عقيل الحـلالي (صنعاء) - قُتل ثلاثة عسكريين ومسلح وأُصيب آخرون بينهم مدني، بسبب أعمال عنف متفرقة خلال اليومين الماضيين في اليمن. وتظاهر الآلاف من معارضي الرئيس السابق، مساء أمس، في العاصمة صنعاء للمطالبة خصوصا بمحاكمته بعد نزع حصانته من المقاضاة في أي تهم ارتكبت طيلة سنوات حكمه الذي استمر قرابة 34 عاما. وذكرت مصادر محلية لـ«الاتحاد» أن جنديا في قوات “الفرقة الأولى مدرع”، المرابطة في شمال غرب العاصمة صنعاء، توفي متأثرا بإصابته في اشتباكات ليل الأربعاء في حي “هائل” السكني، الذي لا يبعد كثيرا عن معسكر قوات “الفرقة” التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر، الذي تمرد أواخر مارس 2011 على الرئيس السابق. وأوضحت المصادر أن الجندي، ويدعى محفوظ الشهاب، أصيب بطلق ناري أثناء مرابطته في نقطة تفتيش مستحدثة بالحي المزدحم بالسكان، إثر اندلاع اشتباكات بين جماعتين مسلحتين من أهالي الحي. كما أسفرت الاشتباكات عن إصابة مدني حسبما ذكرت صحيفة “المصدر” اليمنية الأهلية التي أشارت إلى أن الشرطة تحتجز حاليا 12 شخصا من المتورطين في تبادل إطلاق النار. وفي محافظة ذمار القبلية، قُتل ضابط وجندي أثناء ملاحقة قوات حكومية مطلوبين أمنيين في بلدة “جبل الشرق” غربي المحافظة، الواقعة على بعد 99 كم جنوبي صنعاء. وقال مسؤول محلي في ذمار لـ«الاتحاد» إن الضابط القتيل “مدير قسم البحث الجنائي” في بلدة “جبل الشرق”، مؤكدا أن السلطات الأمنية تلاحق حاليا المتهمين بقتل الضابط ومرافقه. كما قتل مسلح وأصيب آخرون، بتجدد القتال بين قبيلتين في ذمار تتنازعان ملكية وادي زراعي يقع على مساحة شاسعة بينهما. وذكرت مصادر صحيفة أن القتال الذي نشب امس بين قبيلتين “عاثين” و”بني سويد” أسفر عن سقوط قتيل وعدد من الجرحى “وسط غياب من السلطات”. وذكر وسيط قبلي لـ«الاتحاد»أن المواجهات بين هاتين القبيلتين المتناحرتين “تتجدد من وقت لآخر”، دون أن يؤكد أو ينفي سقوط قتيل وجرحى في الاشتباكات الأخيرة. كما تجددت أمس مواجهات بين إحدى قبائل محافظة ذمار وقبيلة أخرى تنتمي إلى محافظة ريمة المجاورة، حسبما ذكرت وزارة الدفاع اليمنية في بيان.وأوضح البيان أن المواجهات التي استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة المضادة للطائرات تجددت “بعد توقف دام اكثر من ثلاث سنوات” على خلفية نزاع على حدود طبيعة فاصلة، مشيرا إلى سقوط عدد من الجرحى في حصيلة أولية للضحايا. وطالب مصدر محلي من أهالي محافظة ذمار، الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ووزير الداخلية، اللواء عبدالقادر قحطان، بـ”التدخل السريع لوقف الحرب”، معبرا عن مخاوفه أن يتم استغلال هذا الصراع “سياسيا”، حسب البيان السابق.وتتهم قوى سياسية يمنية الرئيس السابق علي عبدالله صالح بمحاولة اثارة أعمال العنف والفوضى الأمنية في البلاد، إلا أن الأخير دأب باستمرار على نفي ذلك، متهما الحكومة الانتقالية بالفشل والعجز في إدارة شؤون البلد. وتظاهر الآلاف من المحتجين اليمنيين مساء أمس، في صنعاء للمطالبة بمحاكمة الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بتهم مرتبطة بقتل مئات المحتجين سلميا إبان انتفاضة 2011. وانطلقت التظاهرة من مخيم الاحتجاج الشبابي قبالة جامعة صنعاء، وجابت عددا من شوارع العاصمة اليمنية. وتوعد المتظاهرون، وغالبيتهم من حزب “الإصلاح” الإسلامي، الشريك حاليا في الحكومة الانتقالية، بمحاكمة صالح وبعض رموز نظامه، مطالبين باسترداد ما وصفوها بـ”الأموال المنهوبة” خلال حكم الرئيس السابق. ويحتشد الآلاف من مؤيدي الانتفاضة الشبابية، اليوم الجمعة، في ساحات عامة بالعاصمة صنعاء ومدن رئيسية لدعم حقوق المغتربين اليمنيين، وذلك استجابة لدعوة “اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية والشعبية السلمية”، التي تزعمت احتجاجات 2011. وأسمت اللجنة التنظيمية تظاهرات اليوم بـ”جمعة دعم المغتربين”، في إشارة واضحة إلى دعم المغتربين اليمنيين في المملكة العربية السعودية، حيث باتت شريحة واسعة منهم مهددة بالترحيل بعد أن أجرت المملكة الأسبوع الماضي تعديل نصوص قانون العمل، لصالح فرض مزيد من الضوابط على العمالة الوافدة. وكانت الحكومة اليمنية اعتبرت، الاثنين، التعديل السعودي على قانون العمل مفاجئا، وطالبت الرياض بتأجيل تنفيذه على المغتربين اليمنيين، الذين يتجاوز عددهم المليون ونصف المليون مغترب.ودعا حزب الإصلاح، وهو الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، الرئيس عبدربه منصور هادي والحكومة الانتقالية “بذل مساعيهم الحميدة لدى الأشقاء في المملكة باستثناء المغتربين اليمنيين من إجراءات هذا التعديل”. وقال حزب “الإصلاح” في بيان نشر على موقعه الالكتروني إن “عشرات الآلاف من المغتربين اليمنيين” سيتضررون من تعديلات قانون العمل السعودي. هادي يزور موسكو أول أبريل صنعاء (وام) - يقوم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في الأول من أبريل المقبل بزيارة رسمية لروسيا الاتحادية تستمر عدة أيام يرافقه فيها وفد رفيع تلبية لدعوة من نظيره الروسي فلاديمير بوتين. ويجرى هادي خلال الزيارة محادثات مع بوتين ورئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف ورئيسة مجلس الاتحاد للبرلمان الفيدرالي الروسي فالينتينا ماتفيينكو.