يواصل الفنان التشكيلي مجدي عبدالعزيز رحلته مع التراث الإسلامي حيث لا يكل عن التنقيب والبحث في أعماق هذا التراث، من أجل إبداع أعمال فنية متجددة الشكل والمضمون• وفي أعماله الأخيرة قدم مجموعة من اللوحات التجريدية غير المباشرة التي تستلهم رموزا وعناصر إسلامية بعينها مثل المثلث والمربع والمعين لاستثمارها في علاقات تشكيلية تبحث عن المزاوجة بين الأصالة والمعاصرة وهي القضية التي تشغله منذ بدأت تجربته الفنية الإسلامية• والجديد في أعمال مجدي عبدالعزيز الأخيرة أنها تخلصت من التفاصيل ومالت إلى التلخيص والتكثيف من خلال الاعتماد على أشكال ورموز إسلامية محددة وتوظيفها في العمل الفني من أجل تقديم رؤية إسلامية جمالية وروحانية ذات نبرة هادئة. كما زادت الناحية التجريدية في الأعمال الأخيرة للفنان ولكنها تجريدية اتخذت الطابع الإنساني القريب من قلب وعين المتلقي• توليفة فنية وقال إن أعماله الفنية الأخيرة اعتمدت على رموز وأشكال هندسية إسلامية معينة مثل المثلث والمربع والمعين حيث تلعب هذه الأشكال الثلاثة الدور الأساسي والمحوري في بناء العمل الفني، ومن خلالها تمكن من تقديم توليفة فنية ترتبط بمضمون وشكل إسلامي مع الموتيفات والكتابات واللجوء إلى خامة الذهب مع التركيز على الاختزال والتلخيص• وأضاف أن أعماله الفنية الأخيرة تتواصل مع أعماله السابقة في التنقيب عن التراث من أجل اكتشاف قيم جمالية جديدة حيث يبحث عن هذه القيم ويستدعيها ويضعها في قالب فني معاصر مرتبط ببيئاتنا وتاريخنا ليكون فنا إسلاميا عربيا متصلا بالتراث وبالفن المعاصر ليرد على الذين يهاجمون الفن الإسلامي بان فيه تكرارا وهذا رأي مغلوط ومردود عليه بابداع أعمال فنية تخلو من التكرار• وأكد انه حرص في أعماله الأخيرة على فكرة النظام داخل العمل بمعنى بناء الأشكال وتركيبها بشكل منظم وليس عشوائيا والحرص على وجود وحدة عضوية بين مفردات العمل ككل خاصة أن الفن الإسلامي مبني على هذا النظام الذي قلده الغرب بعد ذلك واستوحاه في فنونه المعاصرة المختلفة• وقال إن أعماله الأخيرة حاولت تأكيد التمسك بالقيم الإسلامية لأن بعدنا عن قيمنا وعاداتنا الإسلامية جعلنا نغفل التراث والفنون الإسلامية التي نمتلكها فهذا التراث سبق العالم في الحقوق والواجبات، وعلينا كفنانين تشكيليين أن نعيد قيم هذا التراث من خلال الفن ولنرد على الهجمات الشرسة التي يواجهها المسلمون في الغرب• قيمة إنسانية وحول التجريد في أعماله الأخيرة قال إن الفن الإسلامي هو أبو التجريد وسبق الفنون المعاصرة في هذا وكل فنان يستغل قيمة التجريد وفقا لرؤيته الفنية. وأعماله الأخيرة فيها جانب كبير من التجريدية ولكنها قريبة من عين المشاهد لأنها تحتوي على مشاعر إنسانية وروحانية فالموتيفات والوحدات التي تحتوي عليها اللوحة محملة بمعان فلسفية وإنسانية وجمالية وتحيل المتلقي إلى الفنون الإسلامية بالروح التي تحملها• وأضاف أن تجاربه الفنية الأخيرة ارتكزت على خبرة السنين ونضج التجربة التي كونها من بحثه المستمر في التراث الإسلامي، حيث تأتيه فكرة العمل وتوظيف العناصر الإسلامية به من خلال مخيلته الفنية ولهذا تأتي اللوحات أقل في تفاصيلها ففيها الاختزال والتكثيف الناتج عن هضم التراث الإسلامي واستيعابه وتوظيفه في شكل فني معاصر يحمل قيمة إنسانية وهوية نحن في أشد الحاجة لتأكيدها• دون وجه حق أكد الفنان مجدي عبدالعزيز أن قناعته بقوة التراث الإسلامي وقدرته على مد الفنانين المخلصين له بحلول فنية جديدة منحته فرصة جيدة للتعرف على أسرار أخرى في هذا التراث الذي اكتشف أنه يتواصل مع الفنون والحضارات التي سبقته، وأيضا التي جاءت بعده وهذا هو سر استمراره حتى اليوم ودليله على ذلك أنه يعكف حاليا على تقديم تجربة فنية جديدة تزاوج بين فن البورتريه الحديث والعناصر والوحدات الإسلامية المختلفة، ومحاولة الوصول إلى حلول فنية لتقديم فن معاصر مستوحى من الفنون الإسلامية في صياغة جديدة• ودعا إلى الاعتناء بالتراث الإسلامي عن طريق تشكيل جهة أو هيئة مستقلة تكون مسؤولة عن هذا التراث الفني وتوصيله للآخرين - مسلمين وغير مسلمين - في أشكال متعددة بينها بالطبع الشكل الفني خاصة في هذه الأيام التي تشهد هجوما على الإسلام والشرق دون وجه حق وأن تسعى هذه الهيئة إلى عرض تراثنا الإسلامي في الغرب بشكل دوري ومستمر لما لهذا من فائدة على مستوى تأكيد الهوية وأن الإسلام غني بفنونه وإبداعاته التي لا تقل عن إبداعات الغرب•