إبراهيم سليم (أبوظبي) - أشاد أطباء مشاركون في مؤتمر الأورام والرعاية الصحية بجهود حكومة أبوظبي ممثلة في هيئة الصحة أبوظبي بمحاصرة سرطان الثدي والحد من انتشاره بين السيدات من خلال البرنامج الخاص بمكافحة السرطان، وكذلك جهودها التوعوية لأنواع السرطانات الأخرى من خلال الحملات التي تنظمها الهيئة للتوعية بسرطان عنق الرحم والأمعاء إضافة إلى حملات سرطان الثدي. وشدد الأطباء المشاركون في المؤتمر الذي اختتم أعماله أمس على ضرورة إجراء الفحوصات المبكرة ومراجعة أطباء الأورام تجنباً للإصابات المتأخرة نتيجة الأورام والتي يصعب التعامل معها أحياناً. وأكد الأطباء أنه يمكن حصار المرض والقضاء عليه عند اكتشافه في مراحله الأولى، خصوصاً عندما يكون حجم الورم بين 2 و3 ملم، وهي مرحلة تكون المرض والتي يكون فيها في حاجة إلى الأكسجين وبعدها يحاول أن يحصل على الأكسجين من خلال الأوعية الدموية وهي المرحلة التي يبدأ بعدها تزايد خطورة المرض، لذلك يجب إجراء الفحوصات المبكرة خاصة في الأسر التي لديها أحد المصابين بأي نوع من أنواع السرطان. كما تم التأكيد على أهمية المسوحات والكشف الدوري لاكتشاف الأورام في مراحل مبكرة. وأوصى المشاركون بضرورة وجود أطباء متخصصين في جراحة الأورام السرطانية في المستشفيات التي يتوفر فيها أقسام لمعالجة الأورام السرطانية. كما أوصوا بالتركيز المستمر على الكشف المبكر لتشخيص حالات السرطان في المراحل الأولية، مشيدين بالجهود التي تقوم بها هيئة الصحة في أبوظبي في تنفيذ برامج المسح للكشف عن سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم وقريباً سرطان القولون والمستقيم. وأوصى المؤتمر بالاهتمام بالأبحاث والدراسات العالمية وضرورة إجراء المزيد من الأبحاث حول الأورام السرطانية المختلفة مع التركيز على الأبحاث المتصلة بمتابعة الحالات ومدى استجابتها للعلاج الكيميائي والإشعاعي وأساليب التعامل مع الآثار الناتجة عن هذه العلاجات. كما أوصى المؤتمر بضرورة التعاون بين جميع المؤسسات والهيئات الصحية والجمعيات التي تولي اهتماماً لمساعدة وعلاج مرضى السرطان مع التركيز على الجوانب النفسية والاهتمام بتأمين عمل لبعض الحالات ما يساعد على تحسين حالتها النفسية ما ينعكس إيجاباً على الحالة الصحية للمريض. وشكر المشاركون في المؤتمر معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي على رعايته المؤتمر الذي شارك فيه أكثر من 370 طبيباً متخصصاً في معالجة الأورام السرطانية. وألقى الدكتور قاسم العوم مدير عام مجموعة مستشفيات النور في أبوظبي رئيس المؤتمر كلمة أكد فيها أن مجالات التعاون مع مجموعة مستشفيات سباير في بريطانيا ستتواصل خلال المرحلة المقبلة لاستضافة أطباء متخصصين في مجال التعامل مع الأورام السرطانية المختلفة، مشيراً إلى أنه تم في وقت سابق استضافة خبيرين في مجال أورام وسرطانات الكبد حيث شاركوا في الكشف على الحالات الصعبة والمستعصية ووضع البرامج العلاجية المناسبة لها. وأشار إلى أن المشاركين في فعاليات المؤتمر حصلوا على شهادات مشتركة بعدد الساعات المعتمدة من واقع المحاضرات التي حضروها خلال جلسات المؤتمر. كما كرم الدكتور العوم الشركات المشاركة في المعرض الطبي بتقديم دروع وشهادات تقدير. وكانت جلسات المؤتمر تواصلت أمس، حيث عقدت أربع جلسات تم خلالها استعراض ومناقشة 9 أوراق عمل ودراسات علمية تركزت على عمليات إعادة ترميم الأعضاء بعد عمليات استئصال الأورام السرطانية، ثم العلاج الإشعاعي لأورام الثدي، والمفاهيم الحالية عن سرطان القولون والمستقيم، والجراحة الحديثة في أورام الكبد والعلاج الكيميائي والإشعاعي لأورام الكبد. وقدمت الدكتورة هبة يوسف استشارية تحاليل الأنسجة والأورام والأستاذ المساعد بكلية طب طنطا في مصر ورقة عمل عن تكوين الأوعية الدموية في الورم السرطاني انتهت فيها إلى استخدام أدوية مثبطة لمنع توفير الغذاء للأوعية الدموية وهو ما نجح عند تطبيقه على المرضى بسرطان القولون، كما أكدت أن الأمل القادم في علاج السرطان من خلال استخدام العلاج الجيني من خلال منع تزويد الورم بالأكسجين. وأكدت أن السرطان سيكون ذكرى في المستقبل، من خلال التركيز على إنشاء مراكز بحثية متخصصة للوصول إلى اكتشافه وتحديد نوعه ومراحله ونوعية الخلية ومكان خروج الورم والقضاء على “الأم” للخلايا السرطانية. وتحدثت الدكتورة هالة عبد اللطيف أخصائية علاج الأورام في مستشفى النور مديرة المؤتمر عن العلاج الكيميائي والإشعاعي لأورام الثدي، حيث أشارت إلى أن الأورام تنقسم إلى أورام حساسة تستجيب للعلاج الإشعاعي، وأخرى مقاومة لا تستجيب للعلاج حيث تطرقت بالتفصيل إلى الحالات التي تستجيب للعلاج، مشيرة إلى أهمية العلاج ذي البعد الثلاثي. وقدم الدكتور بنتي جروهن استشاري علاج الأورام في مستشفى النور محاضرة عن أورام الكبد وعلاجها، مشيراً إلى أن عوامل الخطورة التي تزيد من الإصابة بأورام الكبد تتمثل في زيادة نسبة الدهون والسمنة الزائدة، إضافة إلى مضاعفات التهابات الكبد الفيروسية.