كما انطلق برهاناً مفتوحاً على الجمال، يختم «الزمن الجميل» موسمه الأول، بجعل مساحة الجمال في حياتنا أكثر رحابة تتسع لمعاني الأصالة والإيجابية وتكريس ثقافة حب الحياة على نزعات الشرّ.
منذ انطلاقته، لم يكن «الزمن الجميل» مجرد برنامج تلفزيوني، يتسابق فيه وبشروطه موهوبون أتوا من كل أرجاء العالم العربي، بل كان مبادرة قدمتها «أبوظبي للإعلام» لإشراك شرائح اجتماعية جديدة، وفاعلة، في حراك عنوانه الاستنارة والتنوير، ونهجه مناهضة الظلامية.
لقد كانت تلك الشرائح، تقليدياً، تحسب على الفئات الصامتة، التي لا ينقصها الدافع بقدر ما تعوزها الأدوات للخوض في غمار حراك كهذا، تؤكد فيه أنها صاحبة مصلحة في قول: لا للهمجية، ولا للقبح، ولا لمحاولات كسر معادلة الفرح في حياتنا.. فتوافرت لها الفرصة، لكي تقول كلمتها في التوقيت الصحيح، وفي المكان الصحيح.
لقد تصدعت أسماعنا طوال عقود بأن زماننا هو «الزمن الرديء». وتلك مقولة أطلقها «مثقفون مكتئبون» وروّج لها «مناضلون سابقون»، خانتهم أفكارهم ورهاناتهم الخاطئة قبل أن يخونهم الزمن، الذي لم يمتلكوه يوماً. هؤلاء لم يستطيعوا أن يتقبلوا أنهم يعيشون في الزمن الأجمل، لأنه ليس زمنهم.
وإذا كان من فضل لـ«أبوظبي للإعلام» وهي تعبّر عن مجتمع تنتمي إليه ودولة تحمل مشروعها، فهو فضل تكريس حقيقة أن الشعوب العربية، بكل أطيافها ومشاربها، تستحق البهجة، وأنها قادرة على صناعة الفرح، وأن تتحدى به صنّاع الموت وتجار الدم.
هذا ما قاله عملياً عشرات المشاركين في المسابقة الراقية، الذين أتى بعضهم من بلدان عصف بها الخراب. وكانت تلك ظاهرة تستحق الدرس مع الترحيب.
من أبوظبي، يترك «الزمن الجميل» بصمته على جبين هذا الزمن، فيستحق اسمه وصفته: الزمن الأجمل.

"الاتحاد"