بسام عبد السميع (أبوظبي)

كل شيء يتغير، لكن الروح التي غرسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لا تزال ثابتة متجددة ترفد الدولة والعالم بالعطاء والعون للجميع من دون تفرقة، ما جعل الإمارات تجربةً فريدةً جمعت بين التغيرات السريعة والجذرية لمناحي الحياة كافة، بالتزامن مع استمرار روح زايد الخير والعطاء، بحسب الإعلامي خليل عيلبوني، الذي جاء إلى الإمارات في يناير 1971، وشاهد عن قرب تطور قطاع الطاقة، وأول مذيع أعلن تأسيس الاتحاد عبر إذاعة أبوظبي.
وقال عيلبوني: «إن الإمارات رسخت مكانتها الريادية في قطاع الطاقة التقليدية (النفط والغاز)، لتتبوأ المركز الثاني عربياً، والسابع عالمياً في إنتاج النفط، وتقود دول المنطقة في الدخول لقطاع الطاقة المتجددة، متصدرةً المرتبة الأولى عربياً في مشاريع وإنتاج الطاقة الشمسية، وأول بلد عربي ينفذ برنامجاً نووياً سلمياً».
وأضاف: «تضاعف حجم إنتاج النفط من 800 ألف برميل يومياً عام 1971 إلى 3.5 مليون برميل يومي مطلع العام الجاري، بزيادة تجاوزت 400%، لتسجل صناعة الطاقة تطوراً كبيراً، على صعيد الطاقة التقليدية والمتجددة والبديلة والنووية مع استخدام التقنيات وتأهيل المواطنين، وإطلاق برامج ومبادرات نوعية ومبتكرة، لتصبح الإمارات أحد المساهمين الكبار في السوق العالمي للطاقة».
وأفاد عيلبوني، معد ومقدم أول برنامج تلفزيوني عن النفط، بعنوان «الذهب الأسود» من 1971-1991، في شهادته على تطور قطاع الطاقة بالدولة «تعاظمت الاحتياطيات النفطية المؤكدة، وتضاعفت مرات عدة ليرتفع من 30 مليار برميل في السبعينيات إلى نحو 98 مليار برميل حالياً، كما تعاظمت احتياطيات الدولة المؤكدة من الغاز الطبيعي مع استمرار الكشف والتنقيب عن الغاز، وجاء إعلان الاحتياطيات الجديدة ليضع الإمارات في المراتب الأولى عالمياً بالقطاع بحلول 2030، وتحقق الاكتفاء الذاتي وتتحول إلى مصدر».
وأضاف عيلبوني: «كانت ولا تزال الصناعة النفطية في الإمارات من الدعائم التي أسسها الشيخ زايد، حيث عمل على تسريع عمليات الاستكشاف والإنتاج للاستفادة من عائدات الثروة البترولية في بناء الدولة، حيث استطاع بناء دولة عظيمة بسرعة غير مسبوقة لدى أي شعب من شعوب العالم».
وشكلت شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» العامل الرئيس المحفز للنمو في الإمارة والدولة، وأثر دورها بشكل إيجابي على نوعية حياة الملايين من الناس، فمنذ تأسيسها عام 1971، وفرت آلاف فرص العمل، وساهمت في دعم نمو الاقتصاد المتنوع القائم على المعرفة.
وأشار إلى أن عام 2008 من الأعوام المهمة في تاريخ الطاقة في الإمارات، حيث تم الإعلان عن مشروعين ضخمين للطاقة المتجددة، أولهما مشروع شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، ومشروع الإمارات النووي السلمي، وحلت الإمارات في المرتبة الثالثة على مستوى العالم لإنتاج الطاقة الشمسية المركزة لعام 2013 بعد إسبانيا وأميركا، ومنذ عام 2008 إلى اليوم توسعت شركة مصدر الإماراتية في الأسواق العالمية.
كما برز مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية بدبي في قطاع الطاقة المتجددة، الذي يتم تنفيذ مشاريعه على مراحل عدة.
وبدأ تنفيذ أكبر مشروع للطاقة الشمسية المركزة في العالم بنظام المنتج المستقل في موقع واحد بقدرة 700 ميجاوات، وبتكلفة تصل إلى 14.2 مليار درهم، وذلك ضمن المرحلة الرابعة في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية بدبي، ودعماً لأهداف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة.
وتابع عيلبوني: «في عام 2009، بدأ تنفيذ مشروع الإمارات النووي السلمي بتكلفة 20 مليار دولار، وتحدد للمشروع 4 محطات توفر عند تشغيلها بالكامل خلال العقد المقبل 25% من احتياجات الإمارات من الطاقة الكهربائية، ويلبي الطلب المتزايد على الكهرباء».
وتعد الإمارات أول دولة عربية تعلن عن استراتيجية طويلة الأمد 2050 لسد احتياجاتها من الطاقة، بنسبة 50% من مصادر متجددة، و50% من مصادر تقليدية، وعلى رأسها النفط والغاز، عبر مشاريع بقيمة 600 مليار درهم.