لكبيرة التونسي (أبوظبي) احتفالية «حق الليلة» أدخلت البهجة على الكثير من الأحياء والمؤسسات والمدارس من خلال فعاليات تعكس قيم الترابط والكرم، وحسن الجوار. واشتملت الفعاليات على توزيعات خاصة «بحق الليلة» أو «القرقيعان» من الأكل الشعبي المرتبط بالاحتفالية، وتزينت الفتيات والأمهات بأجمل الأثواب التقليدية المبهجة الألوان والمزينة بالذهب التراثي، كما ارتدى الأطفال الكنادير البيضاء والسديريات، مما جعل بعض الأحياء في الإمارات أعراساً مفتوحة وشعلة من الحماس استعادت ذكريات الاحتفالات منذ القدم. ومن الأحياء السكنية في أبوظبي، التي تحرص على إحياء ليلة النصف من شعبان بحماس كبير، منطقة الزعاب والمناصير والمشرف التي فتحت بيوتها على مدى يومين لاستقبال الأطفال، وتحولت شوارعها إلى منصات لعرض أجمل الأثواب والملابس التراثية الجميلة والمبهجة الألوان والمزينة بالذهب التقليدي. لم يقتصر الاحتفال في منطقة الزعاب على الصغار، بل شكل فيه الكبار محور الاحتفالية، حيث جهزت الأمهات جميع التوزيعات وقمن بشراء الحلويات، وتفصيل الأثواب وخياطتها قبل فترة من النصف من شعبان، في هذا الإطار قالت موزة الزعابي: إن المنطقة تحرص على إحياء هذه الفعالية المبهجة التي تضفي أجواء رائعة على المكان، حيث أصبحت تتضمن أفكاراً مبتكرة، تظهر من خلال تحرص الأمهات على تجديدها كل سنة من ملابس وتوزيعات وإدخال أنواع أخرى من الحلويات الراقية، موضحة أن منطقة الزعاب أصبحت مقصداً للعديد من الأسر والعوائل لحضور هذه الفعاليات، وأصبح يفد إليها الكثير من الأطفال ويطرقون أبوابها ويصدحون بأغنية «قرقيعان.. قرقيعان بين قصير ورميضان». هكذا تحتفل الأسر الإماراتية سنوياً بـ «حق الليلة»، وهي احتفالية النصف من شعبان، حيث تقوم بشراء الحلويات والمكسرات والاستعداد لاستقبال الأطفال الذين يأتون في تجمعات صغيرة، حاملين أكياساً مزركشة ويطوفون على البيوت مرددين الأهازيج التي يستعيد بها الكبار ذكرياتهم القديمة، بينما يسعد بها الصغار وينتظرونها قبل شهر رمضان. زيادة الروابط الكثير من الجهات والمؤسسات أصبحت تستغل فرصة «حق الليلة» لتحتفي بالمنتمين لها لتعزيز روابط الود والتواصل بين جميع أفرادها، وهكذا أقيمت احتفالية بهيجة على هامش المعرض السنوي لسيدات ورائدات الأعمال الذي اختتمت فعاليته أمس الأول بفندق دوست ثاني، وتخلل الحدث فعاليات مختلفة تستحضر طقوس النصف من شعبان من مأكولات شعبية وأغاني وموسيقا من وحي المناسبة. وقالت شفيقة العامري، مديرة مجلس سيدات أعمال أبوظبي، إن الاحتفالية فرصة للأمهات والأطفال للفرحة وزيادة الترابط والود بين الأسر والعوائل، مشيرة أنه تم توزيع هدايا وتوزيعات تناسب الحدث. وأوضحت عفراء الغفلي التي شاركت المعرض السنوي لسيدات ورائدات الأعمال أن الاحتفالية فرصة للإبداع وطرح أفكار جديدة، وأنها تعمل كل سنة على تصميم أزياء مبتكرة مع الحفاظ على الطابع التقليدي، مع استعمال ألوان زاهية مبهجة. أعطونا الله يعطيكم ويبدع الأطفال في حفظ الأغاني المرافقة لمناسبة النصف من شعبان «القرقيعان» وهم يجوبون الشوارع ويدخلون البيوت، بحيث قالت أم ناصر التي تحتفظ بالعديد من الذكريات الجميلة عن حق الليلة وهي تجوب مع رفيقاتها منطقة الزعاب، إنها كانت تنزعج وتغضب عندما تصل بيتاً في نهاية الفريج لتجد التوزيعات نفدت، موضحة أن الأطفال كانوا يرددون بعض الأغاني، مستعطفين الناس للإغداق عليهم بالتوزيعات الوفيرة مثل:«قدام بيتكم وادي والخير كله نادي» «أعطونا حق الليلة وبكرة نذبح عجيلة». هدايا للأطفال دبي (الاتحاد) وزع مسؤولو «موارد للتمويل» وموظفوها، هدايا «حق الليلة» على الأطفال، وقاموا بشرح مفهوم المناسبة للعديد من الزوار والمقيمين الأجانب، وكيف توارثها الأجيال، وما تتحمله من معاني التكافل وأجواء خاصة مبهجة يختص بها الشهر الفضيل. وأوضح محمد مصبح النعيمي الرئيس التنفيذي العضو المنتدب لـ«موارد للتمويل» إن هذه المبادرة تأتي لتفعيل المشاركة المجتمعية ذات الصبغة الإنسانية وسعيها لتفعيل الأبعاد الإنسانية من خلال مشاركة مؤسسات القطاع الخاص وموظفيها فئات المجتمع للأنشطة الاجتماعية والإنسانية.