تثير موجات المد البحري العالي «تسونامي»، التي ضربت بعض جزر شرق المحيط الهادي مؤخراً، مخاوف كبيرة في أوساط مراكز التنبؤ بالكوارث الطبيعية في الولايات المتحدة خصوصاً في مختبرات البحوث التابعة لإدارة المحيطات والأرصاد الجوية NOAA. وأُنشئت لهذا الغرض مراكز خاصة بالتنبؤ بتيارات المد البحري في جزر هاواي تعمل على متابعة تطور نشاطات التيارات البحرية بعد تسجيل الاهتزازات الأرضية المتعاقبة لقاع المحيط الهادي الذي شهد مؤخراً هزّة قوية بلغت شدتها 7.56 درجات على سلم ريختير. وتحت عنوان «أخطار تسونامي على ولاية كاليفورنيا» نشر موقع إلكتروني تابع لأحد مراكز البحوث تقريراً جاء فيه أن أخطاراً داهمة تتهدد ولاية كاليفورنيا بفعل الزلازل القوية التي تنشأ في القاع البعيد للمحيط الهادي والتي تتشكل جراءها أمواج المد العالي الكافية لإغراق المدن الساحلية مثل لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو. ويتخوف الخبراء بشكل خاص من الزلازل التي تنشأ في الجزر الآسيوية وآلاسكا. ويؤكدون أن احتمال تعرض الولاية لمثل هذه الأخطار بات كبيراً جداً خصوصاً القسم الشمالي منها. ويضعون لهذا تفسيراً علمياً يفيد بأن خلجان منطقة هافمون وسانتا مونيكا ومونيتاري، توجد في موقع خاص يجعلها تلعب دور الأوساط المضخّمة للطاقات الميكانيكية التي تحملها الأمواج البحرية. و»التضخيم الموجي» هو مبدأ معروف في فيزياء الحركات الاهتزازية ويعرف بمصطلح «التجاوب» أو «الرنين» resonance ومفاده أن قطار الأمواج الآتي من جهة ما، لو تداخل مع قطار أمواج آت من جهة أخرى، سوف يؤدي إلى تولّد أمواج ذات ارتفاع مساوٍ لمجموعي ارتفاعي الموجتين لو تداخلا على توافق في الاهتزاز. ويرى الخبراء أن وضعية هذه الخلجان تزيد من احتمالات حدوث هذا التجاوب مما يزيد من خطر تشكل موجات المد العالي. ومما يزيد من هذه المخاطر أن زلازل كاليفورنيا ذاتها والتي يتوقع لها العلماء العودة إلى النشاط بعد طول انقطاع، يمكنها بحد ذاتها أن تقدح موجات تسونامي أكثر قوة من تلك التي حدثت في أعالي المحيط الهادي الشهر الماضي.