شهدت أسعار السلع -بما فيها الأغذية والنفط وخامات معدنية- أكبر تراجع شهري لها طيلة 28 عاماً في يوليو الماضي بعد أن انخفضت أسعار النفط الخام بأكثر من 20 دولاراً من أعلى مستوى بلغته في جميع الأوقات بسعر 147,27 دولار للبرميل· وفقد مؤشر جيفري - رويترز CRB المتخصص في أسعار السلع العالمية نسبة 10,1% في أكبر تراجع شهري له منذ أن انخفض بمعدل 10,5% في مارس عام ،1990 وذلك بسبب المخاوف المتنامية وحالة التشاؤم السائدة من أن يؤدي تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي إلى تقليل الطلب على المواد الخام· وشهدت أسعار الغاز الطبيعي والذرة والقمح وتكاليف الشحن البحري انخفاضاً في الشهر الماضي بمعدلات تراوحت ما بين 10% و30% على الرغم من أن هذا الانخفاض أتى من المستويات القياسية التي كانت قد بلغتها· إلا أن الرصاص على العكس من ذلك والذي يستخدم في بطاريات السيارات قد شهد ارتفاعاً في أسعاره بمعدل 25% بسبب محدودية الإمدادات· وإذا استمر التراجع في أسعار الطاقة والمنتجات الزراعية فسوف يصبح موضع ترحيب من قبل البنوك المركزية التي تعاني الأمرين من موجة ارتفاع التضخم، ولكن السلع أعطت في السابق إشارات خاطئة بشأن الأسعار، خاصة عندما تراجع مؤشر CRB بنسبة 6,3% في مارس الماضي قبل أن يعود للارتفاع بقوة لاحقاً· وبرغم الانخفاض الذي شهده في الشهر الماضي فإن المحللين مازالوا منقسمين بشأن ما إذا كانت أسعار السلع قد بلغت ذروتها في السابق بالنسبة لكامل فترة هذا العام· ومع ذلك، فإن الشعور بالتفاؤل مازال سائداً فيما يبدو، حيث قال محللون استراتيجيون في ''دويتشه بنك'' مؤخراً: إن أسعار النفط سوف تستمر في الانخفاض وإلى أقل من 100 دولار للبرميل بحلول بداية العام المقبل· وانخفض خام ويست تكساس انترميديت بمقدار دولارين إلى مستوى 124,77 دولار للبرميل في تعاملات منتصف يوم الخميس الماضي في بورصة نيويورك للسلع· ويقول مارسيل كاسارد المحلل في ''دويتشه بنك'': ''لقد أصبحنا نتوقع للعوامل نفسها قصيرة المدى التي رفعت أسعار النفط من 60 دولاراً إلى 145 دولاراً في خلال فترة العام الماضي أن تعود بمسيرة معاكسة في خلال فترة الشهورالاثني عشر المقبلة''· واستطرد قائلاً: ''إن انخفاض أسعار السلع مؤخراً سوف يلقي بآثار إيجابية على مستوى التضخم العالمي في مستقبل الأيام''· وإلى ذلك، فلقد تنبأت أيضاً مجموعة ''ليهمان برازرز'' بانخفاض أسعار النفط بصورة ملحوظة، بينما استمرت كبريات المؤسسات المالية الأخرى مثل: ''جولدمان ساكس''، و''ميريل لينش''، و''باركليز كابيتال'' في الإعراب عن تفاؤلها، ولكن بدرجات مختلفة ومتفاوتة· إذ يقول ايد مورس رئيس إدارة بحوث السلع في ''ليهمان برازرز'': ''إن جميع العوامل الأساسية يساورها الضعف خاصة في سوق النفط''، فجموع المستثمرين بدأت تشعر بالقلق بشأن إمكانية تدهور الحالة الاقتصادية، وتزامن ذلك مع المؤشرات التي تدل على وصول إمدادات جديدة من المملكة العربية السعودية· وعلى الصعيد نفسه، حذر صندوق النقد الدولي مؤخراً من أنه وعلى الرغم من تمكن الاقتصاد العالمي من تجاوز الأزمة التي ألمت به في النصف الأول من هذا العام إلا أن ''النمو العالمي متوقع له أن يشهد تراجعاً ملحوظاً في النصف الثاني من العام ·''2008 وفي الوقت ذاته فقد ساد الحذر في أوساط المتعاملين في الأسواق من أن مؤشرات أسعار الطاقة والسلع قد أغلقت في نهاية الشهر الماضي على مستوى أقل بكثير من افتتاحها في بداية الشهر وبشكل يمكن أن يؤدي الى طفرة في المبيعات في شهر أغسطس الجاري· عن ''فاينانشيال تايمز''