سيؤول (وكالات) - وضعت كوريا الشمالية جيشها في وضع الاستعداد للقتال وطلبت من وحداتها الاستراتيجية الخاصة التحضير لضربات محتملة ضد الولايات المتحدة وجزر جوام وهاواي في المحيط الهادئ، ردا على تحليق قاذفات أميركية قرب أراضيها. وبينما دعت الصين إلى ضبط النفس، دعت رئيسة كوريا الجنوبية بارك كون هيه جارتها الشمالية إلى التخلي عن برنامجها للأسلحة النووية. وأعلنت القيادة العليا للجيش الشعبي الكوري الشمالي أمس اتخاذ وحدات الصواريخ والمدفعية لوضع التأهب للقتال. وقالت في بيان نشرته وكالة الأنباء المركزية إن “القيادة العليا لجميع الوحدات البرية بما في ذلك وحدات الصواريخ الاستراتيجية ووحدات المدفعية بعيدة المدى وضعت من هذه اللحظة في أقصى وضع للتأهب القتالي”. وأضاف البيان أن الوحدات مستعدة لمهاجمة “كل القواعد العسكرية الأميركية في منطقة آسيا-المحيط الهادئ بما يشمل أميركا الشمالية، وهاواي، وجوام، وكذلك في كوريا الجنوبية”، وذلك بعد أن حلقت طائرات قاذفة أميركية في طلعات جوية على الحدود مع كوريا الشمالية. وتجري كوريا الجنوبية وأميركا تدريبات عسكرية مشتركة حتى نهاية أبريل، أكدت الدولتان أنها ذات طبيعية دفاعية تماما. ورغم نجاح بيونج يانج في إطلاق صاروخ اعتبرته سيؤول وحلفاؤها صاروخا بالستيا في 12 ديسمبر الماضي، يرى الخبراء أن كوريا الشمالية لا تملك بعد الخبرة التقنية لإطلاق صاروخ عابر للقارات قادر على ضرب أهداف تابعة للولايات المتحدة. كما أن هاواي وجوام تعتبران خارج مرمى الصواريخ المتوسطة المدى لكوريا الشمالية، التي يمكن أن تصل إلى اليابان وكوريا الجنوبية. وكان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج-أون قام في الأسابيع الماضية بجولات على خطوط الجبهة الأمامية وأدلى بتصريحات شديدة اللهجة تتوعد “العدو” بضربات قوية. ويوصف التوتر في شبه الجزيرة الكورية حاليا بأنه على أشده، بعدما أدت ثالث تجربة نووية لكوريا الشمالية في 12 فبراير إلى فرض عقوبات دولية جديدة على بيونج يانج التي هددت بالرد. وفي ردود الفعل، سارعت الصين، الحليفة الوحيدة البارزة لكوريا الشمالية، إلى دعوة كل الأطراف إلى الهدوء أمس. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية هونج لي “نأمل في أن تمارس الأطراف المعنية ضبط النفس لتخفيف التوتر”. ويأتي التهديد الأخير من كوريا الشمالية بعد أيام على توقيع جيشي كوريا الجنوبية والولايات المتحدة اتفاقا جديدا يعزز شروط اتفاق التعاون العسكري بينهما. والاتفاق الذي وقعه الجانبان يوم الجمعة الماضي ينص على تقديم دعم أكبر من الولايات المتحدة حتى في حالة استفزاز بسيط من جانب كوريا الشمالية. من جانبها، دعت رئيسة كوريا الجنوبية بارك كون هيه بيونجيانج أمس إلى التخلي عن برنامجها للأسلحة النووية والتحول إلى مسار التغيير بقولها إن “هذا هو السبيل الوحيد لبقاء كوريا الشمالية”. وجاء ذلك في كلمة ألقتها بارك خلال مراسم إحياء الذكرى السنوية الثالثة لضحايا حادث إغراق السفينة الحربية الكورية الجنوبية “شيونان”، الذي اتهمت جارتها الشمالية بتدبيره. وقالت بارك إن “كوريا الشمالية لا تزال تهدد أمننا القومي حتى الآن”. وأضافت “سنظهر بإجراءات عسكرية عملية، الإرادة القوية للجيش والشعب الكوري الجنوبي للدفاع عن سيادة وشرف قيادة البلاد”. ورغم ذلك لم تعلن وزارة الدفاع الكورية الجنوبية عن أي تحركات عسكرية غير اعتيادية جهة الشمال. وتسبب غرق السفينة في مقتل 46 من عناصر بحرية كوريا الجنوبية.