كشفت نتائج دراسة قام بها مركز البحوث الشرطية في شرطة الشارقة حول ''العنف الأسري في المجتمع '' أن 50 % من الأسر التي يتراوح عدد أفرادها ما بين 5- 7 أفراد ويسكنون في بيوت شعبية وشقق سكنية ترتفع فيها معدلات العنف الأسري عن مثيلاتها من الأسر صغيرة الحجم أو التي تقطن داخل فيلات تملكها· وأجريت الدراسة التي قام بها الدكتور ناجي محمد هلال أستاذ علم الاجتماع ورئيس شعبة بحوث الجريمة في المركز، على عينة قوامها مائة من المواطنين المتزوجين أو الذين سبق لهم الزواج، 50 من الرجال و50 من الإناث من العاملين والعاملات في جهاز شرطة الشارقة· وكشفت النتائج عن حدوث ممارسات العنف الأسري بشكل يومي أو أسبوعي أو شهري وتراوحت الممارسات ما بين السخرية والاستهزاء والسب وعدم الاهتمام والإهمال لأحد أفراد الأسرة وحبس أحد الأفراد في المنزل أو طرده أو التهديد بالضرب أو الضرب الفعلي· وبيّنت الدراسة أن 96 % من العينة لم يقوموا بتصعيد ممارسات العنف الأسري وإبلاغ الجهات الرسمية عنها وأن الأربعة في المائة فقط هم من رفعوا الممارسات إلى الجهات الرسمية مثل الشرطة والمحاكم وأن البعض منهم لم يقوموا بالإبلاغ بأنفسهم بل قام الجيران والغرباء بالإبلاغ· وأظهرت النتائج أيضاً أن بعض ممارسات العنف الأسري قد تحدث في ظل حضور آخرين وتفاوتت الاستجابات في هذا الصدد حيث أفاد 17% بأن العنف يتم في حضور الأبناء وأن 8 % منهم أكدوا حدوثه أمام الأهل والأقارب بينما أشار 11 % إلى أنه يحدث أمام الجيران وأن 9 % منهم أكدوا حدثه أمام الغرباء· وأسفرت النتائج أن ردود أفعال الأشخاص الذين تعرضوا للعنف الأسري تراوحت بين البكاء والاحتجاج والامتعاض والشكوى للأهل والسب وتبادل ممارسات العنف ورفع الأمر للقضاء وطلب الطلاق في بعض الحالات المحدودة· وبيّنت الدراسة أن أكثر أفراد الأسرة تعرضاً لممارسات العنف الأسري كانت الابنة ثم الابن فالزوجة ويأتي في الترتيب الأخير الأب· وفي المقابل كان أكثر أفراد الأسرة ارتكاباً لأعمال العنف الزوج ثم الابن والزوجة وفي المقام الأخير الابنة· وأفاد 54 % من الأفراد الذين شملهم البحث بحدوث بعض السلوكيات التي تتسم بالسخرية والاستهزاء بين أفراد الأسرة وأجاب 39 % منهم بحدوث السب والشتم بين أفراد الأسرة سواء بشكل يومي أو أسبوعي أو شهري، وأن 73 % من العينة المختارة للبحث أشاروا إلى قيام الأسرة بالرقابة الصارمة على أفرادها وأن 56 % منهم أوضحوا قيام الأسر باتباع أسلوب حرمان أفرادها من إحدى الحاجات الضرورية سواء بشكل يومي أو أسبوعي أو شهري· النصح والإرشاد وأشارت الدراسة، التي قام بها المركز إلى أن 76 % من المبحوثين كانت الأسرة تتبع معهم أسلوب النصح والإرشاد باستمرار و 29 % من العينة كانت الأسرة تتبع معهم طريقة اللوم والتأنيب باستمرار، بينما أشار 11 % من العينة إلى أن الأسرة تتبع معهم أسلوب السب والشتم باستمرار ''كل سؤال على حدة''· تم اختيار عينة البحث، كما أوضحت الدراسة، بشكل عشوائي في الفترة من بداية شهر يوليو من العام الماضي وحتى نهاية الشــــهر ذاتـــه وأن 38% من مفردات العينة تتكون أسرهم من 3 - 5 أفراد وأن 28% منهم تتكون أسرهم من 5 - 7 أفراد بينما هناك 21 % منهم تتكون أسرهم من ثلاثة أفراد ويأتي بعد ذلك من تتكون أسرهم من 9 - 11 فرداً ومن 11 - 31 فرداً بنسبة 2 % و 1 %، وأن 48 % منهم يسكنون في فيلا في حين يسكن 39 % في بيوت شعبية و13% يسكنون في شقة· وأوصت الدراسة بضرورة القيام بحملات توعية مستمرة اجتماعية وثقافية وتوعية الأسرة بخطورة العنف الأسري وتوعية العاملين والعاملات في مؤسسات تقديم الخدمة لضحايا العنف والجناة خاصة في وزارة التربية والتعليم، والأوقاف بواجبهم في التعامل مع العنف الأسري كل في اختصاصه وفق البرامج المدرسية والتوعية الدينية وتنفيذ البرامج التوعوية التوجيهية للآباء والأمهات لإرشادهم عن كيفية الوقاية من الحوادث المنزلية وتكثيف تنظيم برامج الخدمات الاجتماعيــة والنفســـية والبرامج التدريبية بالتعامل مع حالات العنف الأسري داخل المجتمع·