كنت بالأمس أُشير إلى المنتخب السعودي بأنه “البيه”، وهذه بالمصري، أما بالتركي فهو “أفندم”، وبالخليجي ربما “الشيخ”، وإذا ما أردتموني أطلق العنان للألقاب، فلن تجدون في جعبتي سوى ذلك لأنني في الأصل كاتب “فرائحي” أحب “نومسة” الأبطال وأشعر بثقلي وأهميتي في ليالي التتويج. اليوم سيكسب المنتخب السعودي مباراته أمام سوريا، وبمقدوره أن يضبط توقيت القارة على وقع أقدام ياسر القحطاني ورفاقه، شريطة أن يدرك اللاعبون أنهم يملكون من القدرة والطموح ما هو أكبر من مدربهم بوسيرو الذي يسعى لتحقيق منتخب الحلم، وهو منتخب ليس من السماء ولا من الأرض فقط في مخيلته حينما اختار “أحرف” اللاعبين وذهب بهم وكرة القدم ليست كلها “حرافة”، بل تحتاج إلى نجوم لهم أدوار تكتيكية، كما قال الإيطالي “جاتوزو” نحن مجموعة من العمال. العامل في الفرقة أهم بكثير من اللاعب الفنان فقد حقق الأخضر هذه الألقاب الآسيوية، وهو لا يملك سوى ماجد عبدالله ومحيسن الجمعان في “الأولى” وماجد والهريفي والثنيان في “الثانية”، وفي الثالثة يوسف الثنيان بمفرده والبقية يركضون لإغلاق المنافذ وينتظرون لمسة راقية من خالد مسعد. إن مزيج النجوم الذين نستطيع أن نطلق عليهم “حراريف” بآخرين يملكون الجهد والانضباط هو الذي يمكن أن يقدم لنا الفريق الأمثل والفريق الذي يستطيع أن يحقق اللقب، كما فعل العراق في البطولة الأخيرة، ولكن قبل كل شيء عليك أن تتعرف إلى خريطتك الوراثية وتكتشف ما الأمر الذي يحولك من فرد كسول إلى نجم يلعب على الثرى ويشبه الثريا. أنا أشعر بأن الجمهور الكروي السعودي يدرك أن إمكانات مدربه لا تتوافق مع القدرة الكبيرة لفريقه البطل، ولكن حتى كتابة هذه الأسطر لا نعرف ما السبب الرئيس الذي يجعلنا نتجنب المدربين العمالقة. أعرف أن خسارة قطر كانت بفعل فاعل وهو ميتسو، وهو المدرب الثاني بعد البرتغالي - الذي لم أقتنع بعمله - لكن الاتحاد القطري الاحترافي يرفض إبعاده فقطر منذ عهد أفريستو وهي لا تعبث مع المدربين كثيراً، لكن المنتخب السعودي المرشح اسمياً لنيل اللقب متورط منذ عهد بعيد بتشكيل ظاهرة إبعاد المدربين، ولكن يبدو أن بوسيرو “داعية له أمه”. أنا على يقين أذا ما فاز المنتخب السعودي بكأس آسيا فسنكون كلنا أصحاب “التوليفة” التي قادته لذلك، ولكن السؤال المهم إذا ما خسر المنتخب السعودي كأس آسيا - لا قدر الله - من سيتحمل النتيجة؟ أعتقد أنه سؤال سيبقى لا إجابة له. طبيعي أن أقول إنه لا وجه للمقارنة بين المنتخبين السعودي والسوري، لكن كلما تذكرت مسألة الخريطة الوراثية أشعر بأن سوريا ليست بالفريق السهل، وهي قاعدة مهمة للمنتخبات العربية على وجه العموم فكرة القدم ليست في عقولنا بل في قلوبنا و”يا بخت من لديه منتخب قلبه من حديد”. ختاماً، تابعوا الأخضر اليوم.. “ألستم معي إنه منتخب كبير، ولكن منزوع الدسم”. fawfaz@hotmail.com