ضمن إصداراتها الجديدة التي طرحتها دار التوحيدي للنشر في المغرب، أطل علينا الناقد والشاعر المغربي الدكتور أحمد زنيبر بكتابه الجديد الذي أطلق عليه اسم «قبعة الساحر». وقد جاء هذا الكتاب في 144 صفحة من الحجم المتوسط وحوى بين دفتيه دراسات تحمل العناوين: «جدل السياسي والاجتماعي في نصوص عبد الجبار السحيمي»، «جدل الثابت والمتغير في قصص إدريس الخوري»، «جدل الواقعي والمتخيل في قصص عبد الرحيم مؤدن»، «جدل الإبداعي والنقدي في قراءات أحمد بوزفور القصصية»، «جدل الحكي والمحكي في المقترح السردي لأنيس الرافعي»، «جدلية الذات والمرايا في قصص عبد السلام المودني»، «جدل التواصل والانقطاع في قصص ربيعة ريحان»، «جدلية الرؤيا والعبارة في قصص رجاء الطالبي»، «جدلية الكتابة في القصة النسائية المعاصرة». وكما نلاحظ من خلال عناوين الدراسات التي جمعت في هذا الكتاب فهي كلها تهتم بدراسة القصة القصيرة، كون هذا الجنس الأدبي أي القصة القصيرة بالمغرب قطعت أشواطا مهمة «في ترسيخ مكانتها بين الأجناس الأدبية الأخرى، كالشعر والمقالة والرواية، وحرص كتابها على اختلاف مشاربهم وتباين تجاربهم، منذ التأسيس إلى التجنيس، على تمثل النماذج الكونية العليا لهذا الجنس الأدبي ورصد مختلف البنى والتحولات، التي طبعت المشهد الثقافي وساهمت في تحقيق تواصل دينامي على مستوى التداول والتلقي. وبحكم ما تتيحه القصة القصيرة، كنشاط إنساني، من إمكانات متنوعة للتعبير والتخييل، توالت الإصدارات وحققت نصوصها رواجا أدبيا ملحوظا، ساهم النقد الأدبي بصوره المتعددة، متابعات وقراءات ودراسات، في تجلية بعض خصائصه ومظاهره الفنية.». ويأتي هذا العمل النقدي في سياق اهتمام الدكتور زنيبر ومنذ سنوات خلت: بجنس القصة القصيرة، تم خلالها الاطلاع على عدد من التجارب السردية المختلفة، تركت لديه «انطباعا ايجابيا بقدرة هذا النوع الأدبي، على امتلاك زمام أمر الكتابة والإبداع، سواء بالنقل الأمين لقضايا المجتمع وبسط هواجس الذات القصصية، داخل أو خارج الزمان والمكان، أو باختراق الخطوط الحمراء واستشراف عمق الخيال، كأفق للامحدود والمجهول واللامرئي». وأما الدراسات والمقالات النقدية، التي شكلت مقترح هذا الكتاب، فهي-كما يقول الدكتور أحمد أزنيبر - قراءات أنجزت في فترات متفاوتة زمنيا، نشر بعضها في منابر إعلامية وثقافية، مغربية وعربية، كما ألقي بعضها في ملتقيات وندوات أدبية مختلفة. وقد تم تهذيبها وتنقيحها، بما يناسب نشرها وتداولها ضمن كتاب. إنها قراءات تنتقل من مجرد التلقي إلى البحث والتأمل والتساؤل، قراءات أيضا، تتحكم فيها، بشكل من الأشكال، بعض آليات النقد والتحليل، ذوقا ومفهوما وإجراء. فالنص الأدبي، ومنه الإبداعي خاصة، يحتاج إلى إعمال فكر وتأمل وروية، كما يحتاج إلى استعادة إلى استعانة جمالية بالذوق وتوسل فني بالمعرفة القبلية، قبل الدخول إلى عالمه وفك مغاليقه اللامتناهية..».يقول الدكتور زنيبر: «لقد وجدنا في معظم التجارب القصصية القصيرة، التي قرأناها بذات المتعة والروية، سواء مع جيل الرواد أو مع جيل الشباب، من خلال ما تقترحه من عوالم سردية متنوعة ومتباينة، ما يسمح لنا باعتمادها كمتن قابل للقراءة والتحليل والمحاورة. وإن كنا لم نتمكن من قراءة وتحليل كل الأعمال المنشورة، فحسبنا أن اتخذنا من الأعمال المعتمدة والمقترحة في هذا الكتاب، عينة قصصية أولى تكشف البعد الأدبي والإبداعي الذي ينطبق بصيغ، متقاربة أحيانا أو متباعدة أحيانا أخر، على بقية المنجز القصصي عامة