صعب جدا أن يشعر الإنسان أنه غريب في وطنه·· هذا بالفعل ما أحسست به عند خروجي يوم الجمعة في شوارع دبي·· فأمام كل شارع وكل دوار وحديقة كانت الجاليات المختلفة متكدسة فوق بعضها البعض· حاولت أن أبحث بعيني عن زي مواطن ولكنني لم أجد· عندها أحسست بغربة فظيعة وشعرت بأنني أنا المقيم هنا وليس هم· تحدثت إلى عدد من الأهل والأصدقاء عن هذه المشاعر التي راودتني، فأكد لي معظمهم أن نفس الأحاسيس تراودهم عندما يمرون بنفس الموقف الذي مررت به أو حتى عندما يفكرون في مسألة التركيبة السكانية المختلة، ونسبة المواطنين لا تتجاوز 20 % في أحسن التقديرات، حتى أن جالية آسيوية واحدة نسبتهم أعلى من المواطنين! لا أخفيكم أنني أصبحت قلقا على المستقبل، وما يمكن أن ينجم عنه هذا الخلل من تداعيات ونتائج في المستقبل غير سارة لنا نحن المواطنين· في الحقيقة، إن الأمر ليس بالهين، ولا يجب التقليل من شأن المشكلة، وإنما يجب البحث في صميم المشكلة، واتخاذ خطوات عملية، وإن كان ذلك على حساب التنمية الاقتصادية، لأننا في النهاية لا نريد أن نضيع هويتنا· فمتى سنصحح أوضاع التركيبة السكانية، حتى تنصلح المعادلة، ونضمن مستقبلا أكثر تفاؤلاً؟ عبدالله علي