رضاب نهار (أبوظبي) لا يمكن لمن يشاهد لوحة «لعبة الكوتشينة» للفنان الفرنسي غوستاف كايبوت، (1848 - 1894)، أن يختصرها في اجتماع بعض الرجال في لعبة ورق. فالمشهد ككل، يعكس في موضوعه العديد من الجوانب التاريخية والاجتماعية والنفسية للإنسان الأوروبي في القرن التاسع عشر. ويضيء على تاريخ الحركات الفنية التشكيلية بانتقالها بين نمط وآخر. عدا عن دلالاته الجمالية والثقافية المثيرة للاهتمام. رسم كايبوت هذه اللوحة في عام 1881، وهي اليوم ضمن مقتنيات متحف اللوفر أبوظبي، حيث أنها وبحسب النص التعريفي لها، تستحضر موضوعاً لطالما تمّت معالجته في القرن السادس عشر من خلال طريقة تمزج الواقعية والحميمية في الوقت نفسه. وهي تمثّل في الحقيقة شقيق الفنّان برفقة عدد من أصدقائه في شقة باريسيّة برجوازيّة، يتدفّق إليها ضوء الشّمس عبر نافذة غير مرئيّة. كذلك يشير النص إلى أن أجواء الغرفة يشوبها الحزن والصّمت، وتُجسّدها تماماً شخصيّة الرّجل الأنيق الذي يدخّن وحيداً في خلفيّة اللوحة. وقد تمّ تنفيذ هذه اللوحة ضمن إطار في غاية الدّقة، وبتدرٌج ألوان الأزرق والبنفسجي الفاتح، المفضل لدى الفنّان، فتفوّقت في تصويرها القويّ للحياة العصريّة، وهو طموح يرنو إليه كل فنّان انطباعي.