محمد قناوي (القاهرة)

نضجت ريهام عبد الغفور، وأصبحت ممثلة من العيار الثقيل، ليس هذا الموسم الدرامي فقط، بل منذ عدة مواسم، وهي تقدم أدواراً صعبة تحوز إعجاب الجمهور والنقاد، بدأته بدور الراقصة في «حارة اليهود»، وأكدته بدورها في مسلسل «الرحلة» في رمضان الماضي، وها هي تؤكد موهبتها من جديد هذا العام في مسلسل «زي الشمس»، والذي تشارك دينا الشربيني بطولته ويعرض طوال الشهر الكريم.

فنانة تشكيلية
تقول ريهام عبد الغفور: وافقت على المشاركة في مسلسل «زي الشمس»؛ لأنني وجدته يقدمني بشكل مختلف وأظهر من خلاله بشخصية مميزة، فأقدم في المسلسل شخصية «فريدة»، وهي فنانة تشكيلية تُقتل، وهي شقيقة «نور» التي تلعب دورها دينا الشربيني، وتظهر بالأحداث من خلال «الفلاش باك»، مؤكدة أن المخرجة كاملة أبو ذكري تشجع أي فنان على الانضمام لأي عمل تخرجه، ورفضت التعليق على الأزمة الأخيرة التي أدت لانسحاب كاملة أبو ذكري من استكمال التصوير وحل محلها المخرج سامح عبد العزيز.
وتتوقف ريهام عند شخصية «فريدة»، فتصفها بـ«الرسامة المجنونة، وهي لديها شخصية خاصة ليست تقليدية ولديها أفكار هوائية ومندفعة، وتورط نفسها وتقع في أخطاء بسبب طيشها، وهي تشبه والدتها من جهة أن زيجاتها متعددة، فيما «نور» هي أقرب إلى المثالية، و«فريدة» تحب أختها، لكن يحدث ما لم يكن في الحسبان وتقع في أخطاء تضطرها لأن تظلم شقيقتها من أجل إنقاذ نفسها، معتبرة أن «أهمية الدور في الأحداث كبيرة، وهي حاضرة طوال الوقت وفاعلة».

كيمياء خاصة
وتبدي ريهام سعادتها بالعمل مع كافة الممثلين في المسلسل، وتقول: «دينا الشربيني تجمعني بها كيمياء خاصة، تنعكس إيجاباً على المشاهد التي تجمعنا، أما الفنانة القديرة سوسن بدر، فقد مر وقت طويل من دون أن ألتقيها، علماً أنني وقفت معها على المسرح منذ سنوات عدة، ولها دور مهم في مشواري المهني، ودائماً تنصحني على المستوى الشخصي والمهني». كما أن مسلسل «زي الشمس» حقق حلمي بتقديم عمل للكاتبة مريم نعوم، فقد تأخر اللقاء، لكنه حصل أخيراً»، عموماً نحن أمام مسلسل جميل وفيه عوامل كثيرة مشجعة ومبشرة.
وكشفت ريهام عن سر انتشارها في التلفزيون أكثر من السينما، فقالت: أعتقد لأن بدايتي في السينما كانت بأعمال غير موفقة، فوجدت أن حظي الجيد في الدراما التلفزيونية. ولكن عندما أقرر أن أشارك في عمل سينمائي، فسوف أختار جيداً.

تجربة إذاعية
وأوضحت ريهام: أخوض طوال رمضان تجربة إذاعية بعنوان «أنا.. ناس» على إذاعة الشرق الأوسط، وتدور أحداثه في إطار كوميدي حول قصة حب قديمة بين شاب وفتاة، قبل أن تسافر الأخيرة إلى الخارج لدراسة الطب، وتعود بعدها للبحث عن مريض لتجريب جهاز يعمل على ترجمة الأفكار إلى صور عبر جهاز الكمبيوتر، لتُفاجأ بأن المريض هو حبيبها الذي لم تلتقيه منذ 10 أعوام، لتدور بعدها الأحداث في إطار رومانسي كوميدي فانتازي، وأنا أجسد شخصية هذه الطبيبة المخترعة والتي تحاول أن تستعيد علاقتها بحبيبها بشكل كوميدي.
وأضافت: ما يجذبني للإذاعة دائماً أنها تؤثر على مشاعر الجمهور، فمنذ الحلقة الأولى وأشعر أن صوتي هو الذي يؤثر في الجمهور ويجعله ينجذب للقصة، وسعيدة أن العمل يجمعني من جديد مع صديقي مصطفى قمر، والمسلسل به تفاصيل كثيرة كوميدية.
وعن الاهتمام بالإذاعة في رمضان، قالت: يظل الجمهور يحب العمل الإذاعي ويبحث عنه، خاصة أن توقيت عرضه قبل الإفطار وهو موعد مميز ويهتم به الجمهور.

معايير الاختيار
وعن أحب أدوارها التلفزيونية لقلبها، قالت: بصراحة كل دور جسدته على الشاشة كان قريباً منى بدرجة كبيرة، ومنها دور فيفي الذي قدمته في مسلسل «لا تطفئ الشمس»، وكان من الأدوار المحببة إلى، والصعبة في نفس الوقت، كما أن مسلسل «الرحلة»، الذي قدمته العام الماضي من أجمل الأعمال التي قمت بها، ونجاحه فاق كل التوقعات، مشيرة إلى أنها تختار أعمالها بإحساسها وعندما تتردد تأخذ استشارة والدها أو أحد أصدقائها داخل المجال، مؤكدة أنها لم تحلم بالبطولة المطلقة، ولم تكن شغلها الشاغل».
وعن مدي تغير معايير اختياراتها الفنية اليوم عن بداياتها، قالت ريهام: بالتأكيد اختياراتي منذ بداية دخولي الفن أصبحت مختلفة عن الوقت الحالي، فالخبرة والنضج يلعبان دوراً مهماً، في البداية كنت أفكر في مساحة الدور، ولكن الآن تتوقف معاييري بأغلب أعمالي على أهمية الشخصية والفريق الذي أعمل معه ولا أهتم بالمساحة وعدد المشاهد، ولكنني في بعض الأعمال أهتم بالمساحة، وهذا يرجع إلى أهمية الدور ورسالته، وإذا كان متعدد الشخصيات، ولكن لدي محاذير في اختيار بعض الأدوار من أجل أولادي ودائماً أفكر فيهم وأنا أختار أي دور أقدمه، كما أهتم بأنني لا أفعل شيئا يخجلون منه في يوم من الأيام.

اعتذار
وكشفت عن سر اعتذارها عن تقديم الجزء الثاني من مسلسل «أفراح إبليس» الذي يقوم ببطولته جمال سليمان، فقالت: بعد مرور 9 سنوات تقريباً على تقديم الجزء الأول، اعتذرت عن المشاركة لعدة أسباب منها، عدم استطاعة استكمال الشخصية من نقطة نهاية الجزء الأول، وأيضاً لا أفضل إعادة تقديم عمل مر عليه سنين طويلة، وبالتأكيد قد طرأ اختلاف على المشاركة.
كما أنني لم أعد قادرة على تقديم هذه النوعية من الشخصيات، واختياراتي أصبحت مختلفة.
وقالت ريهام، إنها محظوظة لأنها ابنة الفنان الكبير أشرف عبدالغفور، حيث إنه شخص صادق وطيب ومخلص جداً لعمله ويبذل الكثير من الجهد فيه، وتعلمت منه الكثير.

دخلت الفن بالصدفة
أشارت ريهام عبد الغفور، إلى أنها لم تكن تتمنى أن تعمل في مجال الفن، ووالدها لم يشجعها على الإطلاق للدخول فيه، خاصة في مرحلة الجامعة، ولكن بدأ يشجعها بعد الانتهاء من الدراسة. وأكدت أن والدها لم يرشحها على الإطلاق لأي منتج للمشاركة في الأعمال الفنية، منوهة إلى أن دخولها الفن كان بالصدفة البحتة، عندما شاهدها الفنان الراحل نور الشريف في أحد الأفراح، وسألها «هل تحبي أن تمثلي»، فقررت أن تجرب.