قال اللواء حسن السوهاجى، مدير أمن مدينة أسوان بجنوب مصر إن تنظيم جماعة الإخوان هو المتسبب في إشعال الفتنة بين قبيلتى «الهلايل» و»الدابودية» في أسوان،، وتسببت في مقتل 25 شخصاً وإصابة العشرات. وأضاف السوهاجي خلال اتصال هاتفي مع فضائية «المحور»، أمس إن «الإخوان عملوا على تهييج الطرفين بالعبارات المكتوبة على الأسوار، وتواجدهم وسط القبيلتين». وقال إن هناك حالة من الاستنفار الأمني بالمحافظة تحسبًا لتجدد الاشتباكات بين القبيلتين، موضحًا أن القوات الأمنية تسعى لإجراء مصالحة بين الطرفين. إلى ذلك، أعلن اللواء مصطفى يسرى محافظ أسوان عن بدء سريان هدنة بين القبيلتين، اعتباراً من أمس لمدة ثلاثة أيام عقب مواجهات استمرت طوال الأيام الثلاثة الماضية. جاء ذلك عقب اجتماع دام قرابة 10 ساعات متواصلة بدأ مساء أمس الأول واستمر حتى فجر أمس سفر عن قبول كبار قبائل وبيوت النوبة والشيخ أحمد عبد الصمد كبير قبيلة بني هلال بأسوان الهدنة. وأشار محافظ أسوان في تصريحات صحفية أمس إلى نجاح لجنة مصالحة موسعة، ضمت عدداً من رموز القبائل والمشايخ في المحافظة في التوصل إلى اتفاق بين طرفي الأزمة بوقف أعمال العنف لمدة 3 أيام متتالية لتمكين لجنتي المصالحة وتقصي الحقائق من القيام بعملهما وكشف الحقيقة واستكمال مساعي المصالحة. وأعلن محافظ أسوان أن وزير الثقافة صابر عرب أبلغه بموافقة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر على المشاركة في جهود المصالحة والقيام بزيارة للمحافظة للقاء طرفي الأزمة ولجنة المصالحات، «الأمر الذي يعد دفعة كبيرة لجهود حقن الدماء وعودة العلاقات الأخوية مجددا بين القبيلتين». وأكد محافظ أسوان أنه «سيتم تطبيق القانون على الجميع دون تفرقة»، وأن «أي خرق للهدنة من قبل أي طرف سيواجه من قبل قوات الجيش والشرطة بكل قوة، وذلك وفقاً لما تم الاتفاق عليه خلال مفاوضات لجنة المصالحة مع شيوخ ورموز قبيلتي بني هلال والدابودية». وقرَّرت سلطات التحقيق القضائية في محافظة أسوان أمس حبس سبعة متهمين احتياطياً على ذمة التحقيقات. وأمرت نيابة أسوان، حبس 7 متهمين أربعة أيام على ذمة التحقيقات على خلفية اتهامهم بالتورط في أحداث اشتباكات دامية شهدتها المحافظة وراح عشرات القتلى والمصابين. تواصل فرق تحقيق قضائية مناظرة جثامين قتلى، ترقد بمشرحة أسوان العمومية وسؤال مصابين في مستشفى أسوان الجامعي من بين ضحايا الاشتباكات بعد قيام الشرطة بتأمين عملية دفن 6 جثامين قتلى صباح أمس. إلى ذلك قال الشيخ كمال تقادم أحد كبار لجنة المصالحات أنه تم الاتفاق على تحديد لجنة بكل منطقة مسؤولة عن تطبيق الهدنة من قبل الطرفين، وعدم مرور أي طرف بأماكن تجمع الطرف الآخر تجنباً للاحتكاكات المباشرة بين الطرفين، موضحاً أنه من «قدر الصعيد أنه توارث جيل بعد جيل ما يسمى بموروث الدم وأن جلسة المصالحة الأولية، التي أسفرت عن هدنة ثلاثة أيام هي خطوة على الطريق للقضاء على تلك الفتنة، التي أطلت برأسها على أهل أسوان الطيبين، داعياً الله أن يجعل كيد من يحركون تلك الفتنة في نحورهم». وقال الدكتور جابر عوض أحد قادة القبائل الاسوانية إن «ما شهدته أسوان من إراقة للدماء هي فتنة وحدث لا يعبر أو يمثل الوجه الحقيقي لأهل محافظة أسوان». وقال القيادي النوبي أحمد خلف إن علاقته بكبار ورموز بني هلال متواصلة، وأنه يستطيع «دخول بيوتهم الآن وفورا لأنهم أهل وأحبة لكن الشباب والصغار لا يعرفون ولا يقدرون تلك العلاقات التي تجمع بينهم وبين بقية قبائل أسوان». وتأثر المشاركون في الاجتماع بكلمات النائب والبرلماني النوبي السابق محمد جلال، الذي راح في نوبة بكاء حزناً على سقوط ضحايا من القبيلتين، راجياً الجميع بالتحرك سريعاً لوقف تلك الفتنة ووقف سقوط ضحايا جدد في كل يوم ومنازل تحرق في كل يوم، مؤكداً أنه والجميع يمدون أيديهم للجميع أيضاً للقضاء على تلك الفتنة. ومن جانبه كشف المهندس عبده سليم رئيس الاتحاد النوعي للجمعيات النوبية عن «وجود جماعات وخلايا إرهابية في جبال غرب أسوان قدمت من السودان، وتسعى لإشعال الفتنة وإراقة الدماء»، وقال جمال قاسم عضو مجلس إدارة نادي أسوان أن هناك مخازن للأسلحة بجبال أسوان. وقال خالد الباقر ممثل شباب قبائل النوبة إن أبناء النوبة وبني هلال المتخاصمين، اتفقوا على شيء واحد برغم خلافهم هو أن «مدير الأمن تقاعس في القيام بواجبه في السيطرة على تلك الأحداث في مهدها»، مؤكداً أن «المنظومة الأمنية منظومة هشة في محافظة أسوان، وأنه لن تكون هناك تهدئة حقيقية دون وجود قوى لقوات الأمن في الشارع الأسواني». وكان محافظ أسوان أعلن عن بدء تسيير دوريات مشتركة من الشرطة والقوات المسلحة لفرض السيطرة الأمنية في منطقة السيل الريفي والمناطق المتاخمة لها لفتح الشوارع والمحاور الرئيسية أمام الحركة المرورية بعد محاولات البعض لإثارة الشغب وتجدد المناوشات بين قبيلتي الدابودية وبني هلال. وشدد المحافظ على أنه سيتم اعتقال أي فرد أو مجموعة تثير الشغب أو الفتنة بين المواطنين، بالإضافة إلي محاولات قطع الطرق بما يضر بالصالح العام، ويؤدي إلى ترويع الآمنين، مؤكداً أنه سيتم القبض أيضاً على أي فرد يضبط معه أي نوع من الأسلحة أو المواد المستخدمة في الاشتعال أو الاعتداء على الغير وطمأن محافظ أسوان مواطني المحافظة بأن تلك الدوريات الأمنية ستساهم بجانب اتفاق الهدنة بين الطرفين في سرعة احتواء الأزمة الحالية وبسط يد الأمن ومنع تجدد الاشتباكات، التي تحاول أطراف خفية تأجيجها ودفع شباب القبيلتين إلي مزيد من العنف.وطالب يسري من كافة وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية والإلكترونية «توخي الحذر وتحري الدقة في كل ما يتم تداوله حول المشكلة الحالية، حيث إن عدم التزامها بالمهنية يساهم في انتشار الشائعات والمعلومات المغلوطة، والذي يؤدي بدوره إلى تزايد الاحتقان بين الطرفين، وتهديد السلام الاجتماعي وزعزعة الجبهة الداخلية». وكانت اشتباكات دامية وقعت بين القبيلتين اندلعت يوم الجمعة الفائت وتواصلت حتى أمس الأحد، أسفرت عن مقتل 25 شخصاً وإصابة أكثر من 50 آخرين، وتوجَّه رئيس مجلس الوزراء إبراهيم مِحلب ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم إلى أسوان للحيلولة دون تجدّدها بعد أن سيطرت تشكيلات من قوات الأمن على الموقف بمواقع الحوادث بمناطق السهل الريفي، وسوق القش، وخور عواضة.(القاهرة - وكالات)