القاهرة (الاتحاد) «أنا والعذاب وهواك، عايشين لبعضينا، آخرتها ايه وياك، ياللي انت ناسينا، عهد الهوى صنته، وعمري ما خنته، ولا بعت ايامه، فيه حب خبيته، وبقلبي غنيته، وعشقت انغامه» مقدمة واحدة من أهم الأغنيات التي لحنها وشدا بها الموسيقار محمد عبدالوهاب، وكتب كلماتها الشاعر عبدالمنعم السباعي. ويتردد أن عبدالوهاب كان مع صديقه السباعي ذات مرة على شاطئ الاسكندرية عندها أعلن الراديو عن أغنية «لايق عليك الخال» من كلمات السباعي ولحن محمد الموجي وغناء عبدالحليم حافظ، وحينها بدت الدهشة على عبدالوهاب، وسأله: «مش معقول هوا انت يا سباعي بتألف أغاني؟» فأجابه: «أحياناً»، فقال عبدالوهاب: «معندكش حاجة من النوع ده علشاني، وكان من الصدف أن أخرج السباعي ورقة صغيرة فيها مطلع أغنية«أنا والعذاب وهواك»، فأعجب بها عبدالوهاب وطلب منه إكمالها». وفي اليوم التالي جاءه السباعي بالجزء الثاني، وهو: «وقلت اغني وياك يا قاسي، بعدت عني وفضلت أقاسي، واحتار شبابي معاك، والوجد فاض بينا، صابر وبستناك، والصبر موش لينا، آخرتها ايه وياك، ياللي انت ناسينا». وفي اليوم الثالث جاءه بباقي الأغنية: «أهل الهوى مساكين، صابرين ومش صابرين، وبيحسدوا الخالي، أصل الهوى غدار، فيه القلوب تحتار، مال الهوى ومالي، ياللي بحبك حيرت حبي، طاوعت قلبك لاوعت قلبي، عيني على عيونك، والرمش في جفونك، قادر وظالمني، عينيك بتتكلم والرمش بيسلم، وانت مخاصمني، وف كل نظرة شايف غرامك، ولا قلت مرة سبب خصامك». واللافت أنه بعد نجاح الأغنية واللحن المميز الذي ابتدعه عبدالوهاب، استدعت أم كلثوم السباعي وطلبت منه كتابة أغنية لها، وهو ما حدث بالفعل وكتب لها رائعة «أروح لمين؟» التي لحنها الموسيقار رياض السنباطي، وكانت المرة الوحيدة في مشوار أم كلثوم التي تطلب فيها التعاون مع أحد الشعراء. ويرى متخصصون أن عبدالوهاب في تلحين «أنا والعذاب وهواك» استخدم مقام «اللامي» الذي لم يكن معروفاً في مصر، وأن عبدالوهاب كان زار بغداد عام 1932 وأبدى وقتها اهتماماً خاصاً بالألحان العراقية ونقلها من صالح الكويتي بالنوتة في لقاءاتهما، وخاصة لحن اللامي الذي ابتدعه محمد القبنجي ووسعه صالح الكويتي، ولم يكن معروفاً خارج العراق، وقد استعمله عبدالوهاب فيما بعد في تلحين أغنيته الشهيرة «ياللي زرعتوا البرتقال» التي غناها مع المطربة رئيسة عفيفي، وتبعها بـ«أنا والعذاب وهواك»، والتي كانت من مقام اللامي.