كوالالمبور (أ ف ب) أوصى المستشار محمد الكمالي المدير الجديد للنزاهة في الاتحاد الآسيوي، بفتح تحقيق مستقل في قضية رئيس اتحاد جوام ريتشارد لاي، الذي أقر بالحصول على رشاوى بقيمة نحو مليون دولار أميركي، بحسب ما ذكر الاتحاد القاري في بيان أمس. وجاء في بيان الاتحاد: كتب مدير النزاهة محمد الكمالي إلى الاتحاد الآسيوي موصياً بفتح تحقيق في الظروف المحيطة بالملاحقة القضائية لرئيس اتحاد جوام السابق ريتشارد لاي. وكان لاي أقر الشهر الماضي أمام القضاء الأميركي بتلقي رشوة بقيمة مليون دولار، وبتهم فساد وتستر على حسابات مصرفية. واعترف لاي «55 عاماً» الذي ترأس اتحاد الجزيرة الصغيرة في المحيط الهادي منذ 2011، بالحصول على 850 ألف دولار أميركي من الرشاوى بين 2009 و2014 من مسؤولين في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، مع التزامه تعزيز مصالحهم الدولية، بما في ذلك المساعدة على تحديد مسؤولين آخرين في الاتحاد القاري كي يتم دفع رشى لهم. وأقر لاي أيضاً بقبض 100 ألف دولار أميركي كرشوة في 2011، لدعم أحد مسؤولي الاتحاد القاري في ترشحه لرئاسة الاتحاد الدولي، بحسب بيان المدعي العام، من دون أن يسمى من هو هذا المرشح، علماً بأن القطري محمد بن همام كان سينافس السويسري جوزيف بلاتر قبل إيقافه في قضايا فساد. وأضاف الاتحاد الآسيوي في بيانه: في 27 أبريل 2017 في بروكلين، نيويورك، اعترف السيد لاي بتهم الاحتيال المصرفي في ما يخص انتخابات 2011 الرئاسية لفيفا، ومحاولة السيطرة على الاتحاد الآسيوي والتأثير على الاتحاد الدولي «فيفا». أقر أيضاً بتهمة الإخفاق المتعمد بتقديم تقارير حول حساباته المصرفية الأجنبية والمالية. من جهته، قال الكمالي الذي انتخبه الاتحاد القاري في الجمعية العمومية الـ27 في المنامة، للفترة ما بين 2017 و2021: المزاعم الواردة في لائحة اتهام ريتشارد لاي بالغة الخطورة بحال ثبوت صحتها. من واجب الاتحاد الآسيوي الذي وضع الحكم الرشيد والنزاهة في صلب رؤيته ورسالته، أن يتحرى عن الموضوع. وأدى إقرار لاي بالتهم إلى إيقافه موقتاً 90 يوماً من قبل الاتحاد الدولي، قابلة للتمديد 45 يوماً إضافياً بانتظار قرار نهائي، كما أوقفته لجنة الانضباط والأخلاق في الاتحاد الآسيوي. وارتبط اسم الشيخ الكويتي أحمد الفهد الصباح، أحد أبرز الوجوه في عالم الرياضة الدولية راهناً، في فضيحة لاي الأخيرة، بعد التلميح إلى مشاركته بالتآمر في قضية رئيس اتحاد جوام أمام القضاء الأميركي، بيد أنه نفى بشدة أي مخالفات بهذا الشأن. وقال الصباح، رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي ورئيس اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية «أنوك»، في بيان بعد اعترافات لاي أنه ينفي بشدة أي مخالفات. لكن هذه المزاعم دفعت الفهد في 30 أبريل الماضي إلى إعلان استقالته من مهامه الكروية، وسحب ترشحه لعضوية مجلس فيفا «انتخب في 2015»، وقال في بيان: في ما يتعلق بالدفعات غير القانونية المزعومة لريتشارد لاي، لا يمكنني سوى الإحالة على بياني السابق والنفي بشدة، مؤكداً عزمه العمل مع كل السلطات المعنية لدحض هذه الادعاءات التي اعتبرها مفاجئة. وتابع الفهد الذي شغل سابقاً منصب نائب رئيس الوزراء في بلاده: وبعد تفكير بعناية، قررت أنه من الأنسب لصالح الفيفا والاتحاد الآسيوي، أن أسحب ترشحي لانتخابات مجلس الفيفا وأستقيل من مهامي الحالية في كرة القدم. واعتبر الشيخ أحمد، من أبرز الداعمين لوصول الألماني توماس باخ إلى رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية عام 2014، وساهم بشكل كبير في وصول الشيخ البحريني سلمان بن إبراهيم آل خليفة إلى رئاسة الاتحاد الآسيوي في 2013، خلفاً للقطري محمد بن همام الموقوف مدى الحياة. من جهته، انتخب لاي عام 2007 عضواً في لجنة الاتحاد الآسيوي التنفيذية، ما كان محط استغراب نظراً للحجم الصغير لبلاده «540 كلم مربع». ووافق لاي على دفع 1.1 مليون دولار كغرامات وتعويضات، بحسب الاتفاق مع الادعاء مقابل اعترافاته، ما يمنحه تخفيفاً لعقوبته. وكان لاي عضواً في لجنة التدقيق والامتثال في فيفا التي يرأسها السلوفيني توماس فيسيل، علماً بأنه من مهام هذه اللجنة فحص راتب الرئيس جاني إنفانتينو. وهزت الاتحاد بدءاً من مايو 2015، سلسلة من فضائح الفساد التي لا تزال تبعاتها المالية والقضائية متواصلة. وداهمت الشرطة السويسرية آنذاك فندقاً كان يقيم فيه عدد من مسؤولي الاتحاد المشاركين في اجتماع له، وتم توقيف 40 شخصاً. ومنذ ذلك الحين، أوقف مسؤولون كبار في الاتحاد يتقدمهم الرئيس السابق السويسري جوزيف بلاتر ونائباه والأمين العام جيروم فالك والمسؤول المالي ماركوس كاتنر، عن مزاولة النشاطات الرياضية أو أقصوا من مهامهم. وقال فيفا في يونيو 2016 إن بلاتر وفالك وكاتنر تقاسموا 80 مليون دولار بهدف «الثراء الشخصي» عبر عقود وتعويضات على مدى خمسة أعوام، لا سيما من خلال الزيادات السنوية والمكافآت.