بوفاة «فاطمة» البالغة من العمر ثلاث سنوات وعشرة أشهر أمس، تكون أسرتها التي تقطن مدينة عجمان قد فقدت وليدها السادس قبل بلوغه الأعوام الأربعة ولسبب واحد هو «توقف مفاجئ في القلب». وعلى امتداد حوالي 12 عاما فقدت «أم خالد» 3 ذكور و3 إناث، يفترض أن يكون أكبرهم «محمد» ثم عادت وأسمت الآخر «محمد»، ففقدت بعدهما «اليازية» و«عائشة» ثم وليدها الذكر الثالث «عمر»، إلا أن «أم خالد» تتضرع لله أن تكون وفاة فاطمة ختاما لمآساتها وان يحفظ لها «خالد» الذي تعدى «الخط الأحمر» ووصل الى ربيعه الخامس ومريم بنت التسعة أشهر. وتقول أم خالد، والدة الطفلة المتوفاة، وتحمل جواز دولة جزر القمر أنها فقدت أمس ابنتها السادسة طوال قرابة 12 عاماً بصورة متكررة حيث «يموتون فجأة وهم نائمون وفي كل حالة يكون السبب توقفا في نبضات القلب». وتابعت «لدي طفلان فقط خالد، سيكمل عامه الخامس بعد يومين فقط، ومريم تسعة أشهر، وبت في حالة من القلق عليهما بصورة مستمرة خوفاً من أن يكون مصيرهما نفس مصير أشقائهما «لا قدر الله». ولفتت إلى أنها كانت تتابع الأطباء على فترات ويؤكدون لها أن حالة أبنائها عادية وهم طبيعيون لا يعانون من مرض وراثي في القلب أو أي مضاعفات وعليه كانت حياتهم عادية إلا أنها وفي كل مرة كانت تحدث المفاجأة وعند استيقاظ أبنائها يكونون قد فارقوا الحياة. وأوضحت «أم خالد» أن ابنتها فاطمة كانت تعيش بشكل عادي الليلة التي سبقت وفاتها وتمرح وتلهو في البيت مع أخيها وخلدت للنوم وهي ممسكة بجهاز «أي باد» وعندما طالت فترة نومها وجدناها وقد شحب لون وجهها فأسرعنا لقسم الطوارئ في مستشفى الذيد إلا أنهم أبلغونا بأنها فارقت الحياة. وتحدثت الأم المكلومة، والتي تسكن في منطقة المنامة بعجمان، أنها وزوجها، من الجنسية الباكستانية، غير أقرباء ولا يوجد لديهم مرض وراثي قد يكون السبب الرئيسي في الوفاة إلا أنها إرادة الله وأنهما راضيان بها إلا أنها، تطلب أي جهه متخصصة لإجراء فحوصات لابنها خالد وابنتها مريم للاطمئنان عليهما والتأكد من عدم تعرضهما للمصير ذاته، حيث إنها أصبحت في حالة رعب عليهما كل يوم ومع خلودهما للنوم ومن شدة القلق تتابعهما وتطمأن عليهما بصورة مستمرة. وأشارت إلى أنها لم تترك فرصة، طوال زواجها منذ 17 عاماً، إلا وقامت بعرض أولادها على متخصصين في أمراض القلب ويطمئنونها دائما على أنهم طبيعيون، كما أن أحد أطفالها «عمر» قد تم تركيب جهاز خاص للأطفال لتنظيم نبضات القلب إلا أنه توفي أيضاً بعد تركيب الجهاز بستة أشهر ولاقى مصير إخوته. وقالت: «تسلمت جثمان ابنتي أمس لدفنها كما حدث مع أشقائها الخمسة من قبل ولا أملك إلا أن احتسبهم جميعاً عند الله». بدورها، أكدت الدكتورة خنساء هاشم فتحي، استشاري الأطفال في مستشفى الذيد بالشارقة، والتي تابعت الحالة، أن الطفلة وصلت للمستشفى متوفاة وأن فريقا طبيا تابع حالتها وحاول إسعافها من خلال وضعها تحت تنفس صناعي وإجراء إنعاش للقلب وتحفيز من خلال حقن محفزة إلا أنها كانت قد فارقت الحياة. وتابعت أنها من الصعب الجزم بتوحد الحالات التي توفي عليها الأطفال الستة من دون أن يكون هناك تشخيص سليم لحالاتهم وكذلك أخذ عينات لتحليلها، إلا أن الأمر مشترك في جميع الحالات وهو تباطؤ شديد في نبضات القلب يؤدي لوفاة مفاجئة خلال النوم، كما أن المسافة بين منزل الأسرة والمستشفى يفوق العشرين دقيقة وهي تعتبر كبيرة في نسب توقف القلب. ولفتت الى أن الأمر يستدعي البحث من أول حالة أو حالتين يتوفى فيهما أطفال لدى الأسرة وكان على الأب والأم المتابعة بصورة مستمرة في كل مرة وإجراء الفحوصات التطمينية باستمرار كما أن عليهما أيضاً المتابعة مع الطفلين لديهما للتأكد من عدم معاناتهما من أمراض شبيهه بالحالات التي توفيت أو وجود مرض وراثي لدى أي من الشخصين، ولا يكونان على دراية به.