إيهاب الرفاعي (منطقة الظفرة)
في مفارقة غريبة نادراً ما تحدث يتدخل القدر في الوقت الحاسم لينقذ شاباً عربياً وجد نفسه متهماً من قبل صاحب الشركة التي يعمل فيها بالتزوير والاشتراك في جريمة لتقضي المحكمة عليه بالسجن 10 سنوات، والإبعاد عن الدولة بعد انقضاء العقوبة.
وخلال تنفيذ الشاب للعقوبة داخل المؤسسة العقابية، تفاجأ بوجود صاحب الشركة يقضي عقوبة الحبس على ذمة قضية مالية معه في السجن نفسه ليكتشف أنه لم يتقدم ضده بشكوى في البلاغ الذي تقدم به إلى الشرطة حول وجود تزوير في محررات رسمية.
وتعود تفاصيل القضية، عندما اكتشف صاحب الشركة وجود تزوير في محررات رسمية وتلاعب في أوراق تخص الشركة ليتقدم ببلاغ إلى الجهات المختصة التي باشرت التحقيق مع الأشخاص المتهمين بتلك الجريمة، ويعترف أحد المتهمين أن المسؤول عن تلك الأوراق والعمليات هو الشاب العربي ليتم القبض عليه وتقديمه للمحاكمة، ويعجز الشاب أن يقدم ما يثبت عدم اشتراكه في تلك الجرائم ليجد نفسه مداناً بتلك الجريمة، ويحاكم وتقضي المحكمة عليه بالسجن 10 سنوات والإبعاد عن الدولة.
وبعدها، سلم الشاب أمره إلى الله عز وجل ليقدم له القدر صاحب الشركة داخل نفس المؤسسة العقابية في جريمة مالية خاصة بعدم الوفاء بسداد شيكات إلى أصحابها، ويؤكد له صاحب الشركة أنه لم يدرج اسمه في البلاغ المقدم للشركة، كما أنه لم يكن المسؤول عن تلك المحررات التي تم ضبط التزوير فيها كما ادعى المتهمان الآخران.
ويسارع الشاب بتقديم طلب إلى محكمة الاستئناف لسماع أقوال شهادة صاحب الشركة الذي تقدم بالبلاغ الخاص بالقضية التي حكم عليه فيها بالسجن 10 سنوات والإبعاد.
وأمام محكمة الاستئناف، برئاسة المستشار بالقاسم بكي في محكمة الظفرة وقف صاحب الشركة أمام المحكمة ليؤكد أنه لم يدرج اسم هذا الشاب في البلاغ وأنه لم يكن المسؤول عن المحررات التي تم ضبط التزوير فيها، وأن البلاغ الذي تقدم به يخص أفراداً آخرين كانوا مسؤولين عن تلك المحررات، وأن المتهم الشاب كان مسؤولاً عن أعمال أخرى في شركته.
وبناءً عليه، قضت المحكمة بتعديل الحكم على الشاب العربي من السجن 10 سنوات إلى السجن 6 شهور ليخرج الشاب سعيداً بتدابير القدر الذي أنقذه من 10 سنوات سجن في جريمة لم يكن المسؤول عنها.