بدأ المركز الوطني للتأهيل في أبوظبي وبالتنسيق مع مجلس أبوظبي للتعليم، تفعيل برنامج “فواصل” الذي يستهدف الطلاب المراهقين من سن 14 إلى 18 عاما، لتوعيتهم من الإنزلاق في براثن الإدمان، الذي يبدأ بالتدخين وينتقل إلى مراحل أخرى، حيث نظم المركز عدداً من ورش العمل في مدارس مدينة أبوظبي والمنطقة الغربية. وحسب الإحصائيات العالمية المعلنة مؤخرا تبلغ نسبة الأشخاص المراهقين في المرحلة العمرية ما بين 15 و 18 عاما الذين يتعاطون المواد المخدرة والكحول مرة واحدة سنوياً، بالنسبة للكحول 50%، فيما يتعاطى 25% القنب، و3% الإكستازي، في حين تبلغ نسبة من يتعاطون الكوكايين مرة واحدة في العام 4%. وقالت ساندرا حجل اختصاصية التثقيف الصحي بالمركز الوطني للتأهيل، إن نسبة الأشخاص في الشريحة نفسها العمرية الذين يتعاطون المخدرات مرة واحدة في حياتهم بحسب النوعية تبلغ 75% للكحول، و33% للتدخين، و30% للقنب، و6% للإكستازي، و5% للكوكايين. وأضافت أن الاحصائيات العالمية تظهر أن نحو 30% من أبناء هذه الفئة العمرية يتعاطون الكحول بصفة شهرية، و13% يدخنون مرة واحدة في الشهر، في حين يتعاطى 4% الإكستازي، و3% الكوكايين، في الوقت الذي بلغت فيه نسبة الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات بصفة يومية لنفس الشريحة العمرية “15 - 18”سنة، 1.5% للكوكايين، و7% للمخدرات، و3% للقنب. وأشارت إلى أن المركز قام بالتنسيق مع مجلس أبوظبي للتعليم بخصوص تحديد حصص أسبوعية لطلاب المدارس لتحذيرهم من خطورة الإدمان والتدخين، وأن المجلس وافق مبدئيا، حيث تجري الاستعدادات حالياً لتنفيذ البرنامج، ليشمل عموم المدارس في إمارة أبوظبي، مؤكدة أنه يطبق لأول مرة بعد تزايد حالات الإدمان بين المراهقين. جاء ذلك خلال ورشة العمل التي نظمها المركز الوطني للتأهيل في أبوظبي، بالتعاون مع مدرسة “انترنشونال كميونتي” مؤخرا، حول “مخاطر المخدرات للقيادات الشبابية والمعلمين”، بهدف التعرف على أسباب تعاطي المخدرات، والدواعي التي تدفع الشباب إلى الانجراف إليها، وكيفية التعامل مع المدمنين، وكيفية نشر الوعي المجتمعي بين أوساط الناس عامة والشباب والطلبة خاصة. وأثبت تقييم برنامج “فواصل” فعاليته بالمقارنة مع برامج وقائيّة أخرى تُعدّ من بين أفضل الممارسات، حيث أظهرت نتائجه تراجع احتمال تدخين السجائر واحتساء المشروب بين صفوف التلاميذ المشاركين في منهج فواصل المدرسي بنسبة 30% في اليوم، وانخفاض احتمال استهلاك القنّب في الشهر السابق للاستطلاع بنسبة 23% وذلك بالمقارنة مع الطلاّب الذين اتبعوا منهجاً تعليميّاً عاديّاً. ويتلقّى الأساتذة بموجب البرنامج تدريباً مناسباً لضمان تطبيقه ومحتوياته بشكل نوعي، حيث تنظم لهم ورش عمل لمدة يومين ونصف اليوم تحت شعار “لا للمخدرات”، يتعرفون خلالها على خلفيّة الدروس وهيكليّتها، بالإضافة إلى الموقف والمنهجيّة الضروريين لتنمية المهارات الحياتيّة، وإحداث التأثير الاجتماعي الإدراكي، إلى جانب عرض أحدث المعلومات حول مخاطر المخدرات وكيفية نشر الوعي المجتمعي ومساعدة الشباب والأخذ بأيديهم نحو بر الأمان، لوقايتهم من الانجراف وراء العادات السيئة التي قد تضر بمصلحتهم، وبمصلحة الوطن بشكل عام. وقالت ساندرا حجر إن برنامج “فواصل” سيطبق على مدار ساعة واحدة أسبوعياً، لمدة 3 أشهر، يتم خلالها تناول العديد من الأفكار حول حياة المراهقين بشكل عام، وكيفية التعبير عن مشاعرهم والتي قد تدفعهم إلى الانعزال الذي يشكل خطراً على المراهق، حيث يبدأ بالتدخين كمرحلة أولى قد تقوده فيما بعد إلى الإدمان. ولفتت إلى أن تطبيق البرنامج بدأ في مدرسة في الرويس بالمنطقة الغربية، من خلال ورش عمل شارك فيها 16 مدرسا في حين سيتم تنفيذه للطلاب خلال شهر أبريل المقبل، موضحة أن برنامج الدورة تفاعلي، ويشتمل على أنشطة وألعاب هادفة تيسر إيصال المعلومات إلى الطالب وتشركه في اتخاذ القرار الصحيح للابتعاد عن الإدمان. ونوهت إلى أن ابتعاد الأهل وانشغالهم عن معرفة ما يفكر به أبناؤهم والتفاعل معهم والتعرف على احتياجاتهم، يدفع الأبناء إلى سلوك طرق غير حميدة.