العين (الاتحاد) - أكملت شركة أبوظبي للخدمات الصحية “صحة” تركيب أول جهاز متحرك إشعاعي ذكي ثلاثي الأبعاد مزود بتصوير طبقي يحدد بدقة الخلايا الخبيثة ويتفادى الأماكن الحساسة بتوزيع نسب الإشعاع على ثلاثة مستويات مختلفة، بحسب الدكتور خالد بالعرج العمودي رئيس قسم العلاج إشعاعي بمستشفى توام. ويعمل الجهاز بتصوير مقطعي لتحديد الورم بنسبة 100% ومن ثم توزيع الإشعاع بثلاث نسب في ثلاثة اتجاهات مختلفة مع التركيز في النسبة الكاملة بموضع الورم الأمر الذي يمنع مرور الإشعاع في الأماكن الحساسة مثل أورام الرأس والعنق والرقبة. وقال الدكتور العمودي إن العلاج الإشعاعي يؤثر على الخلايا السرطانية ويمنعها من الانقسام، لافتاً إلى أن أكبر التحديات العالمية التي تواجه العلاج بالأشعة هي إعطاء العلاج مع حماية الأجزاء السليمة، مؤكداً أن الجهاز الذي تم تركيبه في مستشفى توام يعتبر الأول في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا الذي يحمل مثل هذه الخصائص ويمكن تحريكه واستخدامه. ولفت إلى أن الجهاز يستخدم للحالات التي يمكن شفاؤها والتي تحتاج لعلاج لمدة طويلة حيث يخضع المريض إلى نحو ثلاثين جلسة كل جلسة لمدة عشر دقائق، الأمر الذي يقضي على الخلايا الخبيثة بشكل كامل. وأوضح أن الجهاز نجح في شفاء 100 حالة والتي تمثل إجمالي الحالات التي حولت للعلاج بواقع 3 آلاف جلسة منذ تركيبه حيث يتلقى المريض العلاج لمدة 6 أشهر تقريباً، مشيراً إلى أن الجهاز يسمح بإعطاء جرعات إشعاعية كبيرة حيث إن العلاج القديم يعطى المريض جرعات محدودة بسبب المناطق الحساسة في الجسم. وأشار الدكتور العمودي إلى أن الجهاز الجديد يحتوي على جهاز يسمى التيموثيرابي هاي آرت وهو جهاز جديد يعمل بتقنية مطوّرة تجمع بين التصوير الطبقي المقطعي ثلاثي الأبعاد تحدد موقع الورم بدقة متناهية والعلاج بالأشعة متعددة الاتجاهات، مع القدرة على التحكم في تدفق الأشعة من كل اتجاه على حدة بنمط حلزوني وترتيب معين ليصل إلى الورم بصورة دقيقة جداً مع تجنب الأنسجة السليمة إلى حد كبير. وأوضح أن الجهاز يحتوي على تقنية “التيموثيرابي”، حيث يتم مسح المريض مقطعياً وطبقياً ثم علاجه في المكان ذاته دون الحاجة إلى الذهاب إلى مكان آخر. ولفت إلى أن الجهاز يشكل وحدة العلاج الإشعاعي الطبقي المقطعي تكاملاً بين التصوير الطبقي المقطعي والعلاج بالأشعة على نحو يحقق علاجاً بالأشعة عالي الطاقة، مع تحديد دقيق لمكان الورم وحجمه وشكله وموقعه الأمر الذي يقلل من تعرض الأنسجة السليمة للأشعة بنسبة كبيرة جداً. وأشار إلى أن طبيب العلاج بالأشعة يقوم بتشكيل حزم شعاعية صغيرة وقوية ودقيقة يمكنها الوصول إلى الأورام في الأماكن الحساسة، ويمكن لآلة التصوير الطبقي المقطعي المركبة داخل جهاز العلاج بالأشعة التأكد من شكل وحجم الورم وتحديث بياناته وضبط وضعية جسم المريض قبل ثوان من بدء العـلاج.