يعمل الفنان المسرحي محتسب عارف حاليا على إعداد عمل مسرحي جديد بعنوان ''هنا في الطابق العاشر''، وهو نص يعتمد أساسا على رؤية الفنان لمضمون قصائد مجموعة ''الطفل إذ يمضي'' للزميل الشاعر عمر شبانة، وسيقوم العمل على شخصيتين أساسيتين فلسطينيتين، رجل وامرأة، حيث يتناول مسيرة حياتهما على أصعدة معيشية وسياسية ووطنية وعاطفية· وفي حديث مع الفنان محتسب عارف حول عمله هذا قال: قصة المسرحية تقوم من خلال العلاقة التي تربط الشخصيتين، بدءا من العلاقة العاطفية وفي تداخل مع الشؤون الوطنية والسياسية، والعذابات التي تعرضا لها سواء بالسجن أو المنع من العمل والمنع من السفر، وهي عذابات غالبية الفلسطينيين في الوطن وفي المنفى العربي· ويضيف الفنان حول مضمون وتفاصيل عمله الجديد قائلا: أنا منذ حوالي ثماني سنوات لم أجد عملا جديرا بأن أقدمه، والآن وجدت ما يشبهني في قصائد هذه المجموعة، سواء على المستوى الشخصي أو الوطني، فالشخصية الأساسية في القصائد شخصية ذات حضور وسمات متميزة تستفز القارئ، وقد وجدت نفسي فيها من حيث عذاباتها ومكوناتها وتمردها، فهي شخصية رجل ممزق ومتعب ولكنه يظل متمردا، وكذلك شخصية المرأة فهي امرأة متمردة ومكافحة وعصية على الكسر· وفي إطار حديث عن تجربته المسرحية الممتدة لخمسة وعشرين عاما، حيث كان محتسب عارف من الفنانين الذين أسسوا للحركة المسرحية في الأردن، خصوصا من خلال فرقة فوانيس المسرحية، فهو يقول إنه قدم خلال مسيرته عددا كبيرا من الأعمال المسرحية والسينمائية والتلفزيونية، لكن أهم ما يذكره من أعمال هو أعماله الأخيرة· ويضيف: في المسرح قدمت ''في انتظار غودو'' مع المخرجة المعروفة سوسن دروزة، ومع المخرجة نفسها قدمت ''ذاكرة صناديق ثلاثة''، وفي السينما شاركت في فيلم ''باب الشمس'' الذي أخرجه يسري نصر الله عن رواية اللبناني إلياس خوري''· وعن دوره في ''باب الشمس'' فهو يجسد دور الشيخ إبراهيم الضرير ووالد يونس بطل الرواية، وقد بدا أداؤه لهذا الدور من نوع السهل الممتنع المذهل في آن، حيث جسد دور (الشيخ إبراهيم الأسدي) الأعمى الذي امتنع عن استعمال الماء ولجأ إلى التراب كي يتوضأ ويتيمم به فقد فسدت المياه كما يعتقد، وهو والد يونس الأسدي بطل الرواية، ومعلم نهيلة زوجة يونس فقد علمها القراءة والكتابة والشعر وحفظ القرآن· ويقول أحد نقاد السينما العربية عن أداء محتسب عارف: لقد جعل من الشخصية محل تعاطف جارف، دون أن يفقدها احترامها، كان هو الأكثر حضوراً على الشاشة حتى أننا افتقدناه عندما ندرت مشاهده في النصف الثاني من الفيلم، وإلى جوار حضوره الهائل يبدي عارف فهماً لا أظن أنني أتجاوز إذا أسميته عبقريا لفن رد الفعل في المشهد الذي يتعرض فيه للصفع على يد ضابط يهودي، وبدلاً من أن يلقي عارف برد فعله الذي يفترض أن يحمل كل الألم والقهر الذي تشعر به الشخصية في تلك اللحظة، يمتص هو فعل الضرب، ويقلص رد فعله تماماً حتى يساوي الصفر، ويعدم كل صادر عنه فيصبح مثل رجل ميت يتلقى الصفعات، ليكون هذا المشهد درساً لمن يشاء من أهل التمثيل ليعرف متى يعطي ومتى يمنع، وكيف أن هناك لحظة لا بد أن يحجب الممثل فيها تعبيره ولا أن يحاول إظهاره، لقد كسب عارف بأدائه عموماً، وفي هذا المشهد خاصة، أضعاف ما كان يمكن أن يكسبه للشخصية -وله أيضاً- من حب لو كان قد فعل ما هو مطروق ومعتاد· ولمحتسب عارف تجربة مهمة مع التصوير الفوتوغرافي والتلفزيوني، إضافة إلى مشاركاته في عدد من المسلسلات تمثيلا ودبلجة·