فتحت بورصة الانتقالات الشتوية أبوابها بالأمس، وتسعى أندية الدوري الإنجليزي إلى الاستفادة من فترة الانتقالات الحالية من أجل تدعيم صفوفها لسد ثغرات تم التأكد خلال الفترة الماضية من تأثيرها السلبي على طموحات الكبار في التواجد بالمربع الذهبي، خاصة أن رقعة المنافسة اتسعت وتمردت للمرة الأولى منذ سنوات على الرباعي التقليدي “تشيلسي ومانشستر يونايتد وأرسنال وليفربول” لتسمح بتواجد توتنهام ومانشستر سيتي وأستون فيلا، في الوقت الذي يتراجع ليفربول عن مكانته الطبيعة بعد مرور 20 مرحلة من البريميرليج ليحتل المركز السابع برصيد 33 نقطة وبفارق 12 نقطة عن المتصدر تشيلسي. وجاء توقيت إقامة بطولة الأمم الأفريقية التي تنطلق بعد أيام في أنجولا ليحرك المياه الراكدة في بورصة الانتقالات، حيث تسعى أندية المقدمة التي يبلغ عددها 7 والتي اكتسبت اسماً جديداً وهو “السباعي الكبير أو البيج فور” إلى التعاقد مع بعض اللاعبين لسد الثغرات وتقوية الصفوف، ولتعويض الغياب الإجباري للنجوم الأفارقة الذي قد يمتد لشهر كامل. وعلى الرغم من تعهد مدرب تشيلسي كارلو أنشيلوتي بالجري عارياً في الثلوج إذا قام بالتعاقد مع أي لاعب خلال فترة الانتقالات الشتوية، إلا أن الغياب الإجباري لهداف الفريق ديديه دروجبا ومواطنه كالو للانضمام إلى كوت ديفوار في أمم أفريقيا التي تيدأ بعد عدة أيام في أنجولا، وهو ما ينطبق على النيجيري أوبي ميكل والغاني مايكل ايسيان قد يدفعه إلى تغيير قناعاته، وتشير الدلائل الأولية إلى استمرار البلوز في مطاردة الأرجنتيني سيرجيو أجويرو “زوج ابنة مارادونا”، كما أن توفر الفرصة للحصول على الفرنسي فرانك ريبيري قد يدفع إدارة تشيلسي إلى إنفاق الملايين لحسم الصفقة على الرغم من انتهاء سياسة البذخ في التعاقدات مع لاعبين جدد والتي كان يعتمدها مالك النادي رومان ابراموفيتش في السنوات الماضية. من جانبه، يحتاج اليكس فيرجسون إلى تدعيم صفوف الشياطين الحمر بمهاجم صريح، وجناح أيسر ولاعب وسط مبدع يستطيع صناعة الأهداف وتسجيلها، كما يرغب المدير الفني لليونايتد في تعويض مدافعه الصربي نيمانيا فيديتش في حال أصر على الرحيل والانضمام إلى الريال، وصحيح أن الاحتياج يختلف عن ما يفكر فيه فيرجسون في بعض الأحيان، إلا أن الفترة الماضية أثبتت أن اليونايتد يحتاج إلى التدعيم في ظل تراجع المستوى عقب رحيل نجمه الأول كريستيانو رونالدو، فلم يستطع النجم الاكوادوري أنطونيو فالنسيا على الرغم من مهاراته وقدراته اللافتة تعويض غياب اللاعب الأغلى في العالم. ومن بين الأسماء التي سجلها فيرجسون في ورقة يحتفظ بها إدين دزيكو لاعب فولفسبورج الألماني، ولويس سواريز لاعب أياكس، ودافيد فيا نجم فالنسيا وأنخيل دي ماريا جناح بنفيكا، بالإضافة إلى دافيد سيلفا من فالنسيا، وبرونو ألفيس مدافع بورتو. ويمتلك فيرجسون ميزانية لا تقل عن 60 مليون جنيه استرليني من أجل دعم الصفوف، وقد يقوم بالاستغناء عن ناني في إطار صفقة الحصول على دي ماريا. فينجر يفكر في دزيكو والشماخ يمتلك أرسين فينجر فريقاً شاباً يحقق نتائج جيدة في الدوري حتى الآن، فهو يحتل المركز الثالث برصيد 41 نقطة وله مباراة مؤجلة يؤهله الفوز بها إلى تضييق الفارق مع المتصدر تشيلسي إلى نقطة واحدة، كما يمتلك قوة هجومية كبيرة نجحت في تسجيل نسبة الأهداف الأعلى في الدوري حتى الآن. وعلى الرغم من ذلك يسعى فينجر من خلال ميزانية لا تتجاوز 10 ملايين جنيه استرليني إلى الحصول على خدمات لاعب أو أكثر من قائمة تضم المغربي مروان الشماخ والبوسني إدين دزيكو والإنجليزي كارلتون كول مهاجم وست هام، ولعل إصابة روبن فان بيرسي تكون المحرك الأكبر لأرسين فينجر للدخول في بورصة الانتقالات الشتوية، ولكن محدودية الموارد المالية قد تدفعه إلى بيع بعض اللاعبين الذين فقدوا بريقهم في الفترات الأخيرة، والتعاقد مع نجوم جدد. توتنهام.. نعم للبيع لا للشراء لم يتردد هاري ريدناب المدير الفني لتوتنهام الذي يقدم مستويات جيدة هذا الموسم مكنته من اختراق المربع الذهبي في التصريح بأنه ليس في حاجة إلى الدخول في سباق الصفقات الشتوية، فالفريق يمتلك بدائل جيدة في جميع المراكز، ولكن بعض التقارير تقول إن رديناب لازال يفكر بجدية في الحصول على توقيع لاعب الوسط المدافع البرازيلي ساندرو لاعب فريق انترناسيونال، كما يحتاج توتنهام إلى تدعيم صفوفه بحارس مرمى قد يحتاج إلى خدماته في أوقات الطوارئ. وبالنسبة للميزانية المقررة للتعاقدات فقد أعلن رئيس النادي أن بيع بعض اللاعبين هو مصدر تمويل الصفقات الجديدة في حال رغب ريدناب في دعم صفوفه، ومن أبرز الأسماء المرشحة للرحيل المكسيكي جيوفاني دوس سانتوس والروسي رومان بافليتشينكو والأسكتلندي آلان هوتون، ولن يكون رحيل ديفيد بينتلي مفاجأة كبيرة. سيتي يدعم خطوطه الخلفية ارتبط اسم مانشستر سيتي في الفترات الأخيرة بالقدرة على جذب أشهر وأكبر نجوم العالم، وعلى الرغم من كثرة التقارير التي تتناول رغبة النادي الطامح إلى غزو عالم الكبار في الحصول على هذا اللاعب أو ذاك، إلا ان الاحتياجات الفعلية ستكون هي المحرك الأهم للإيطالي مانشيني المدير الفني للفريق الذي يخطط للحصول على قلب دفاع في ظل غياب كولو توريه المنضم إلى كوت ديفوار في أمم أفريقيا. وفي ظل إصابة جوليون ليسكوت وعدم قدرته على العبير عن نفسه جيداً منذ انتقاله إلى صفوف سيتي الصيف الماضي، ومن بين الأسماء التي يخطط مانشيني إلى جلب بعضها قريباً مدافع باليرمو سيمون كاير، وجورجيو كيليني مدافع يوفنتوس، وأيفان كوردوبا ومايكون من الإنتر، ومن وست هام يفكر المدرب الإيطالي في ماثيو ابسون، وليس من المتوقع أن يسعى مانشستر سيتي للتعاقد مع بعض الأسماء الكبيرة إلا بحلول الصيف المقبل، ومن هذه الأسماء توريس وجيرارد وأجويرو وغيرهم من الأسماء الكبيرة، ولكن هذه الخطوة تظل مرهونة بالتأهل إلى دوري أبطال أوروبا. أستون فيلا.. التقشف ليس اختيارياً بعد أن نجح مارتن أونيل في قيادة أستون فيلا إلى مزاحمة الكبار على الرغم من ضعف قدرات الفريق المالية مقارنة مع الأندية الكبيرة، واعتماده بالدرجة الأولى على مجموعة متجانسة من اللاعبين يقودهم مدرب يمتلك ما يكفي من الخبرة والطموح، إلا أن هذه المعادلة لن تمنح الفريق القدرة على الاستمرار حتى نهاية الموسم، إذ يتوجب على أونيل دعم صفوفه ببعض اللاعبين الذين يضمنون له الاستمرار مع الكبار، فقد جاء تراجع أستون فيلا من المركز الرابع والخامس إلى السادس ليدق ناقوس الخطر، وتقول التقارير ان الفريق يريد التعاقد مع دافيد بينتلي وجيرمين جيناس على الرغم من صعوبة قبول توتنهام التعان مع أستون فيلا، مع عرض الاستغناء عن نيجيل ريو كوكير ومارلون هاروود ومصطفى ساليفو لاتمام الصفقات التعاقدية الجديدة، بالإضافة إلى توفر ميزانية لا تتجاوز 8 ملايين جنيه استرليني للذهاب إلى صفقات الشتاء، وقد يكتفي أونيل بنجومه الحاليين هيسكي وكارو وأجبونلاهور. ميزانية ليفربول “زيرو” ! يعيش رافا بينيتيز واحداً من أسوأ مواسمه في الأنفيلد، حيث يعاني ليفربول من نقص ملحوظ في الخيارات الهجومية، فضلاً عن مواجهة الفريق لحالة من عدم الاتزان طوال الموسم الحالي أسفرت عن تراجعه في جدول ترتيب الدوري إلى المركز السابع، وخروجه من دور المجموعات لدوري الأبطال على الرغم من أنه الفارس التاريخي للمسابقة، ويحتاج رافا الى استغلال بورصة الانتقالات الشتوية في دعم خطوطه الهجومية بمهاجم واحد على الأقل لتعويض غياب نجم هجوم الفريق وهدافه الأول فرناندو توريس حينما يغيب لأي ظرف، كما يحتاج الفريق إلى جناح أيمن متحرك يشعل الحماس في هذه الجبهة، فضلاً عن لاعب في وسط الميدان يجمع بين القدرات الدفاعية والميول الهجومية، ولم يحسم رافا قراراته في شأن الصفقات التي يفكر في إبرامها، فالميزانية لا تتجاوز (الصفر) في ظل الأوضاع المالية السيئة التي يعانيها الفريق، وسيكون على رافا التفكير جيداً في استغلال المقابل المالي الذي سيحصل عليه في حال قرر بيع ريان بابل وأندريا دوسينا وفيليب ديجين، وأندريه فورونين