المنطقة إلى اتباع الممارسات الإدارية المبتكرة· وعلى الرغم من أن دولة الامارات احتلت المرتبة الرابعة عشرة على مستوى العالم فيما يتعلق بالابتكار وفقا لمؤشر الابداع العالمي ،2007 فإنها كانت الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الاوسط التي كانت ضمن القائمة· وبحسب دراسة قام بها فريق ''ليدرز ريبريزنت'' في العام الماضي، فإن 77 بالمئة من الشركات في الشرق الأوسط قد قامت بتطبيق حلول مبتكرة في العامين الماضيين، بينما أشارت 58 من الشركات التي شملتها الدراسة إلى أنها قامت بتشجيع ثقافة الابتكار بين موظفيها، كما أشار 44 في المئة من هذه الشركات إلى أن لديها دائرة مكرسة للابتكار· كما أظهرت الدراسة ان ما 100% من شركات الضيافة في المنطقة تعتبر أن الابتكار غاية في الاهمية لنموها، تليها مؤسسات الرعاية الصحية بنسبة 80% ومن ثم المؤسسات الحكومية بنسبة 75 % واخيرا هيئات المواصلات بنسبة 67%· وعن دور المنافسة في دفع أو ضعف الابتكار، قال جون فورد المدير التنفيذي لشركة ''ذا ون سنتر'' إن هناك عوامل مشتركة تقوم بتهيئة البيئة او الظروف المناسبة للابتكار· ويرى أن هذه العوامل ترتبط ارتباطا وثيقا بمبدأ البقاء للأقوى، فالافراد او الشركات عندما يواجهون منافسة جديدة او نقصا في الموارد التقليدية يبدأون في التفكير بشكل خلاق حول كيفية تحسين ظروفها· وأضاف أن الحرمان او احتمالية نقص مورد ما تعتبر ظروفا ملائمة لظهور الابتكار، فالأمر يكاد يكون بيولوجيا بقدر ما هو ايضا ثقافي، فعندما يكون هناك تحدٍ يكون هناك إبداع وابتكار· قال: بالطبع المنافسة تدفع الابتكار، لأن الشعور بالراحة لا يعود بشيء يذكر· اذا نظرت الى التاريخ ستجد ان الامم التي كان لها اقل موارد طبيعية اصبحت من الدول العظمى؛ نظرا لتمسكهم بالبقاء وذلك ينطبق على كل من اليابان وبريطانيا، ودبي نفسها تعتبر مثالا على ذلك، فقد انتصرت على الظروف الطبيعية، لتصبح رمزا عظيما للبقاء· وبالمثل فإن بعض الشركات مثل شركة ''أبل'' العالمية استطاعت قهر عالم الكمبيوتر من قاعدة صغيرة، عن طريق الابداع، للبقاء والاستمرار والعطاء· لكن روان جيبسون مؤلف كتاب ''الابتكار في الجوهر'' يرى ان المنافسة تدفع الابتكار· وأضاف: في الوقت الذي نشهد فيه تنافسا جديدا فإن الابتكار يعتبر أمرا ضروريا للاستمرار النجاح اليوم يقع اليوم على عاتق اولئك الذين يقدمون افضل الخدمات للعملاء وفهم ومعالجة احتياجات العملاء· من جانبه، قال مالك أنجا رئيس قسم التسويق في دبي القابضة إن الشركات بحاجة الى زيادة القدرة التنافسية للتفوق في السوق ولا شك ان الابتكار سيساعدهم في المحافظة على القدرة التنافسية والنمو، كما أن اشتداد المنافسة العالمية أدى إلى إجبار الحكومات والشركات الى ايجاد سبل جديدة لزيادة الانتاجية، وهذا ما خلق المزيد من الاهتمام والتركيز على الابتكار· وأشار كلايف جراينير مدير القسم الأوروبي لخدمة العملاء في سيسكو إلى أنه لكي تتمكن دبي من قيادة المنطقة في الابتكار، فيجب ان يتم خلق ثقافة تضع الناس في مركز الابتكار، ثقافة تقوم بمكافأة الابداع ثقافة تمنح الفضاء للتفكير والبحث والتجربة· وأضاف: إن دبي مدينة مميزة جدا وقادرة على ان تجتذب المواهب من جميع انحاء العالم، وبالتالي ستكون مثالا لخلق الافكار الجديدة والخدمات والابتكار· وفي النهاية، أود أن أؤكد أن الابتكار ليس خيارا، بل يجب ان يكون في قلب أي من الاعمال التجارية· يشار إلى أن الدراسة تعبر عن آراء أكثر من 200 من قادة رجال الاعمال وصانعي القرار الرئيسيين في المنطقة في كل من دولة الامارات المملكة العربية السعودية، عمان، قطر، الكويت، البحرين، مصر، سوريا، والأردن ولبنان·