قتل ما لا يقل عن 19 شخصا وأصيب 12 آخرون في اشتباكات جديدة في الجزء الشمالي الغربي من باكستان، والمعروف بمنطقة القبائل والذي يسيطر عليه المتشددون، في الوقت الذي أعلن فيه أنصار رئيس الوزراء السابق نواز شريف أنهم سيواصلون الضغوط لإزاحة الرئيس الباكستاني برويز مشرف من منصبه· وكانت تقارير إعلامية قد ذكرت امس أن قتالا ضاريا اندلع بين القوات الموالية للقائد البارز في حركة طالبان الباكستانية بيعة الله محسود ورجال القبائل الموالين للحكومة أمس الاول عندما هاجم المتشددون أعضاء لجنة السلام في بلدة جاندولا، مدخل إقليم جنوب وزيرستان القبلي المضطرب· وقالت قناة تليفزيون ''دون نيوز'' الاخبارية الباكستانية إن نحو 12 شخصا قتلوا وأصيب عشرة آخرون في معارك بالرصاص استمرت طوال الليل· واستخدم الجانبان الاسلحة الثقيلة وقذائف ا''لار·بي·جي'' في المعارك· وتردد أن رجال محسود استولوا على جاندولا واختطفوا أيضا 15 من أعضاء لجنة السلام التي تؤيدها الحكومة والتي تهدف إلى طرد العناصر الموالية لحركة طالبان من البلدات الرئيسية في المنطقة· وفي اشتباكات منفصلة، لقي متشدد حتفه وأصيب ثلاثة آخرون عندما ردت قوات الامن على هجوم على قافلة عسكرية في منطقة سامبات بمقاطعة سوات في وقت مبكر من صباح أمس اليوم· وعقب ذلك، أعلن حظر التجوال في المنطقة لأجل غير مسمى· يذكر أن سوات التي كانت تعد منتجعا سياحيا حتى مطلع العام الماضي اجتاحها العنف عقب محاولة أنصار رجل الدين المتشدد مولانا فضل الله تطبيق قوانين على غرار قوانين حركة طالبان وإقامة نظام قضائي اسلامي متشدد مواز· وعلى صعيد الازمة السياسية في البلاد، أنحى حزب رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف باللوم على الرئيس برويز مشرف أمس في حرمان الاخير من خوض انتخابات تكميلية على مقعد في الجمعية الوطنية· وكان يتوقع أن يعود شريف وهو رئيس الوزراء الذي اطاح به مشرف عندما قائدا للجيش في انقلاب عام 1999 الى البرلمان في انتخابات تكميلية تجري في الاسبوع الحالي، لكن محكمة عليا في مدينة لاهور منعته امس الاول من خوض الانتخابات· وجاء حزب شريف الثاني في الترتيب في انتخابات فبراير الماضي بعد حزب الشعب الباكستاني الذي تزعمته رئيسة الوزراء الراحلة بينظير بوتو· وقال رئيس وزراء باكستان يوسف رضا جيلاني الــــذي ينتمي لحزب بوتو ان الحكـومة ستطعن قي قرار المحكمة بحرمان شريف امام المحكمة العليا وستسعى الى تأجيل الانتخابات في دائرة شريف· وقال احسان اقبال المتحدث باسم حزب شريف ان رئيس الوزراء السابق حرم استجابة لطلب مشرف، وان هذا يؤكد اهمية اعادة القضاة الذين عزلهم في العام الماضي والتخلص من رئيس يعتبره منتقدون غير دستوري· وقال اقبال ''انه نفس النص الذي كتبه الجنرال مشرف·'' واضاف ''وهذا سيعطي قوة دافعة جديدة الى الحركة من اجل اعادة قضاة مستقلين وعزل الجنرال مشرف''· ومنذ عودة شريف في نوفمبر الماضي بعد ثماني سنوات امضاها في المنفى، كان واضحا للغاية في اعتزامه تنحية الرئيس برويز مشرف من السلطة· وسحب شريف وزراءه من الحكومة بعد ستة اسابيع فقط عندما تراجع زوج بوتو آصف علي زرداري عن التزامه بسرعة اعادة القضاة الذين فصلهم مشرف خلال مرحلة قصيرة ساد فيها قانون الطوارئ في اواخر العام الماضي· واحتفظ حزب شريف بمساندته للحكومة دون أن يكون طرفا فيها لكن اقبال قال ان الصبر يمكن ان ينفد· وقال اقبال ان الحزب سيقوم بحملة في الشوارع ضد حرمان شريف لكنه لن يقدم طعنا الى المحكمة والى قضاة يعتبرهم يذعنون لمشرف· لكن رئيس الوزراء جيلاني قال للبرلمان ان الحكومة ستقدم طعنا· وأضاف ''الأمة كلها أصيبت باستياء من هذا القرار''· الى ذلك، بدأت باكستان والهند امس اجتماعا في اسلام اباد لبحث سبل مكافحة الارهاب وسط شكوك متبادلة في التورط في حركات انفصالية على الحدود·