ريم البريكي (أبوظبي) «يا فرحة ما تمت» جملة تختصر عدم اكتمال الأمر ونقصانه، وهي مناسبة تماما لوصف حال العديد من مرتادي أسواق الذهب خلال الأيام الحالية، والتي شهدت انخفاضاً ملحوظاً في أسعار الذهب، الأمر الذي دفعهم للتسابق إلى محال بيع الذهب، بغية اغتنام فرصة نزول الأسعار والظفر بشراء حلي أما للزينة أو تقديمها كهدايا للأمهات بمناسبة عيد الأم، بيد أن هؤلاء أصيبوا بالصدمة نتيجة اختلاف الحسابات وإفساد ما يسمى بـ«المصنعية» لأحلامهم في شراء الذهب وقت الانخفاض. فادية عبد الرحمن واحدة من أشخاص كثر صدموا بتحديد التاجر لقيمة المصنعية بمبلغ كبير، يفوق قيمتها في أيام الارتفاع الكبير للذهب، أكدت أنها تجولت في عدد كبير من محال الذهب والمجوهرات بحثا عن سعر جيد، بدلاً عن البحث عن قطعة تستهويها، مشيرة إلى أن من الصعب الحصول على قطعة جميلة وسعر أقل، مع رفع التجار لأسعار المصنعية، إلى جانب سعر جرام الذهب. وقالت فادية، وهي زائرة للدولة: «هناك ضبابية في أسعار المصنعية وسعر جرام الذهب بين محل وآخر». وأبدت فادية رفضها لعدم وجود التزام بالأسعار المعلنة عبر المواقع الرسمية لأسواق الذهب بالدولة. بدورها، قالت آمنة الزعابي (موظفة) إنها لم تقم بشراء الذهب خلال فترة الانخفاض، مؤكدة أن هذا الانخفاض يظهر فقط في مؤشرات أسواق الذهب بالدولة، بينما على أرض الواقع فإن الأسعار لا تتراجع، وهناك ارتفاع يلمسه المتسوق خلال جولته بالسوق، مشيرة إلى وجود تحايل من قبل التجار في رفع سعر المصنعية بحسب أهواء كل بائع. وأضافت الزعابي أن بعض التجار يبررون توجههم لزيادة أسعار الذهب عبر الاختفاء وراء المصنعية، إلى ارتفاع أسعار إيجار المحلات في أبوظبي، مقارنة بمحال بيع الذهب المنتشرة في إمارات الدولة. بدوره، أشار فارس الراعي (موظف) إلى ضرورة التزام التاجر بتقديم توضيح مفصل للعميل عند بيع قطعة مجوهرات، مؤكدا أن بعض التجار يكتفون بوصف قطعة المجوهرات في فاتورة البيع، والحقيقة أن هناك تفصيلاً لأسعار كل قطعة تباع تشمل سعر المصنعية، ووزن القطعة، وتصميمها، والمبلغ الذي احتسبه كقيمة للعيار. واستشهد الراعي بموقف تعرض له عند شرائه لقطعة من الذهب لزوجته، موضحا أنه عند انتقاله من محل لآخر وجد ذات القطعة بنفس الشكل والموديل والحجم بمحل أخر، وانطلاقا من فضوله لمعرفة قيمتها، اكتشف أنها تقل عن القطعة التي قام بشرائها بنحو ألف درهم، وبالبحث تبين له أن سعر الجرام الذي عرضه التاجر الأول كان مرتفعا، مقارنة بسعر التاجر الآخر، كما كانت الصدمة في قيمة المصنعية التي تم احتسبها، والتي جعلت الفارق كبيرا. من جانبه، أكد محمد على، مسؤول مبيعات في مجوهرات نوف بمركز مدينة الذهب في أبوظبي أن المحال التجارية شهدت إقبالاً من قبل المتسوقين على شراء الذهب، مع رغبة العملاء الاستفادة من فترة النزول، والتي تعد الأقل على مدار الأشهر الماضية. وبين أن المتسوقين باتوا على علم بأسعار المصنعية، وهناك من يسأل ويناقش التاجر حول أسعار الذهب والمصنعية، وهذا بخلاف الماضي حين كان يركز المتسوقون على شراء الذهب بحسب العيار، دون الدخول في تفاصيل أخرى. وأوضح على أن سعر المصنعية ثابت ومرتبط بتصميم القطعة الذهبية ومكوناتها، كما يرتبط بنوعية الذهب نفسه، وبلد التصنيع، فالذهب الإيطالي أغلى من الهندي والبحريني والكويتي والسعودي والمحلي، موضحا أن أسعار المصنعية بمحله لتلك الأطقم الإيطالية تتراوح بين 30 و50 درهماً كحد أقصى. وأضاف علي أن الذهب الإيطالي يتوفر في عيار 18 قيراطاً، وهو ما يفسر ارتفاع سعر المصنعية للذهب من عيار 18، مقابل الذهب من عيار 21، موضحاً أن بعض القطع تحمل أحجاراً كريمة. وأشار حبيب على أكبر، مسؤول المبيعات بمحل مجوهرات الأمين، إلى أن مصنعية الذهب لا تعتمد على وزن وثقل الذهب، كما يعتقد البعض فهناك أطقم خفيفة وتفرض سعر عالي للمصنعية، مبيناً أنه لا يوجد قانون يحدد قيمة مصنعية الذهب، فالأمر برمته متروك للتاجر. وأضاف أكبر أن سعر المصنعية الذهب تتراوح من 15 و18 درهماً للذهب عيار 21 قيراطاً، وقد يرتفع إلى 35 درهماً بحسب موديل وتصميم الذهب المشغول، ونوعيته فالتركي يعد الأغلى سعرا وتتراوح أسعاره من 30 و50 درهماً، وهو الذهب الأغلى، وهناك الذهب السعودي الذي تتراوح مصنعيته من 25 و28 درهماً، والأقل من حيث المصنعية الذهب البحريني الذي تتراوح مصنعيته بين 18 و20 درهماً. 50% ارتفاعاً في المبيعات أبوظبي (الاتحاد) أكد وليد الأصبحي مسؤول مبيعات في جواهر الإيمان أن الفترة الحالية تشهد نموا في مبيعات محال الذهب، لافتا إلى تسجيله نموا في المبيعات بنحو 50% عن الشهر الماضي. وأرجع الأصبحي أزمة «المصنعية» إلى أن السوق يضم محالا كثر وهناك تفاوت في المعروضات المقدمة في السوق من حيث القطع والتصاميم والتشكيلات. وأضاف أن مبالغة بعض التجار بتحديد قيمة تفوق 50 درهماً كمبلغ للمصنعية هو نوع من الاستغلال غير المبرر. المناسبات تزيد نشاط القطاع أبوظبي (الاتحاد) ذكر جمال محمد، مسؤول مبيعات في جواهر البادية، أن السوق يشهد حالة من النشاط خلال الفترة الحالية، وسط ترقب لزيادة أعداد الزائرين لسوق الذهب، خلال الأيام المقبلة، في ظل التوقعات بتراجع في أسعار الذهب. وأرجع الانتعاش بالسوق إلى حلول مناسبات خاصة، مثل عيد الأم، وتزامن ذلك مع تراجع أسعار الذهب، ووصوله إلى مستويات مرضية للمستهلكين، مكنتهم من الشراء بعكس الفترات الماضية التي اقتصرت على شراء القطع الصغيرة. وأفاد محمد بأن مصنعية الذهب تتدخل في قلب معادلة الارتفاع، حيث تساهم في زيادة قيمة القطعة، بحسب القيمة التي يفرضها مالك المحل كسعر للمصنعية، مؤكداً أن الأسعار الخيالية التي تصل إلى 100 درهم كسعر للمصنعية هي استغلال وغش من جانب بعض التجار، ففي الواقع لا تتعدى قيمة المصنعية للذهب من عيار 21 قيراط 27 درهماً، وقد تنخفض إلى 15 أو 18 درهماً بحسب القطعة. ونبه محمد المتعاملين بالسوق إلى ضرورة التأكد من القيمة الحقيقية للمصنعية، لعدم الوقوع ضحايا للتجار الذين يطمعون في تحقيق مكاسب فورية خلال فترة نزول أسعار الذهب، والاستفادة من توافد الزوار على السوق خلال مرحلة الانتعاش الحالية.