أعلن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد لمجلة «لو نوفيل اوبسرفاتور» الفرنسية أن الجيش السوري لن يعود «أبداً» إلى لبنان، حيث انتشرت قواته بين عامي 1976 و2005. واضاف «اننا مسرورون جدا لأن تكون قواتنا التي طلب منها التدخل في لبنان لإنهاء الحرب الأهلية ومساعدة البلاد على مواجهة التحديات التي تفرضها اسرائيل، انسحبت منه. ولن تعود الى لبنان ابدا». وتابع المقداد «نريد تطبيعا للعلاقات وسنساعد لبنان على التطور بكل استقلالية» ، موضحا ان «فرنسا وسوريا امتنعتا عن التدخل» في الانتخابات الاخيرة التي جرت في لبنان في يونيو. وأضاف «على لبنان أن يكون بلدا سيدا ومستقلا. واذا كان الرئيسان (نيكولا) ساركوزي و(بشار) الاسد تمكنا من اقامة روابط ثقة، فذلك تحديدا لأنهما يتقاسمان هذه الرؤية». وعاد الرئيس السوري الى الساحة الدولية في يوليو 2008 عندما دعي إلى باريس من قبل نظيره الفرنسي. وخلال هذه الزيارة، وافق الاسد على اقامة علاقات دبلوماسية مع لبنان في قرار اعتبر تاريخيا. وانسحب الجيش السوري من لبنان في ربيع 2005 تطبيقا للقرار الدولي رقم 1559 الذي تم تبنيه في الثاني من سبتمبر 2004 بإيعاز من الولايات المتحدة وفرنسا. وبدأ الانسحاب السوري بعد شهر على اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في بيروت الذي وجهت أصابع الاتهام فيه إلى سوريا. وكلفت محكمة خاصة بلبنان ومقرها لاهاي التحقيق في عملية الاغتيال. الى ذلك بحث الرئيس السوري بشار الأسد أمس مع وزير الخارجية الإسبانية ميجيل أنخيل موراتينيوس تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين والعلاقة المتنامية مع الاتحاد الأوروبي والأوضاع في المنطقة وآفاق السلام. وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن موراتينوس أطلع الأسد على الجهود الرامية لإحياء عملية السلام في المنطقة ، مؤكداً الموقف السوري الثابت المتمسك بالسلام العادل والشامل المبني على أساس المرجعيات والقرارات الدولية. وأضافت الوكالة أنه تم أيضا استعراض تطورات الأوضاع في المنطقة ودور الاتحاد الأوروبي في المساهمة في حل قضاياها حيث أكد موراتينوس «الدور المفتاحي» لسوريا في إيجاد حلول إيجابية لمشاكل المنطقة وشكر سعيها الجاد لتحقيق السلام.وأكد الجانبان أن المرحلة الحالية تتطلب إرادة سياسية صادقة لصنع القرار وضمان تنفيذه. وجرى خلال اللقاء التطرق إلى زيارة رئيس وزراء إسبانيا خوسيه لويس رودريجيز ثباتيرو المرتقبة الى سوريا في الخريف القادم.من جانبه ، وصف وزير الخارجية الإسباني لقاءه مع الرئيس الأسد بأنه كان مثمراً وودياً للغاية ككل اللقاءات السابقة. وقال موراتينيوس ، في تصريحات للصحفيين ، إنه تم بحث المسائل الثنائية والتحضير الجيد لزيارة رئيس الوزراء خوسيه لويس ثباتيرو إلى سوريا في الخريف القادم . وأضاف أن المحادثات تناولت الوضع في الشرق الأوسط والدور المحوري لسوريا في تحقيق السلام الذي أصبح ضرورياً أكثر من أي وقت مضى.وأوضح أنه كان هناك دائماً انخراط حقيقي لسوريا في عملية السلام وأن بلاده بصفتها عضواً في الاتحاد الأوروبي تدعم الجهود السورية لتحقيق السلام الدائم في المنطقة. وأشار إلى أنه تمت مناقشة أوضاع المنطقة بما فيها العراق ، مؤكداً الدور الجيد الذي تقوم به سوريا تجاه العراق. وفيما يتعلق بالموقف الأوروبي من المستوطنات الإسرائيلية ، جدد موراتينوس موقف بلاده والاتحاد الأوروبي بضرورة التجميد الكامل للاستيطان الإسرائيلي في ضوء جهود المبعوث الأميركي للسلام جورج ميتشل لإحياء عملية السلام. من ناحية اخرى ، أعلن مصدر رسمي ان الرئيس السوري سيزور تركيا الاربعاء المقبل لإجراء محادثات حول تطورات الاوضاع في المنطقة وحضور مأدبة افطار تقام على شرفه. وقالت وكالة الانباء السورية (سانا) امس ان «الرئيس الاسد سيقوم بزيارة تركيا الاربعاء القادم تلبية لدعوة من حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا لحضور مأدبة افطار يقيمها الحزب على شرف سيادته». واضافت الوكالة ان «الرئيس الاسد سيلتقي رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوجان ويبحث معه تطورات الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط والعلاقات الثنائية المميزة بين البلدين الصديقين». وكان الرئيس الاسد التقى اردوجان في النصف الثاني من يوليو الماضي. من جهته, زار الرئيس التركي عبد الله جول سوريا منتصف مايو الماضي والتقى الرئيس الاسد. وقد أكد على تطوير العلاقات وتحقيق السلام وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبدا الارض مقابل السلام . وبلغ حجم التبادل التجاري بين سوريا وتركيا حوالي ملياري دولار عام 2008 ومن المتوقع ان يصل الى ثلاثة مليارات دولار نهاية العام 2009 .وجرت في تركيا مباحثات غير مباشرة بين سوريا واسرائيل ، برعاية انقرة حول عملية السلام. كما يقوم وزير الخارجية التركي اوغلو بمحاولة لتقريب وجهات النظر بين سوريا والعراق لاحتواء الازمة المتفاقمة بين البلدين بعد التفجيرات التي جرت في العراق وراح ضحيتها حوالي مائة قتيل.