قصفت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ليبيا بصواريخ توماهوك، وشنت غارات جوية حتى الساعات الاولى من اليوم الاحد، مثيرة غضب العقيد معمر القذافي الذي اعلن المتوسط "ميدان حرب". وفي اكبر تدخل عسكري في العالم العربي منذ الغزو الاميركي للعراق في 2003، اطلقت السفن الحربية الاميركية والبريطانية 110 صواريخ توماهوك عابرة على الاقل على ليبيا، كما قال عسكريون. وقال الاميرال الاميركي وليام غورتني لصحافيين ان هذه الصواريخ اصابت "اكثر من عشرين هدفا من الانظمة المضادة للطيران وغيرها من المنشآت الدفاعية"، على الساحل الليبي. من جهته، ذكر مسؤول فرنسي طلب عدم كشف اسمه ان الهجمات الجوية بالطائرات والصواريخ "منسقة" من مقر اميركي في المانيا. وجاء الهجوم بعد يومين من تبني مجلس الامن الدولي قرارا يجيز استخدام القوة ضد ليبيا لمنع قوات القذافي من سحق الثوار، في اول تمرد تشهده ليبيا منذ 41 عاما. وقال مصدر إن قنابل القيت الاحد قرب باب العزيزية مقر القذافي، ما ادى الى رد من المدفعية الليبية المضادة للطيران استمر حوالى اربعين دقيقة. وكان التلفزيون الليبي ذكر ان مئات الاشخاص تجمعوا امام باب العزيزية ومطار العاصمة للدفاع عنه. وقال مسؤول ليبي ان 48 شخصا على الاقل قتلوا و150 جرحوا، معظمهم من النساء والاطفال، في ضربات التحالف التي بدأت عند الساعة 16,45 بتوقيت غرينتش. وبدأ الهجوم بغارة جوية قصفت خلالها طائرة حربية فرنسية آلية تابعة لقوات الزعيم الليبي. وذكر التفزيون الليبي نقلا عن متحدث باسم الجيش الليبي ان "اهدافا مدنية" في مدن طرابلس ومصراته وزوارة وبنغازي وسرت الساحلية، تعرضت السبت لغارات "معادية". وفي كلمة مقتضبة عبر الهاتف بثها التلفزيون الليبي مساء السبت، قال القذافي بعد ساعات قليلة على بدء العملية العسكرية "سنهاجم كل هدف مدني او عسكري في البحر الابيض المتوسط". واضاف ان "البحر المتوسط متعرض للخطر اثر هذا العدوان البربري، وقد اصبحت هذه المنطقة ميدان حرب فعلية"، مؤكدا ان "مصالح الدول التي شاركت في العدوان ستتعرض للخطر بسبب العدوان الجنوني الصليبي الكفيل باشعال حرب". واكد انه "منذ الان يجري فتح مخازن السلاح لتسليح الشعب الليبي دفاعا عن وحدة تراب" ليبيا، مشددا على ان "الشعب الليبي الشجاع يتصدى لهذا العدوان بكل عزيمة وصبر". واعلنت وزارة الخارجية الليبية في بيان انها تعتبر قرار مجلس الامن 1973 الذي يدعو الى وقف اطلاق النار واقامة منطقة حظر جوي فوق اراضيها "انتهى مفعوله"، ودعت مجلس الامن الى عقد اجتماع طارئ.