توقعت مؤسسة جارتنر البحثية أن يتم تحميل 17,7 مليار تطبيق في عام 2011 بزيادة نسبتها 117% على العام الماضي، فيما يبلغ حجم الإيرادات التي تجنيها الشركات العالمية من تطبيقات المحمول هذا العام 15,1 مليار دولار مقابل 5,2 مليار دولار خلال العام الماضي بنمو 190,4%. تأتي هذه التوقعات في وقت قلل فيه مطورون من جدوى تحالف التطبيقات، وذلك بعد أن أعلنت جماعة من أكبر مشغلي الهواتف في العالم تضم “فودافون” و”تشاينا موبايل” عن مبادرة خلال مؤتمر الهواتف المحمولة العالمي في برشلونة تهدف إلى تشكيل جمعية تطبيقات الغرض منها تقويض هيمنة أبل على ما يسمى “أب ستور” app store الذي يعني متجر التطبيقات. سميت هذه الجمعية “جمعية بيع التطبيقات بالجملة” وكانت ترمي إلى التيسير على المطورين إنشاء تطبيقات بصرف النظر عن الجهاز الذي يستخدمها على عكس ما كان متبعاً وهو ضرورة قيام المطور بتعديل تطبيقاته والحصول على موافقة كلما وضع برامجه على نظام تشغيل هواتف جديد. وبعد مضي عام كامل أعلن بيترز سوه رئيس تنفيذي جمعية بيع التطبيقات بالجملة في برشلونة إطلاق تحالف يتألف حالياً من 68 عضواً، وكشف النقاب عن أدوات برامج جديدة تتيح للمطورين أن يبيعوا تطبيقات يمكن تداولها تجارياً على مختلف الأجهزة. كما كشفت شركات تشمل إريكسون وتليفونيكا وهواوي عن متاجر سحابية تساعد على استيعاب تطبيقات خارج متاجر التطبيقات القائمة التي يتحكم فيها المطورون. غير أن المطورين أنفسهم لم يحضروا مؤتمر الهواتف المحمولة العالمي، ولا يزال مطورون ومحللون يتشككون في المشروع اعتقاداً منهم بأن جمعية بيع التطبيقات بالجملة ما هي إلا وسيلة تنفيس لمشغلي الاتصالات الغاضبين من عدم حصولهم على حصة من الإيرادات الواردة من جماعة تطبيقات سريعة الانتشار تهيمن عليها أبل صاحبة آي فون، وجوجل التي يستخدم نظامها التشغيلي أندرويد من قبل 28 شركة تصنيع هواتف محمولة ولديها متجر تطبيقات خاص بها. غير أنه رغم أن لدى العديد من مشغلي المحمول متاجر تطبيقات خاصة بهم، فإن هناك مشغلين اثنين يهيمنان على هذا المجال. ذلك أن متجر أبل الذي تزامن إطلاقه مع إطلاق آي فون 3 جي عام 2008 يستوعب 350 ألف تطبيق في الوقت الذي تقول فيه جوجل إنه يوجد 150 ألف تطبيق في متجر أندرويد الخاص بها. ورغم أن البعض يرى أن كون شركة ما لديها متجر تطبيقات كبير أمر غير ذي أهمية، يقول محللون إن هذا ما يجعل المستهلكين يفضلون هاتفاً محمولاً عن هاتف آخر وخصوصاً لأولئك المستهلكين الذين يدفعون مقابل استخدام التطبيقات. ويتربح المطورون المتفاوتة أحجامهم بين شركات كبرى وشركات مؤلفة من شخص واحد، إما من بيع تطبيقاتهم أو تقسيم الإيراد مع متجر تطبيقات أو من إعلانات التطبيقات أو من مشتريات التطبيقات البينية التي تتم عبر الألعاب. ويقول آدم ليتش كبير المحللين في “أوفم” إن ظهور منظومة بيئية أخرى للمطورين ربما يعتبر بمثابة تحد للمشغلين. ذلك أن كلاً من أبل وجوجل قاما بإنشاء منظومة بيئة تطبيقات تخصهما ولدى كل منهما برامج تطويرية. ولم يكن التعاون بين مشغلي الاتصالات فيما مضى ناجحاً على النحو المنتظر. ورغم أن هناك الرغبة والمصلحة المشتركة فإن كان على ما يبدو صعوبة في الاتفاق على مقياس موحد، بحسب ليتش. ويتفق مطورون على أن عملية إعادة هيكلة التطبيقات لكل نظام تشغيل جديد - سواء منصة اي أو اس من أبل أو ويندوز فون 7 من مايكروسوفت أو أندرويد أو أي من المنصات الأخرى الكثيرة - لا طائل منها بالنظر إلى أن الأمر يتطلب وقتاً وجهداً لإعادة كتابة رموز وقد يكلف ذلك عشرات الآلاف من الدولارات وفقاً لمدى تعقيد التطبيق. ومع ذلك لا يزال المطورون يتشككون في قدرة جمعية بيع التطبيقات بالجملة على إحداث التغيير. وقال بيتر فيستر باكا رئيس روفيو المطور الفنلندي الذي ابتكر تطبيق “الطيور الغاضبة” الذي حقق نجاحاً ساحقاً: “ليتهم ينجحون في ذلك ولكني شهدت العديد من المبادرات من مشغلين لسنوات ولكن لم تنجح تقريباً أي مبادرة منها”. وحتى لو تم وضع مقاييس موحدة فإن التطبيقات الشديدة التعقيد لن تنجح بسهولة في مختلف المنصات. وقال مطورون إنهم يفضلون أبل ومنصة أندرويد من جوجل نظراً لأن لها بيئة تطويرية خصبة. وأضافوا أن إشراك مشغلي الاتصالات لن يقوم بالضرورة بالارتقاء بهذا المجال. نقلاً عن - فاينانشيال تايمز ترجمة - عماد الدين زكي