صحيح أنني أعزّ البطيخ، وأعرف قيمته وفوائده الجمة، لكنني -بصراحة- لا أفهم سبب ارتفاع أسهمه في بورصة سوق الخضار والفواكه هذا الصيف!· مهلاً، ربما يكون السبب في هذه الأهمية التي يتمتع بها ''المحروس'' أنه يعرف ما له من ''حظوة'' لدى القلوب، فقرر أن يمارس بعض الدلال وتمكن من أن يفرض أهميته عليَّ وعليكم وعلى الناس جميعاً، فالبطيخ ركيزة لا يختلف عليها أي زوجين في تأسيس القاعدة الزوجية، لما له من تأثير على ديمومة العلاقة واستمراريتها بين هو وهي· وبما أنه لا يوجد لا ''جيرنتي'' أو ''ويرينتي'' على البطيخ، فعليك أن تطبق الأمر نفسه وبشكل أوتوماتيكي على الزواج الذي يقع تحت رحمة ''الحظ'' و''النصيب''!، وأنت وحظك، فإما أن تكون ''البطيخة'' -عفواً - الزيجة حمراء ولذيذة، وإما أن تكون بيضاء و''ماسخة''، وفي الحالتين لا مفر من القبول بها· وغالباً ما يحسم الأمر بتقسيم البطيخة بين هو وهي ''بالنُّص''، و''القنوع'' -وليس الخنوع- للأمر الواقع، بدليل أنك لن تتردد في أكل البطيخة بقشرها، وأنت تُغمض عينيك وكأنك تشرب دواء ''للسعلة الناشفة''!· النظريات في باب تأسيس الحياة الزوجية الآمنة وتوثيق عراها، لا تحصى ولا تعد، ومنها ''نظريتي الأباظية'' نسبة إلى رشدي أباظة التي سآتي على ذكرها في سياق ''شخبوطتي'' هذه· لا أدعي التنظير في هذا الحقل، لأنه أشبه بحقل الألغام، فمهما حاولت تثبيت نظرية معينة لتمشي عليها، ستكتشف نظرية أخرى تنقضها تماماً، لتعيد النظر في حساباتك من جديد· ففي الزواج وشؤونه لا قاعدة ثابتة ولا يوجد ثوابت من الأصل!· كل شيء في هذا الباب متحرك كرمال صحراء النقب، إلا ''النظرية الأباظية'' فهي ثابتة لأنها مُجربة منذ عقود، لذلك آثر ''الأباظيون'' التكتم عليها لضمان خصوصيتهم، والسرية التامة للمضي في تدعيم وتأصيل قاعدتهم الذهبية!، أو خوفاً من الحسد، وهذا احتمال قوي، فالناس باتت تحسد حتى الميت على ''موتة'' الجمعة، فكيف لا تحسد زوج كناري منسجماً حدَّ الذوبان وأمَارات العافية والسعادة ''تطرّ'' وجوههم؟!، فالوناسة والتعاسة لا يمكن إخفاؤهما أو مداراتهما، وأول ما تظهران على عيني زوج الكناري ما في كلام!· ''المحروسة'' -حفظها الله- زوجة مطيعة· لا تحمل من ''كُهن'' النساء إلا الشك فقط، ولقلقها مبرر لا يمكن تجاهله بأي طريقة، إلا بالإدمان على شرب ''ماي غريب''!، لكي تستريح من تذكر صورة حية تقض مضجعها وصحوها في كل لحظة· بدأت المسكينة تدريجياً بأكل أظافرها، ثم تطورت الحالة إلى أكل اللحف والمخدات!!!· ''المحروسة'' بعد أن شرحت لي حالتها بالتفصيل، وحكت عن شكوكها في زوجها دون إثبات أو دليل، مما يزيد في عذاباتها وحيرتها المزمنة، قررت زيارتها في بيتها، فرأيت بأم عيني ما جعلني أُشفق عليها من كل قلبي، وعلى النهاية المأساوية التي ستؤول إليها لا محالة!، فزوجها -واه حسرتاه- شِقّه الأيمن نسخة ''بالملي'' من الفنان رشدي أباظة، وشِقه الأيسر نسخة ''مكربنة'' من الفنان حسين جاسم، ونفس حبة الخال يا سبحان الله!· كانت المسكينة مضطربة تنشد عندي الحل الرشيد والرأي السديد في مسألتها· صدقاً حسدتها على جرأتها في الارتباط بشخص يمتلك كل هذه المواصفات وتبقى بكامل قواها العقلية إلى الآن!· سألتها بنبرة لا تخلو من الخبث: هل تريدين أن أنصحك أم أنصحه هو؟!، وأردفتُ قائلة: عزيزتي، حالتك ''عويصة''، وليس لها حل سوى ''الحل الأباظي''· قالت: وما هو ''الحل الأباظي''؟!! قلت: أن يتزوج عليك بامرأة ثانية وفي أقرب فرصة ممكنة، فهذه هي النهاية الحتمية لكل من ترتبط بـ ''أباظي'' الخصال والهيئة!!!· ؟ همسة: لا توجد سعادة كاملة!·