أحمد النجار (دبي)

يصوب محمد حسن غريب الحوسني، أمنياته نحو أهداف بعيدة لكنها لا تبدو مستحيلة في نظره، حيث يسعى إلى إكمال دراسته في جامعة الشارقة بكلية المجتمع، من أجل تحقيق هدفه النبيل بالوصول ليكون ممثلاً عن حقوق أصحاب الهمم ومدافعاً عن قضاياهم وشؤونهم، وسفيراً لمطالبهم وتطلعاتهم أما المجلس الوطني الاتحادي.
محمد غريب 49 عاماً، موظف وكابتن فريق المكفوفين، يحمل سيرة مليئة بالإصرار والتحدي والإرادة، ويروي تفاصيل رحلته في الاندماج بالمجتمع: ولدت ضعيف بصر، وعانيت منذ سنوات الدراسة الأولى، لكن لم يمنعني ذلك من الالتحاق بالمدارس، إلا أنني في مرحلة الإعدادية عام 1987، تركت المدرسة مجبراً لمدة عام نتيجة ضعف بصري الذي كان يقل بالتدريج كلما كبرت بالسنّ، فضلاً عن عدم توفر التقنيات والإمكانات المتاحة للمكفوفين، وعندما قررت تحدي الإعاقة، وتوجهت إلى الالتحاق بمركز دبي للمعاقين عام 1989، واكتشفت هناك موهبتي أكثر في قوة الذاكرة وحفظ الأرقام والأسماء من دون تدوين، وهذا ما يفسر شغفي بمهنة التواصل والاتصال، وقد اكتشف المحيطين بي موهبة أخرى في إجادتي الطباعة التقليدية قبل الحاسوب على الآلة القديمة، وإجادتي لاستخدام «مفاتيح الكيبورد»، وكانت هذه الميزة بوابة التحدي لطرق أبواب الوظيفة في بلدية دبي سنة 1992، وتم قبولي للعمل كموظف استقبال، وساهم نجاحي بقبول الكثيرين من أصحاب الهمم، ومنحهم الثقة والتشجيع والدعم للاندماج في نسيج العمل وخدمة المجتمع.

جائزة
واعتبر محمد أن أعظم إنجاز حققه في حياته، حصوله على جائزة دبي للأداء الحكومي، وتكريمه في فئة الجندي المجهول، تقديراً لإبداعه الخاص في عمله من حسن استقبال وبث روح الإيجابية ونشر الابتسامة وامتصاص غضب المتعاملين وتسهيل أمور معاملاتهم، كما نال تكريما خاصا من مدير بلدية دبي.
محمد الموظف الناجح، هو عضو مجلس إدارة في جمعية الإمارات للمعاقين بصرياً، رئيس اللجنة الرياضية سابقاً ورئيس اللجنة الاجتماعية حالياً، مساعد مدرب في نادي عجمان لذوي الهمم في لعبة كرة الهدف، كابتن منتخب الإمارات للعبة كرة الهدف للمكفوفين، لديه طموحات رياضية، لم تولد من فراغ، فهو بالأساس لاعب رياضي قديم.
وقال محمد: كنت لاعب كرة قدم في نادي عجمان 1984 لكن لم يسعفني النظر للاستمرار، ثم قررت ممارسة الرياضة في كرة الهدف أو الجرس الخاصة بالمكفوفين، وتم اختياري لتمثيل المنتخب الوطني في بطولات محلية وخليجية وإقليمية، كما أنني أتمتع بسرعة في الجري والوثب الطويل، مشيراً إلى أن أبناءه رياضيون أيضاً، وكلهم لاعبين في نادي الوصل، فابنه راشد لاعب كرة طائرة وحميد حارس مرمى في فريق كرة القدم، ولفت إلى أن أكبر إنجاز رياضي يعتز به هو تتويج منتخب الإمارات في كرة الهدف الذي يتولى قيادة فريقه، ببطولة كأس زايد المفتوحة في كرة الهدف بنسختها الأولى التي أقيمت في بداية 2019، كما أحرز مع الفريق المركز الثاني في بطولتي غرب أسيا 2014 وبطولة الخليج، وتم تكريمنا في مركز الإمارات للمعاقين بصرياً.

«ذهب دبي»
محمد يتابع كل البرامج الرياضية في التلفزيونات المحلية والمباريات الرياضية التي يمثلها المنتخب الوطني، ويشجع نادي الوصل ولديه عضوية خاصة، ويطمح في مجال الرياضة إلى جائزة الأوائل ويسعى إلى أن يكون أول مشجع إماراتي من المكفوفين يواظب على التواجد في المدرجات منذ الثمانينيات حتى اليوم، وتمت استضافته كمحلل رياضي في إذاعة أبوظبي كأول شخص من أصحاب الهمم يقوم بتحليل المباريات، مشيراً إلى أنه يحب السفر والرحلات البحرية والجلوس مع الأصدقاء، ومتابعة البرامج الدينية خاصة الفتاوى، والاستماع إلى الإذاعات.

لمّة عائلية
ويحرص على ختم القرآن في رمضان، ويحرص على عدم التقاعس أو التكاسل وتأجيل الأعمال بما يؤثر على إيجابية الشخص وروح الإنجاز، ويحب لمّة الإفطار على برنامج مدفع الإفطار مع العائلة، ويتابع برنامج شعبية الكارتون ثم أداء صلاة التراويح، ويبحث عن الأصوات الجميلة في التلاوة التي تمنحنه الخشوع، وبعد ذلك لا يفوت زيارة الأرحام، وحضور بطولة ند الشبا الرياضية، وحضور ختام جائزة دبي للقرآن الكريم وتكريم الشخصية الإسلامية. إضافة إلى حضور الإفطار الجماعي ضمن فعاليات والأنشطة جمعية الإمارات للمعاقين بصرياً والتي تقام كل خميس.