امتلأت قاعة الاحتفالات بفندق إنتركونتيننتال في أبوظبي، أمس، بالأطفال الفائزين بمسابقة حملة هيئة الصحة -أبوظبي “صحتي.. اختياري أنا”، التي ارتأت أن تكون شريكتها مجلة “ماجد” بوصفها وسيلة إعلامية تخاطب الطفل بلغة محبّبة إليه من خلال شخصياتها المحبّبة. في حفل بهيج أقيم لتكريم الفائزين بمسابقة هيئة الصحة- أبوظبي “صحتي.. اختياري أنا” صعد الأطفال تباعاً على خشبة المسرح ليتلقوا هداياهم من الهيئة، ولدى خروجهم، كانت لهم مفاجأة من “ماجد” تمثلت بكرة لعب وكوب المجلة وأعدادها الستة المشاركة في الحملة وقبعة إلى جانب شهادات تكريمية وهدايا ثمينة تشجيعية منها لعبة WII المشهورة بحثّ الأطفال على الحركة بدل الجلوس لساعات أمام شاشات الكومبيوتر قدمتها هيئة الصحة- أبوظبي. وكان للمدارس تقدير أيضاً حيث أنها شاركت في الحملة وقدمت مجموعات الطلبة لديها مشاريع توعية عن الصحة والتغذية السليمة بإشراف أساتذة كرّمتهم الهيئة، ونالت المجموعات المكرمة أجهزة كومبيوتر محمولة “أبيل” من أجل برامج التصميم، كما نال الأفراد أجهزة كومبيوتر محمولة. أصحاب القرار وقالت فاطمة سيف، رئيس تحرير مجلة “ماجد”، إن “الأطفال لهم تأثير كبير على العائلة، وبشكل ما هم أصحاب القرار وإن جزئياً كما أنهم جيل المستقبل”. أما التكريم الأهم للأطفال، المشاركين والفائزين في مسابقة “صحتي.. اختياري أنا”، فهو في عرض عدد من مشاريعهم الفائزة على مدخل قاعة المسرح إلى جانب شخصية ماجد وفقرات ملوّنة من “ماجد” تظهر كيف تصل المعلومات إلى قلب الأطفال من خلال شخصيات أحبّوها. ويشار إلى أن “ماجد” ومنذ عام، بدّلت نوعية الأوراق التي تطبع عليها نسخ أعداد المجلة بأوراق بالوسع إعادة تدويرها، وذلك تأكيداً على اهتمامها بالصحة والبيئة التي يعيش فيها الطفل. وبعد كلمة الترحيب، وقف الجمهور الحاضر للنشيد الوطني الإماراتي، وألقى خالد فولاذ، مدير دائرة الرقابة الصحية في الهيئة، كلمة نقل من خلالها تحيات رئيس الهيئة الدكتور أحمد المزروعي، وتحدث عن إطلاق الهيئة للحملة بشراكة كاملة مع مجلة “ماجد”، معتبراً أن الأطفال والشباب يشكلون نصف الحاضر وكل المستقبل. ولفت إلى خطورة نتائج توصلت إليها هيئة الصحة - أبوظبي حول الصحة، وعن برامج الهيئة ومنها برنامج “وقاية” الذي كشف أن ثلث مواطني الإمارات يعانون السمنة الزائدة، وأن ثمة مواطناً من بين كل خمسة مواطنين مصاب بداء السكري، معتبراً أن هذه المعدلات خطيرة على الصعيد الصحي لأبناء الإمارات. وأضاف فولاذ “سعت الهيئة بكل جهدها للتخطيط للمستقبل، فتبنّت خطة استراتيجية تقوم على التعامل مع الأطفال لجعل حياتهم أفضل، وذلك من خلال وضع منهاج صحي مدرسي للمدارس وتدريب الأطفال والشباب التلامذة على مهارات تتعلق بصحتهم. وجاء المشروع مع مجلة “ماجد” في إطار برنامج “صحتي في إطار مدرستي”، وكان للهيئة شركاء في هذه الحملة هم مجلس أبوظبي للتعليم وشركة أبوظبي للخدمات الصحية- صحة”. الصحة منتج في كلمة له، استعرض الدكتور محمود إبراهيم مدير قسم التثقيف الصحي في الهيئة، دورها ورؤيتها في التعامل مع الأطفال والشباب، موضحاً أن “الصحة ليست كما يعتقد البعض هي طبيب وممرض، لأنها تختلف بمفهومها تماماً عن الخدمات الطبية، إنما هي منتج نصنعه بأنفسنا وجميعنا”. وإزاء اعتبار منظمة الصحة العالمية أن المنتج الأول للصحة هو ربّة المنزل، دعا الدكتور إبراهيم إلى الاتفاق على أن الأطفال أيضاً هم أصحاب القرار، وليسوا مفعولا بهم إنما هم فاعلون، ومن هذا المنطلق جاء حرص الهيئة للتعامل مع الأطفال ووضع برامج لها معهم وتخصص لهم. ولفت إلى أن اختيار الشريك ممثلاً بمجلة “ماجد” في شركة أبوظبي للإعلام، لم يأت من فراغ، وإنما استند إلى انتشارها الواسع بين الأطفال والمدارس على مستوى الإمارات ككل، كما على مستوى العالم العربي. وتحدث عن فريق التحرير والتصميم والرسم في “ماجد” ومدى التعاون الذي ساد أجواء الحملة، والهدف هو زيادة الوعي الصحي والمعرفة الصحية، كما توجّهت الهيئة إلى المدارس، وكانت النتيجة شراكة فعالة بحيث أن 17 مدرسة شاركت في الحملة من خلال تقديم مشاريع صحية بأسلوب التلامذة وإبداعاتهم، كما اختارت لجنة الفرز مع مشاركات الأفراد من قراء “ماجد” الذين استجابوا للمسابقة وسجلت أكثر من 700 مشاركة جاء عدد منها من مختلف الدول في العالم العربي. ثقافة إيجابية تحدثت الدكتورة سمية المرزوقي، مديرة دائرة الصحة المدرسية في شركة أبوظبي للخدمات الصحية- صحة، عن الأثر الإيجابي والفعال للتعاون مع “ماجد”، واعتبرت في كلمة لها أن ما شهدوه من مشاركات يؤكد فعالية الحملات الصحية. وعرضت المرزوقي للحملات التي تقوم بها الشركة ومنها حملات التوعية لأطفال المدارس حول كيفية التعامل مع ازدياد نسبة السكري في الدم، ولجأت إلى أساليب تخرج عن أسلوب التلقين عبر المسرحيات والمشاريع الطلابية والمسيرات والمسابقات، وتحدثت في هذا الإطار عن مدى تأثير شخصيات “ماجد” على الأطفال، خصوصاً أنها شخصيات محببة وقريبة منهم، كما أثبتت حملة “صحتي.. اختياري أنا” في المجلة. من جهتها، اعتبرت سيف، رئيسة تحرير مجلة “ماجد”، أن صفحات “ماجد” وعلى مدى أسابيع الحملة الستة ومع ستة أعداد من “ماجد” شكّلت بألوانها وشخصياتها بوابة العبور لهيئة الصحة- أبوظبي إلى الأطفال في أبوظبي بالدرجة الأولى والإمارات، كما وصلت الرسالة إلى جميع أطفال العالم العربي. وأشارت إلى أنه بفضل “ماجد” و”كسلان جداً” و”أمّونة” و”مدرسة البنات”، شخصيات مجلة “ماجد”، صارت المهمة أسهل، موضحة أن إدارة المجلة شعرت بشراكتها مع هيئة الصحة بشرف المهمة التي أوكلت إليها وأهمية المسؤولية”. وأضافت “نحتفي بالصغار وقد وصلتهم الرسالة، وهم بدورهم سيمررونها لأقرانهم كي لا ينته الخير أبداً”. واعتبرت أن حملة “صحتي.. اختياري أنا” هي حملة لتبني ثقافة إيجابية للعيش السليم، تتطلب جهداً ووعياً، وبالتحديد صبراً أكبر، وهي حملة ستكون ملموسة بشكل ملحوظ عندما يتبناها الأطفال. ويشار إلى أن الجوائز وزعت على الفائزين دون ترتيب معين، فالذين فازوا، وخصوصاً في فئة الأطفال المشاركين فرادى أو ضمن مدارسهم، لم يتم التمييز بينهم ليعتلوا المسرح معاً ويحتفلون معاً بفوزهم في المشاركة. عملية توعية لفتت الدكتورة فاطمة سيف، رئيس تحرير ماجد، إلى أن المشاركات جاءت من خلال المجلة المطبوعة ومن خلال موقع المجلة الإلكترونية، مؤكدة مدى تأثر الأطفال بالشخصيات التي يحبونها في مجلات الأطفال، واعتبرت أن الوسائل الإعلامية بوسعها لعب دور فعّال في توعية جيل المستقبل. كما رأت أن عملية التوعية تحتاج إلى وقت أطول، كي يتبنى الطفل المعلومة وينقلها لأقرانه ولأهله، وبوسعه التأثير فيمن حوله. وعن اختيار مجلة “ماجد”، قالت إن عمرها 32 سنة وبالتالي ربّت هذه المجلة أجيالاً ولا تزال تواكب الأجيال الجديدة مواكبة للعصر بشخصياتها وما تقدمه من معلومات. تغيير سلوك المجتمع في حديث مع “الاتحاد”، أشار خالد فولاذ مدير دائرة الرقابة الصحية في هيئة الصحة - أبوظبي، إلى أن للدائرة صلاحية الرقابة على المنشآت الصحية ككلّ، ومن ضمنها منشآت المدارس الصحية للتأكد من اتباعها القانون في المجال الصحي وفق المعايير العالمية المعتمدة من الهيئة. ولفت إلى أن الهيئة لها صلاحيات الإيقاف عن العمل إذا لاحظت خللاً في هذا المجال، مذكراً بإيقاف بعض المدارس التي لجأت إلى ممرضات غير مرخص لهنّ العمل في الدولة. وعن تعاون الهيئة مع جهات إعلامية وعن دور الإعلام كوسيط بين الجمهور والهيئة، قال إنه في العام 2009، جمعت الهيئة معلوماتها من خلال برامجها، ورأت ضرورة استهداف تغيير سلوك المجتمع، لذلك كان الاتصال مع جريدة الاتحاد وتلفزيون أبوظبي وقنوات أخرى ومدارس من أجل تغيير سلوكيات المجتمع بأسلوب يقترب من الناس من دون أن يلقي بالأوامر عليهم، لأن الناس في العادة لا يتقبلون فعل الأمر. وأضاف “من هنا رأينا ضرورة أن نكون معهم في القارب نفسه من خلال التوعية، ومن هنا جاءت فكرة التواصل مع الأطفال من خلال الحملة والمسابقة في مجلة “ماجد”. استراتيجية وقائية الدكتور محمود إبراهيم مدير قسم التثقيف الصحي في الهيئة، شرح استراتيجية الهيئة في التوجه للأجيال المقبلة، بحيث لدى ملاحظة مشاكل صحية مع الناس لا بد من تلافيها من خلال الأجيال المقبلة، خصوصاً أن هناك الكثير من المشاكل الصحية التي نشأت عن السلوكيات الصحية غير السليمة. وأضاف أن “الهيئة إذا فازت بالاتجاه الذي اختطته عبر التوعية وزيادة المعرفة كخطوة أولى للأجيال الصغيرة السن حالياً، نكون قد أثرنا على مستقبلهم وعلى مستقبل الأسرة”. ولفت إلى أهمية الوسيط الإعلامي لنقل المحتوى الصحي للقراء ببساطة ويسر ومن خلال الشخصيات المحبوبة، وقد رأينا أن مجلة “ماجد” بالتحديد محبوبة جدا ليس على مستوى الإمارات وحسب، إنما على مستوى الخليج وعلى مستوى العالم العربي ككلّ.