محمد حامد (دبي) ليس تقليلاً من شأن مان يونايتد العريق صاحب الجماهيرية والتاريخ والبطولات، ولكنها الحقيقة، لقد أصبح ديربي مانشستر الأكثر إثارة وأهمية وترقباً في البريميرليج، بل إنه في طريقه لمنافسة كلاسيكو البارسا والريال بفضل «البلو مون» منذ أن تحولت ملكيته إلى أبوظبي وأصبح كياناً كروياً كبيراً، فقد اعتاد يونايتد على مدار سنوات طويلة إسكات صوت «الجار الصغير المزعج»، ولكنه لم يعد قادراً في السنوات الأخيرة على التعامل مع السيتي بالطريقة ذاتها، فقد أصبح الديربي أكثر أهمية من الكلاسيكو الإنجليزي الذي كان معتاداً بين يونايتد وليفربول. وتتجه الأنظار اليوم إلى ستاد الاتحاد معقل «البلو مون» لمتابعة المباراة الواعدة بالإثارة، حيث يسعى مان سيتي للفوز للفوز وانتزاع لقب البريميرليج للمرة الثالثة في آخر 10 سنوات، أي منذ انتقال ملكيته إلى أبوظبي، ليعادل إنجاز مان يونايتد وتشيلسي في الفترة ذاتها، فقد انتزع الشياطين الحمر والبلوز لقب الدوري 3 مرات لكل منهما في السنوات العشر الأخيرة، وبعد أن كان الصراع بين الـ«بيج فور» لا يعترف بفريق اسمه مان سيتي، في ظل سيطرة يونايتد وآرسنال وليفربول وتشيلسي، نجح السيتي في اختراق هذه الدائرة، وحجز مكاناً دائماً لنفسه، ليس فقط بإنهاء الموسم في دائرة المربع الذهبي، والتأهل الدائم لدوري الأبطال، بل المنافسة على لقب البريميرليج والظفر به. مان سيتي يتصدر جدول الترتيب بفارق 16 نقطة عن صاحب المركز الثاني مان يونايتد، مما يعني أن فوز كتيبة جوارديولا سوف يمنحه اللقب مباشرة من دون انتظار المباريات الست المتبقية من الموسم، ليؤكد السيتي أنه على رأس المبدعين في البريميرليج، ليس بالنتائج فحسب، بل بالنظر إلى جودة الأداء، وبعد هزيمته أمام الليفر في دوري الأبطال أصبح سيتي متحفزاً للفوز بعقلية المبدع الغاضب، وفي المقابل، يطمح فريق مورينيو إلى تأمين المركز الثاني، الذي يتنافس عليه مع ليفربول وتوتنهام، حيث يملك يونايتد في رصيده 68 نقطة، وليفربول 66 نقطة، و64 نقطة لتوتنهام. وبعيداً عن طموح تأمين الوصافة، فإن مان يونايتد بقيادة مورينيو لديه طموح معنوي آخر، قد يكون أكثر أهمية وهو عرقلة مان سيتي وحرمانه من فرحة التتويج باللقب أمام جماهيره في ستاد الاتحاد، ومن المعروف أن المنافسة الملتهبة بين «مو» و«بيب» تفرض نفسها على أجواء المباريات بينهما منذ فترات توليهما تدريب الريال والبارسا، كما أن كبرياء جماهير اليونايتد يجعلها تتمسك بالفوز في معقل «البلو مون» لتأجيل احتفالية اللقب، ولكي لا يكون هذا التتويج التاريخي على حساب الشياطين الحمر. تاريخياً التقى سيتي ويونايتد في 175 مباراة، فاز الفريق الأحمر في 72 مواجهة، فيما حقق الأزرق السماوي الفوز في 51 مواجهة، وفرض التعادل نفسه في 52 مباراة، وفي السنوات الأخيرة نجح «السيتيزن» في تقليل الفجوة على المستويات كافة، مما منح الديربي أهمية خاصة مقارنة مع ما كان يحدث على مدار عقود مضت، وأصبح مدينة مانشستر منقسمة بين الأحمر والسماوي ليس بحثاً عن انتصار في مباراة فحسب، بل في إطار المنافسة على البطولات، والتحدي الكبير مع عمالقة لندن. قمة عالمية.. لماذا ؟ قمة السيتي ومان يونايتد أصبحت حديث العالم، لأنها تقام بين فريقين يتولى تدريبهما جوارديولا ومورينيو، وهما الأشهر عالمياً في الوقت الراهن، كما أن تاريخ الصراع بينهما يرفع من سقف الاهتمام الجماهيري والإعلامي بالمباراة، ويضاف إلى ذلك أن المباراة تقام بين المتصدر والوصيف، كما أن البلو مون والشياطين الحمر يضمان في صفوفهما مجموعة من أفضل النجوم، ويكفي دليلاً على ذلك أن القيمة السوقية والمالية لنجوم الفريقين تبلغ 1.5 مليار جنيه إسترليني، أي ما يقترب من 8 مليارات درهم، ولا يتفوق عليها في هذا الجانب في الوقت الراهن سوى موقعة الريال والبارسا. بالعودة إلى المباراة والتشكيلة المتوقعة للفريقين، فمن المرجح أن يدفع جوارديولا بالعناصر نفسها التي خاضت المباراة الأخيرة أمام ليفربول في دوري الأبطال، إلا أنه سوف يستمر في البحث عن بديل لابورت في مركز المدافع الأيسر، ومن المرجح أن يكون ديلف هو صاحب هذه المهمة، وإلى جواره في الدفاع أوتاميندي، وكومباني، ووالكر مدافعاً أيمن، ومن خلفهم الحارس إيدرسون، وفي منتصف الملعب، فرناندينيو، وسيلفا، ودي بروين، وفي الأمام ساني يساراً وسترلينج يميناً، وجيسوس رأس الحربة. وفي المقابل، يملك يونايتد القدرة على الدفع بأفضل عناصره في ظل عدم المعاناة من الإصابات أو الإيقافات، وسوف يدفع مورينيو بالحارس دي خيا، وأمامه رباعي الدفاع فالنسيا، وبيلي، وسمولينج، ويونج، وفي منتصف الملعب ماتيتش، وبوجبا، ولينجارد، وثلاثي المهام الهجومية ماتا وراشفورد ولوكاكو، وهي التشكيلة الأفضل للمدرب البرتغالي في الوقت الراهن، حيث يراهن على إبطال مفاتيح المان سيتي، وهو يملك في الوقت ذاته عناصر هجومية تملك السرعة والمهارة، مما يجعل البلو مون أمام التحدي الأصعب لإنهاء المهمة وانتزاع اللقب.