صنعاء (الاتحاد)- أحيا المحتجون اليمنيون، الذين أطاحوا الشهر الماضي بالرئيس السابق علي عبدالله صالح، أمس، الذكرى السنوية الأولى لما عرف بـ”مذبحة الكرامة” التي راح ضحيتها أكثر من 51 قتيلا برصاص مسلحين، يعتقد أنهم موالون لصالح، هاجموا آلاف المعتصمين داخل مخيم الاحتجاج الرئيسي بصنعاء. وشارك عشرات الآلاف من أنصار الحركة الاحتجاجية الشبابية، مساء امس، في شارع الستين الشمالي، شمال غرب صنعاء، في مهرجان كرنفالي وعسكري رمزي، إحياء لذكرى “مذبحة جمعة الكرامة”، في ظل حراسة مشددة فرضتها القوات العسكرية التي تمردت العام الماضي على الرئيس السابق. ورفع المتظاهرون أعلاما وطنية، وصورا للقتلى الذين سقطوا في الهجوم الدامي على مخيم الاحتجاج بصنعاء، يوم 18 مارس الماضي، ولافتات كُتبت عليها عبارات طالبت بمحاكمة “قتلة” المحتجين المدنيين في “جمعة الكرامة”. وهتف المتظاهرون، وبينهم آلاف النساء، “لا حصانه لا ضمانه، يتحاكم صالح وأعوانه”، “دم الشهداء أمانه، لن تنفع أي حصانه”، و”لا ضمانه فوق الدم، على صالح يتحاكم”. وأعلنوا رفضهم المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، المزمع إجراؤه خلال النصف الأول من العام الجاري، قبل إقالة أقارب الرئيس السابق من مناصبهم القيادية في المؤسسة العسكرية والأمنية، وهتفوا “لا حوار لا حوار، قبل ترحيل العيال”، في إشارة إلى أبناء صالح. وطالبت والدة الشاب عبدالله العلفي (18 عاما)، الذي قُتل يوم 19 سبتمبر الماضي في صنعاء برصاص قوات موالية لصالح، في كلمة عن أهالي الضحايا، الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي والحكومة الانتقالية بتقديم قتلة المحتجين إلى العدالة، وإقالة أقارب صالح من مناصبهم العسكرية والأمنية. وكانت وحدات رمزية، مثلت فئات مختلفة من الشعب اليمني، قدمت خلال المهرجان عرضا كرنفاليا، شارك فيه أطفال ضحايا موجة الاحتجاجات، والمعاقون من المحتجين، الذين أصيبوا في صدامات مع قوات الأمن ومسلحين موالين للحكومة العام الماضي. إلى ذلك اتهم رئيس الوزراء اليمني، محمد سالم باسندوة، أمس الرئيس السابق علي عبد الله صالح، بالتورط في المذبحة. وقال باسندوة: «في مثل هذا اليوم الثامن عشر من مارس من العام الماضي قام بلطجية وقوات الحكم الفردي باقتراف مجزرة بشرية في قلب العاصمة صنعاء راح ضحيتها عشرات الشهداء ومئات الجرحى من أبناء شعبنا المعتصمين في ساحة التغيير بينما كانوا يتظاهرون سلميا فور فراغهم من أداء فريضة صلاة الجمعة».