كشف حزب الشعب الباكستاني أمس أن زعيمته الراحلة بينظير بوتو التي اغتيلت الخميس الماضي في روالبندي كانت ستثبت علناً أن معسكر الرئيس برويز مشرف كان سيزور الانتخابات التشريعية المقبلة للبقاء في السلطة· وقال السناتور في الحزب لطيف كوسا: ''كان يفترض أن تكشف بوتو ليلة اغتيالها وثيقة تحتوي على إثباتات بشأن وجود خطة لتزوير نتائج الاقتراع من قبل اللجنة الانتخابية وأجهزة الاستخبارات''، وأضاف: ''كانت تملك تقريراً بهذا الشأن تعتزم كشفه في مؤتمر صحافي مساء الخميس 27 ديسمبر، غير أنها اغتيلت قبل ذلك بساعات في اعتداء انتحاري''·وأشار كوسا رئيس وحدة مراقبة الانتخابات التابعة لحزب الشعب إلى أن الوثيقة تتضمن 160 صفحة بعنوان ''خيانة الديمقراطية مجدداً'' تورد أساليب التلاعب في الانتخابات ومنها ترويع الناخبين، وتزوير الأصوات، وتمويل بعض الحالات بأموال المعونة الأميركية· وقال إنه كان يفترض أن يختتم مؤتمرها الصحافي بلقاء مع أعضاء مجلس شيوخ أميركيين يزورون باكستان لتسليمهم التقرير، ثم إعلان الأمر على الملأ بعد ذلك، وتوزيع التقرير على الجميع، لكن للأسف هذا لم يحدث؛ لأنها اغتيلت· وأوضح كوسا في تصريحات لـ''رويترز'': ''أجهزة الدولة تتلاعب في العملية بأكملها·· هناك تلاعب من جانب الاستخبارات، واللجنة الانتخابية، والحكومة السابقة التي مازالت تتمتع بنفوذ·· لقد عاثوا فساداً''· لكن رشيد قريشي المتحدث باسم الرئيس مشرف، رفض هذه المزاعم، ووصفها بأنها مدعاة للسخرية، وقال: ''هذا أمر مضحك·· لقد قال الرئيس: إن إجراء انتخابات حرة تتسم بالنزاهة والشفافية في جو من السلام أمر ضروري يشكل جزءاً من استراتيجيته الشاملة لتحويل باكستان إلى دولة تتمتع بالديمقراطية''، وأضاف: ''إن عودة بينظير إلى باكستان جاءت في إطار قرار بالمصالحة الوطنية·· ربما كانت هذه ستصبح أفضل انتخابات شهدتها باكستان على الإطلاق''· إلى ذلك، غادر أبناء بوتو باكستان أمس وهم بيلاوال بوتو زرداري نجلها البالغ من العمر 19 عاماً الذي عين رئيساً لحزب الشعب وشقيقتيه بختاوار ''17 عاماً'' وآصفة ''14 عاماً''· وقال بيلاوال الذي يدرس مثل والدته في جامعة أوكسفورد في بريطانيا إنه سيكمل دراسته قبل العودة إلى قيادة الحزب· وعين والده آصف علي زرداري رئيساً مشاركاً للحزب، وسيقوده إلى أن يكون بيلاوال مستعداً لتولي زمام الأمر· ويعتقد محللون أن تعيين بيلاوال رمزي بسبب صغر سنه وأن زرداري سيتولى إدارة الشؤون اليومية للحزب· ويجب على دارس القانون في أوكسفورد مثل بيلاوال أن ينتظر 6 سنوات حتى يتمكن من ترشيح نفسه لدخول البرلمان·