إبراهيم سليم (أبوظبي) حاضر العلماء الضيوف حول العديد من القضايا، التي تهم المجتمع، وشملت الموضوعات بر الوالدين، وطاعة ولي الأمر والزكاة، واغتنام الأوقات والعلاقة بين الجيران، والصحة، ودعت الدكتورة خضرة سالم عبد الحميد سالم الأستاذ في جامعة الأزهر كلية الدراسات الانسانية، إلى اغتنام هذه الأجواء الإيمانية وإصلاح ذات البين، وبر الوالدين، وأن من أفضل القربات عند الله ونيل محبته ورضاه، هو رضا الوالدين، والذي يعدل ويفوق الجهاد في سبيل الله، وتقديمهم على ما سواهم، بما فيهم الأبناء، فبهم تفتح الأبواب وينال به ما عند الله، وأن النبي صلى الله عليه وسلم، قال رغم أنف امرئ أدرك والديه ولم يدخلاه الجنة، ونهى عن عقوق الوالدين، داعية إلى عدم إضاعة الوقت والإسراع إلى رضاهم. وطالبت خلال درس بإحدى المجالس المخصصة للنساء بغرس هذه القيم النبيلة وحب وطاعة الوالدين، والحرص على رضاهم في نفوس الناشئة، وتربية الأبناء عليها، وحسب ما يرى الأبناء من تعاملات الآباء والأمهات مع الوالدين ومع المجتمع ينشئون على ذلك، كما أشارت إلى أهمية الاصلاح بين الناس، إنما المؤمنون أخوة فاصلحوا ذات بينكم فالاصلاح مصدر الطمأنينة ومبعث الاستقرار والأمن والألفة والمحبة بين الأخوة. وقالت نحتاج في وقتنا الحالي إصلاحا يدخل الرضا على المتخاصمين ويعيد الوئام الى المتنازعين، إصلاح تسكن به النفوس وتتآلف به القلوب، كما حثت على احترام حقوق الجيرة، حيث أشار الله إلى حق الجار وأوصانا به الرسول صلى الله عليه وسلم»مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه»ومن حق الجار إفشاء السلام وكف الأذى عنه سواء كان أذى حسيا بالصوت المرتفع أو الغناء أو صوت الكاسيت العالي الى آخر، أو الأذى المعنوي بالتجسس عليهم وإفشاء أسرارهم والتعرض لحرمة البيوت باستراق النظر الى محارمهم أو الغيبة والنميمة كذلك الصبر على أذى الجار. وتحدثت الدكتورة إلهام محمد شاهين بجامعة الأزهر حول أهمية الترشيد الاستهلاكي وعدم الإسراف سواء في رمضان أو غير رمضان، والتحلي بالكرم، والتوسعة في هذا الشهر على الأسرة دون إسراف، منوهة إلى أن الكرم يطلق على كل ما يحمد من أنواع الخير والشرف والجود والعطاء ، والإنفاق وهو بذل المال أو الطعام أو أي شيء نافع عن طيب نفس دون إجبار أو إرغام ، وقد سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم : من أكرم الناس ؟ قال : أتقاهم لله، قالوا : ليس عن هذا نسألك فقال: أكرم الناس يوسف نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله، فالرسول صلى الله عليه وسلم وصف يوسف عليه السلام بالكرم لأنه اجتمع له شرف النبوة والعلم والعفة وكرم الأخلاق والعدل ورياسة الدين والدنيا، وهو أيضا نبي ابن نبي ابن نبي.كما تحدث عدد من العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة،حفظه الله ،حول موضوع ( صحتك في رمضان ) مبرزين آخر ما توصلت إليه الدراسات الطبية من فوائد الصيام الصحية، باعتبار صيام رمضان شهر صيانة للجسد من تراكمات عام كامل ومنوهين بالحكمة من الصيام وإباحة الإفطار لذوي الأعذار والصغار الذين لا يطيقون الصوم والمرضى والمسافرين والطاعنين في السن ممن لا يقوون الصيام. وأثار العلماء كذلك أهمية التواصل بين المرضى وأطبائهم لإرشادهم إلى حكم الصوم بالنسبة لكل مريض وبحسب حالته المرضية ونوع المرض الذي يعاني منه. كما لفت العلماء إلى فوائد الصوم الكثيرة وذلك بالمحسوس والمجرب عبر القرون، وإن لم يصح الحديث ((صوموا تصحوا)) فإن المعنى صحيح ومؤكد طبياً، ولعل من حكم الصوم أن الله تعالى قد فرضه لاستجمام الجسد وصيانته من الأمراض ، ولكن مع مراعاة عدم الإسراف في الأكل والشرب عند الإفطار وخلال الليل لأن الصوم حمية إلهية جماعية وثقافة صحية ضرورية.فيما تناول عدد آخر من العلماء موضوعا في غاية الأهمية الوطنية والاجتماعية وهو علاقة المجتمع بأولى الأمر منهم مبينين أن طاعة ولي الأمر تعني الاستقرار والازدهار للفرد وللمجتمع في وطن آمن حصين ولأن الخليفة عثمان بن عفان قد أطلق مبدأ حضاريا تنظيميا خالدا حين قال : إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن ، وأن حماية الأوطان والضرورات الخمس للإنسان لا يمكن أن تتحقق إلا بطاعة ولي الأمر وما نظمه للعباد وفق شريعة الله سبحانه وتعالى فمن يحافظ على سلامة الدين ، وأمن الأفراد والمجتمعات وأموالهم وأعراضهم ودمائهم لولا سلطة ولي الأمر التي تنظم للناس شؤونهم وتسهر أجهزتها على حفظ أمورهم؟وحذر العلماء الشباب من الانجرار وراء شعارات الفرق والأحزاب الضالة وليعتصموا بحبل الله وطاعة ولي الأمر ففي ذلك سلامة للأوطان من عبث الأفكار والتيارات الضالة والمضلة وقد حذرنا رسول الله من مآلات الخروج على القانون والمصالح التي يرعاها ولي الأمر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من نزع يدا من طاعة فلا حجة له يوم القيامة ومن مات مفارقا للجماعة فقد مات ميتة جاهلية ). وذكر العلماء بالحديث الجامع في هذا الشأن حيث قال رسول الله (وأطيعوا ربكم وصلوا خمسكم وأدوا زكاة أموالكم وصوموا شهركم وأطيعوا ذا أمركم تدخلوا جنة ربكم )، قد شملت الدروس عددا من المساجد والمؤسسات والمجالس على مستوى الدولة.