حاتم فاروق (أبوظبي) تبدأ شركة «الإمارات العالمية للألمنيوم» إنتاج الألومينا من مصفاة الطويلة خلال النصف الأول من العام المقبل، بعدما سجلت الشركة حالياً نسبة إنجاز بالمشروع بلغت 82%، بحسب عبدالله جاسم بن كلبان، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم. وقال بن كلبان في تصريحات صحفية أمس بمقر الشركة في منطقة الطويلة، إن مشروع إنشاء أول مصفاة للألومينا في الدولة بتكلفة تصل إلى 3.3 مليار دولار أو م يعادل 12.2 مليار درهم، من شأنه أن يقّلص اعتماد الدولة على الألومينا المستورد، وتزويد مصهر الطويلة بـ 75% من احتياجاته، مؤكداً أن المشروع يعمل به حالياً أكثر من 11 ألف عامل. وأضاف أنه تم إنجاز منشأة عمليات التكليس من مصفاة الطويلة لتكرير الألومينا، بعد أكثر من 2.4 مليون ساعة عمل، مؤكداً أن منشأة عمليات التكليس تحتوي وحدها على أكثر من 1700 جهاز وأداة، وأكثر من 100 محرك، وتمديدات كابلات بطول 165 كيلومتراً. وتقوم مصفاة الطويلة لتكرير الألومينا هي الأولى من نوعها في الدولة، بتكرير خام البوكسيت وتحويله إلى مادة الألومينا التي تعد أحد المواد الخام الأساسية المستخدمة في صناعة الألمنيوم، ويتم تنفيذ أقسام المصفاة وفق جدول زمني متسلسل لإتاحة الفرصة أمام تنفيذ برنامج ما قبل التشغيل والتشغيل التجريبي الذي يشمل اختبار آلاف الآلات والمعدات التي تشكل مجتمعةً هذا الصرح الصناعي المرتقب. وتم الإعلان عن إتمام تنفيذ منشأة عمليات التكليس خلال مراسيم الاحتفال الذي حضرته ريتا سوان، سفيرة فنلندا لدى دولة الإمارات، وعبدالله جاسم بن كلبان، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم، وكالي هاركي، النائب التنفيذي للرئيس لأعمال المعادن والطاقة والمياه في شركة أوتوتيك الفنلندية لتكنولوجيا التعدين، المقاول الرئيسي الذي تولى تنفيذ أعمال بناء المنشأة. عمليات التكليس وتم الانتهاء من أعمال بناء منشأة عمليات التكليس دون ساعات عمل مفقودة نتيجة الإصابات، وسجل مشروع المصفاة بأكمله مؤخراً أكثر من 20 مليون ساعة عمل غير مفقودة نتيجة إصابة. وفي هذه المناسبة، قال عبدالله جاسم بن كلبان: «يعد إنجاز قسم رئيسي من مصفاة الطويلة للألومينا علامة بارزة في مسيرة تطوير هذا المشروع الضخم الذي سيُؤمِّنُ لمصاهر الألمنيوم التابعة للشركة الإمدادات اللازمة من المواد الخام بتكلفة تنافسية. ونواصل اليوم تحقيق تقدم جيد في تنفيذ المشروع ككل، ولا يسعني إلا أن أهنئ كل من ساهم في هذا الإنجاز المهم». وتقوم شركة الإمارات العالمية للألمنيوم بتشغيل مصهرين للألمنيوم في كل من أبوظبي ودبي، وتعمل على تطوير مشروعين كبيرين لتوسيع عملياتها الحالية في مجال تعدين وصهر الألمنيوم بالإضافة إلى التوسع نحو أسواق دولية جديدة. وبمجرد دخولها حيز التشغيل الكامل، من المتوقع أن تنتج مصفاة الطويلة للألومينا حوالي مليوني طن من الألومينا سنوياً، مما يلبي 40 من احتياجات الشركة من الألومينا. ويعمل حوالي 490 شخصاً ضمن فريق العمليات استعداداً لتشغيل مصفاة الطويلة للألومينا، بما في ذلك أكثر من 60 مواطناً إماراتياً، وتم حتى اليوم إنجاز أكثر من 400 ألف ساعة من أعمال الاستعداد التشغيلي، بما في ذلك 13600 يوم من التدريب. وتجدر الإشارة إلى أن شركة الإمارات العالمية للألمنيوم وقعت سابقاً اتفاقية مع شركة البوكسيت في جمهورية غينيا لتوريد مادة البوكسيت لمصفاة الطويلة للألومينا، وتعمل الشركة أيضاً على تجهيز منجم للبوكسيت ومرافق التصدير المرتبطة به في غينيا، في ما يمثل أكبر استثمار صناعي جديد في البلاد خلال الـ 40 سنة الماضية. تكرير خام البوكسيت وتمثل عملية التكليس المرحلة النهائية في تكرير خام البوكسيت إلى مادة الألومينا، وتنطوي هذه العملية على تسخين بلورات الألومينا لإزالة الماء المتبقي فيه، وتحتوي منشأة عمليات التكليس في مصفاة الطويلة للألومينا على فرني تكليس، طول كل منهما 84 متراً وارتفاعهما 46 متراً، وهما مزودين بمدخنتين يصل ارتفاع كل منهما إلى 60 متراً، علماً بأن الطاقة الإنتاجية لكل فرن تبلغ 3500 طن في اليوم. وتستخدم المصفاة تقنية الطبقة المميعة الدوّامية (Circulating Fluid Bed) من شركة أوتوتيك، الرائدة في قطاعها والتي قامت حتى اليوم بتركيب أكثر من 60 فرن تكليس دوّار اعتماداً على هذه التقنية في جميع أنحاء العالم. 80 % من إنتاج «الإمارات العالمية» ذات قيمة مضافة سجلت شركة الإمارات العالمية للألمنيوم إجمالي حجم أنتاج بلغ 2.6 مليون طن من الألمنيوم المسبوك، خلال العام 2017، ما يجعل الإمارات خامس أكبر البلدان المنتجة للألمنيوم في العالم، فيما تمثل المنتجات ذات القيمة المضافة من إجمالي إنتاج الشركة نحو 80%، ما يجعلها واحدة من أعلى النسب في قطاع إنتاج الألمنيوم على مستوى العالم. وتزود شركة الإمارات العالمية للألمنيوم 10% من إجمالي إنتاجها إلى 26 شركة متخصصة في تصنيع منتجات من الألمنيوم في دولة الإمارات العربية المتحدة. ويعمل في قطاع صناعة الألمنيوم المتنامي في الدولة نحو 30 ألف موظف، مما يجعله القطاع الأضخم من حيث تعداد العاملين فيه مقارنة مع بقية القطاعات الصناعية الأخرى التي تعتمد بشكل مكثف على الطاقة، ويعمل في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم نحو 7000 موظف، بينهم نحو 1200 مواطن إماراتي. وتمتلك شركة الإمارات العالمية للألمنيوم محطات طاقة خاصة بها في كلا الموقعين، حيث تلبي احتياجاتها من الكهرباء، وتبلغ طاقة توليد الكهرباء في الشركة، 4505 ميغاوات، لتكون بذلك ثالث أكبر مولد للكهرباء في دولة الإمارات بعد «هيئة كهرباء ومياه دبي» (ديوا)، و«هيئة مياه وكهرباء أبوظبي». كما تقوم الشركة بإنتاج المياه من وحدات تحلية المياه في محطات الكهرباء التابعة لها. وبالإضافة إلى تلبية احتياجاتها الخاصة من المياه، تقوم الشركة بإمداد دبي بـ 1,5% من احتياجات الإمارة من المياه، وكذلك تلبية احتياجات عملائها في قطاع شركات بيع وتعبئة المياه. مستمرون في التصدير للسوق الأميركي أكد عبد الله جاسم بن كلبان، استمرار صادرات الشركة من منتجات الألمنيوم عالية الجودة إلى السوق الأميركي، على الرغم من فرض السلطات الأميركية لرسوم على وارداتها، وقال ابن كلبان، إن السوق الأميركي يستحوذ حالياً على 18% من إجمالي إنتاج الشركة، بواقع 450 ألف طن سنوياً، لافتاً إلى أنه يتم تصميم منتجات بمواصفات ومتطلبات دقيقة وضعت خصيصاً من قبل عملاء «الإمارات للألمنيوم» بالسوق الأميركي لتلائم استخداماتهم الصناعية.وأوضح أن «الإمارات العالمية للألمنيوم» ستواصل التعاون عن كثب مع عملائها في الولايات المتحدة، والبالغ عددهم 51 عميلاً في 20 ولاية أميركية، لتزويدهم بمنتجات تلبي احتياجاتهم كافة، منوهاً إلى أن التأثيرات التي ستطال مستويات العرض والطلب في هذا السوق من قرار فرض رسوم استثنائية.