تجتمع نخبة من القيادات النسائية بعد غد في أبوظبي لمناقشة دور المرأة في قطاع الطاقة النظيفة وذلك على هامش الدورة الثانية للمؤتمر الوزاري العالمي للطاقة النظيفة. وتقام هذه الفعالية ضمن مبادرة “تثقيف وتمكين المرأة في مجال الطاقة النظيفة” بالتعاون بين كل من أمانة “المؤتمر الوزاري للطاقة النظيفة” في وزارة الخارجية ومعهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا. وتهدف المبادرة إلى تشجيع المرأة وحثها على العمل في مجال الطاقة النظيفة واستغلال قدراتها الابداعية للإسهام في ابتكار حلول تلبي احتياجات طاقة الغد، وذلك عبر توفير منبر للتواصل والتفاعل بين القيادات النسائية الناشطة في القطاع. وتم إطلاق مبادرة “تثقيف وتمكين المرأة في قطاع الطاقة النظيفة” خلال الدورة الأولى “للمؤتمر الوزاري للطاقة النظيفة” بمشاركة 8 بلدان من بينها دولة الإمارات، إلى جانب مشاركة 30 من القيادات النسائية المتميزة حول العالم في مجال الطاقة النظيفة. وتكتسب هذه المبادرة أهمية خاصة لمعهد مصدر، أول جامعة للدراسات العليا في المنطقة تختص بالبحث والتطوير في مجالات العلوم والتكنولوجيا ذات الصلة بالطاقة المتجددة والتنمية المستدامة، حيث تشكل نسبة الطالبات 37% من إجمالي طلبة المعهد. كما تضم الهيئة التدريسية للمعهد بين صفوفها الدكتورة أمل الغافري، أول عضوة هيئة تدريس من مواطنات دولة الإمارات. ويأتي حرص معهد مصدر على تمكين المرأة وتنمية قدراتها تماشياً مع رؤية القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أكد أهمية مشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية وقيامها بدورها في المجتمع وسعى جاهداً لوضعها على قدم المساواة مع الرجل. وأكد الدكتور سلطان أحمد الجابر، المبعوث الخاص لشؤون الطاقة وتغير المناخ والرئيس التنفيذي لـ”مصدر”: “عملاً بتوجيهات القيادة الرشيدة وانسجاماً مع جهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، الهادفة لدعم المرأة وتمكينها في كافة مجالات الحياة والمجتمع، فإننا نبذل كافة الجهود لتطوير القدرات النسائية، لاسيما في جوانب العلوم والتكنولوجيا والهندسة”. وقال في بيان صحفي أمس “قامت دولة الإمارات بالتعاون مع شركائها في المؤتمر الوزاري العالمي للطاقة النظيفة بإطلاق “مبادرة تثقيف وتمكين المرأة في قطاع الطاقة النظيفة”، وذلك انطلاقاً من قناعتنا الراسخة بأن المرأة قادرة على القيام بدور محوري في كافة جوانب الفعاليات الاقتصادية”. وأضاف”بما أن الطاقة المتجددة لا تزال قطاعاً حديثاً نسبياً ويمتلك آفاقاً واعدة، فالوقت مناسب لتعزيز مشاركة المرأة الإماراتية فيه وتمكينها من تبوؤ مراكز قيادية لتساهم بشكل فاعل في الجهود الهادفة لضمان أمن الطاقة في المستقبل”. وأضاف: “تعد مشاركة المرأة في مجال الطاقة النظيفة أمراً حيوياً، إذ أن تطوير الحلول التقنية بالسرعة الكافية للحد من تداعيات تغير المناخ، يقتضي منا الاستفادة إلى أقصى حد من كافة الطاقات والخبرات المتاحة”. وزاد “إلى جانب سعينا لضمان تضافر كافة الجهود على المستوى الدولي في مواجهة تحديات تغير المناخ، يتعين علينا أيضا تشجيع مشاركة كافة أفراد المجتمع - بمن فيهم النساء - بشكل أكبر في التصدي لهذه التحديات. وقد تم إطلاق مبادرة “تثقيف وتمكين المرأة في قطاع الطاقة النظيفة” لهذا الغرض بالذات”. وأكد أن جميع السيدات المشاركات في المبادرة قدمن مساهمات قيّمة لقطاعي الطاقة والتنمية المستدامة. وأعرب عن أمله في أن تكون المبادرة منبع إلهام للجيل القادم من النساء وتشجعهن على تقديم مساهمتهن الخاصة في هذا الشأن. وأكد حرص دولة الإمارات كل الحرص على تعزيز دور المرأة في النهضة التي يشهدها قطاع الطاقة النظيفة. ويلقي الدكتور فريد موافنزاده، رئيس معهد مصدر، الكلمة الافتتاحية في فعاليات مبادرة “تثقيف وتمكين المرأة في مجال الطاقة النظيفة” هذا العام، تليها الكلمة الرئيسية لكل من ليك فريس، وزير الطاقة وتغير المناخ والمساواة بين الجنسين في الدنمارك؛ وديبيو بيترز، وزير الطاقة في جنوب أفريقيا؛ ومود أولوفسون، وزير الطاقة والمشاريع في السويد؛ وستيفانيا بريستيجياكومو، وزيرة شؤون البيئة البرية والبحرية في إيطاليا. بالإضافة إلى ذلك تقوم كل من رزان خليفة المبارك، الأمينة العامة لهيئة البيئة في أبوظبي، والدكتورة نوال الحوسني، المديرة المشاركة للتنمية المستدامة في مصدر، بإلقاء كلمة خاصة بهذه المناسبة. كما تشارك الدكتورة جورجيتا فيديكان، الأستاذة المساعدة في هندسة وإدارة النظم في معهد مصدر، في حلقات النقاش المقررة بشأن سبل تعزيز مشاركة النساء في مجال الطاقة النظيفة وحثهن على دراسة التخصصات العلمية التي تتيح لهن الإسهام بشكل أفضل في تحقيق ثورة الطاقة النظيفة. وتشمل فعاليات مبادرة “تثقيف وتمكين المرأة في مجال الطاقة النظيفة” عقد حلقتي نقاش، تتمحور الأولى حول “الحاجة لمشاركة المرأة في مجال الطاقة النظيفة”، حيث يتم تناول العراقيل التي تقف أمام مشاركة المرأة في مجال الطاقة وبحث سبل التغلب عليها. أما الحلقة الثانية بعنوان “السياسات الذكية الكفيلة بدعم الدور القيادي للمرأة في مجال الطاقة النظيفة”، فتتناول أفضل السبل لاستغلال مبادرة “تثقيف وتمكين المرأة في مجال الطاقة النظيفة” من أجل النهوض بدور المرأة في مجال الطاقة النظيفة. وتضم اللجان المشاركة في كلتا الحلقتين نخبة من الشخصيات النسائية البارزة العاملة حاليا في مجال الطاقة في الهيئات الحكومية والخاصة وذلك لتقديم نموذج يُحتذى ويساهمن في تحفيز غيرهن من النساء ودفعهن نحو دراسة مجالات الطاقة والعلوم والتكنولوجيا. وتشكل النساء حسبما ورد في دليل الموارد حول شؤون الجنسين وتغير المناخ الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، أكثر من 50% من سكان العالم، لكنهن يمثلن أقل من 20% من القوى العاملة في مجال الطاقة. وبناء عليه، تسعى حكومة دولة الإمارات لسد الفجوة بين الجنسين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة حتى يتسنى للمرأة أن تلعب دورا أكبر في انتقال الدولة نحو اقتصاد المعرفة. وتعكس رسالة معهد مصدر ومهمته الرئيسية هذا التوجه بالتحديد، حيث يعمل المعهد على إتاحة الفرصة أمام الطلبة المؤهلين من الرجال والنساء للحصول على الشهادات العليا في مجالات الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة والبيئة والمياه وهندسة وإدارة النظم والمواد المتقدمة.