حسونة الطيب (أبوظبي)


سوق سيومون دايغو، غارقة في التاريخ، وهي بلا شك أكبر وأقدم مؤسسة في مدينة دايغو الكورية الجنوبية، وتنقسم السوق إلى 6 مناطق رئيسة، حيث تضم نحو 4 آلاف من المحلات التجارية. تبرع هذه السوق في المنتجات ذات الصلة بأعمال الحياكة وبالنسيج مثل، الحرير والساتان والكتان والقطن والملابس التريكو والجاهزة من الرجالية والنسائية والأطفال بكافة أنواعها وألوانها، كما يمكن لزوار السوق، الحصول على تشكيلة رائعة من المصنوعات اليدوية والفضية والمأكولات المجففة.
وبالحديث عن سوق سيومون، يعود بنا التاريخ للإمبراطورية الكورية في سنة 1669، ليتجاوز عمرها الآن 300 عام، حيث كانت تعرف وقتها بسوق البوابة الغربية لقلعة دايغو، واحدة من أكبر ثلاث أسواق تقليدية في كوريا الجنوبية، والتي أسهمت بشكل كبير في التنمية الاقتصادية للمدينة.
وتم بناء السوق في شكلها الحالي في العام 1920، حيث تتميز بنظامين حديثين للتبريد والتدفئة ومساحة مواقف تكفي لنحو 800 سيارة.
ومع أن أجزاء من السوق مفتوحة على الهواء مباشرة أو في بنايات صغيرة، إلا أن معظم المحلات تقع في بنايات كبيرة تضم المئات والآلاف منها. تعتبر البناية رقم (2) الأكبر بين هذه البنايات والتي دمرها حريق في 2005، وهي تحتضن معظم محلات القماش، كما تسبب الحريق في دمار 680 متجراً. وتصطف على جوانب الطرق الفرعية، نحو 80 مطعماً، تقدم أشهى أنواع الطعام الكوري المحلي الذي يوجد في دايغو فقط. وبالإضافة إلى ذلك، تقدم السوق المأكولات الصينية واليابانية، وغيرها من الأطباق العالمية التي ترضي ذوق زوارها، وتشكل هذه المحلات ما يعرف بسوق سيومون دايغو الليلية، التي بدأت عملها في العام 2016 كأكبر سوق ليلية في العالم.
وبجانب نشاطها كسوق تقليدية، تعمل سيومون دايغو، كحاضنة للمؤسسات الناشئة لدعم التجار المحتملين الجدد، من خلال نظام السوق التنموي المتنوع، الذي يساعد هؤلاء بتوفير مساحة مستقرة لهم، حتى الوقوف على أقدامهم كرواد أعمال ناجحين. وتمثل السوق نموذجا ابتكارياً، حيث تتحول السوق التقليدية، لمكان يعج بالحياة والنشاط لجيل الشباب الكوري.
كما تقوم السوق بإحياء مهرجان سنوي في شهر أكتوبر من كل عام منذ 1997. تتضمن نشاطات المهرجان، استعراض لبوبوسانغ (الباعة المتجولين المسجلين)، بجانب البرامج الأخرى المختلفة مثل، العروض التي تقدمها فرق الإيقاع الكورية التقليدية والعروض في الشوارع. جمعية تجار السوق هي المعنية بتنظيم المهرجان، الذي يعزز السوق، من خلال تقديم العديد من عوامل الجذب والفعاليات التي يمكن للجميع المشاركة فيها والتمتع بها.