شن الجيش الباكستاني أمس عمليات تمشيط جديدة في وادي سوات بإقليم الحدود الشمالي الغربي أسفرت عن مقتل ستة من مسلحي حركة «طالبان» واعتقال واحد وعشرين آخرين، بعد العثور على 18 جثة يشتبه أنها للمسلحين. في حين حذر ريتشارد هولبروك المبعوث الخاص للرئيس الأميركي باراك أوباما لدى باكستان وأفغانستان من خطورة القيام بعملية عسكرية في وزيرستان الآن قبل معرفة ما إذا كانت «طالبان دمرت أم أنها تفرقت فقط». وأوضح بيان صادر من مكتب المتحدث العسكري أن قواته قامت بتطهير ثلاث بلدات في سوات من المسلحين وتمكنت من مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات. وقال المتحدث إن ستين مسلحا استسلموا لقوات الجيش خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية في المنطقة. من جهة اخرى ذكرت تقارير إعلامية أنه جرى العثور على الجثث في نفس اليوم الذي كان مقررا لزيارة هولبروك لبلدة مينجورا البلدة الرئيسية في منطقة وادي سوات. ونقلت قناة «جيو» التليفزيونية الباكستانية عن مسؤولين لم تذكر أسماءهم إن الجثث التي عثر عليها في قرى مختلفة في سوات يعتقد أنها لمقاتلين من «طالبان»، وجميعها لرجال لقوا حتفهم إثر إطلاق النار عليهم. وقال مسؤولون باكستانيون محليون إن القتلى تم استهدافهم من قبل قرويين بهدف الثأر على ما يبدو شمال غرب باكستان حيث تدور مواجهات بين الجيش والمقاتلين المتشددين المرتبطين بـ»القاعدة». وقال مصدر عسكري رفيع رفض الإفصاح عن اسمه إنه «تم العثور على جثة 18 مقاتلا متشددا» في مناطق مختلفة من إقليم سوات الذي استعاد الجيش مؤخرا السيطرة عليه من حركة «طالبان» باكستان بعد عملية عسكرية واسعة النطاق. وأكد المسؤول الإداري الأعلى في المقاطعة عاطف الرحمن العثور على هذه الجثث دون تحديد سبب الوفاة. وقال مصدر عسكري «يبدو أنهم قتلوا بالرصاص على يد سكان كانوا يخشون عودتهم مجددا»، مؤكدا أنهم لم يقتلوا في المعارك مع الجيش، وأوضح أن رؤوس بعضهم جرى تحطيمها بالمطارق. وفي السياق أرجأت زيارة هولبروك صباح أمس بسبب الأمطار الغزيرة في المنطقة القريبة من إسلام أباد. وقال المبعوث الأميركي إن باكستان تنقل قواتها بنسب تاريخية من حدودها الهندية إلى الجبهة الأفغانية محققة مكاسب ضد المسلحين ومعطية الولايات المتحدة فرصة للتركيز بشكل أكبر على المشاكل الاقتصادية التي تهدد تلك الدولة المسلحة نوويا. وأضاف هولبروك للصحفيين المسافرين برفقته إلى إسلام آباد امس الأول إن تركيزه الحالي على المسائل الاقتصادية والاجتماعية بدلا من الأمن، يعكس مكاسب الجيش الباكستاني في وادي سوات وبونر. واستشهد «بعلامات على التقدم» على الجبهة الأمنية من بينها استعادة السيطرة الباكستانية على منجورا عاصمة إقليم سوات. لكنه حذر من القيام بعملية عسكرية جديدة في وزيرستان قائلا «لا نعرف ما إذا كانت طالبان دمرت أم أنها تفرقت فقط «، مضيفا أن «الأمر مع وزيرستان معقد بالنسبة لهم، هناك لحظة للهجوم ولحظة لعدم فعل ذلك، وسيكون على الحكومة الباكستانية ان تقرر ذلك بنفسها». وقال «إذا قارنت الموقف في باكستان اليوم مع ما كان عليه في مارس وإبريل، فإن هناك تغيرا مهما». وأضاف «جرى استعادة السيطرة على سوات، وجرى إعادة السيطرة على بونر، وبيت الله محسود لم يعد موجودا ويبدو أن هناك صراعا على الخلافة بين قادته، هذا لا يعني أن المشاكل تم حلها فهو بعيد عن ذلك، لكن هذا يعد تحسنا كبيرا مقارنة بشهور قلائل سابقة». وبعد سوات خطط الجيش الباكستاني لشن هجوم في منطقة وزيرستان الجنوبية على الحدود الافغانية وهي معقل أتباع محسود. لكن مسؤولين أميركيين قالوا إن الهجوم المتوقع على وزيرستان معلق حاليا، فقد ثبت أن سوات مكلفة بالنسبة لباكستان حيث خلقت أزمة لاجئين وباكستان تعرف أن شن هجوم شامل على وزيرستان هو أكثر صعوبة بكثير. وأوضح مسؤولون باكستانيون لنظرائهم الأميركيين أنهم يريدون معرفة كيف سينتي الصراع على السلطة داخل «طالبان» قبل الهجوم. كما أنهم يشعرون بقلق من القيام بعمل عسكري بشكل أسرع، فهو قد يدفع الجماعات المتناحرة الى تنحية خلافاتها وإعادة توحيد صفوفها.