اعتقلت حركة ''حماس'' الفلسطينية امس 32 فلسطينيا من الموالين لحركة ''فتح'' كان الجيش الاسرائيلي قد أعادهم الى قطاع غزة بعد فرارهم الى اسرائيل إثر المواجهات الدامية التي جرت بين قوات وزارة الداخلية في الحكومة المقالة وعائلة حلس في ضاحية الشجاعية والتي ارتفعت حصيلتها الى 11 قتيلا و107 جرحى بينهم 17 طفلا و6 نساء· وكان نحو 180 فلسطينيا بينهم عدد كبير من عائلة حلس فروا فجر امس من قطاع غزة الى اسرائيل اثر المواجهات الدامية التي اندلعت في الشجاعية على خلفية حملة الاعتقالات التي شنتها ''حماس'' لمطاردة من قالت انهم متورطون بانفجارات شاطئ غزة الاسبوع الماضي والتي اسفرت عن مقتل 5 من نشطائها اضافة الى فتاة فلسطينية· واعاد الجيش الاسرائيلي دفعة من 32 فلسطينيا مرة أخرى إلى قطاع غزة قالت حركة ''حماس'' إنها اعتقلتهم على الفور· وقالت مصادر فلسطينية واسرائيلية متطابقة انه سيتم اعادة جميع الفارين على دفعات ضمن اتفاق تم بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية يسمح فقط لثلاثة اشخاص بالانتقال الى رام الله في الضفة الغربية· وقال المتحدث باسم ''حماس'' سامي ابو زهري ان عشرات ممن فروا من قطاع غزة عادوا واعتقلوا ومعظمهم من عائلة حلس· واضاف ان الشرطة تعمل على فرز المعتقلين وان من يثبت اتهامه بالإخلال بالنظام سيجري استكمال التحقيق معه واحالته الى القضاء ومن لا علاقة له بأي اعمال مخلة بالنظام سيفرج عنه فورا· ودعا ابو زهري جميع الذين خرجوا من غزة باتجاه الاحتلال للعودة اليها، مؤكدا ان هذا هو بلدهم وما كان ينبغي خروجهم منه· وأكد حرص ''حماس'' على عودة الجميع، مشددا على ان كل من ليس له علاقة بالإخلال بالأمن سيجري الإفراج عنه فورا·وأوضح مسؤول أمني تابع لـ''حماس'' إن بين العائدين المعتقلين زكي السكني أحد رجال ''فتح'' الهاربين الذي يعتقد إنه متورط في تفجير 25 يوليو وهجمات أخرى في قطاع غزة· وأضاف أن قوات الأمن عثرت على أسلحة وورش لصنع متفجرات اضافة الى قاعدة لتدريب مقاتلي العائلة والاشخاص الهاربين من ''فتح''· وعرضت شرطة ''حماس'' التي قالت انها اطلقت سراح نحو 50 محتجزا مساء امس في مقر مدينة عرفات للشرطة (الجوازات) كمية من الأسلحة والذخيرة قالت إنها عثرت عليها خلال الحملة الأمنية ضد عائلة حلس في الشجاعية· وتضمنت المعروضات عددا من القذائف والصواريخ والمدافع وقنابل وعبوات ناسفة من صناعة محلية بالإضافة إلى نحو 150 بندقية وكمية من المواد المستخدمة في صناعة عبوات تي·إن·تي''· وقال متحدث باسم وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك من جانبه ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس طلب من اسرائيل إعادة عناصر ''فتح'' إلى قطاع غزة والإبقاء فقط على الجرحى في اسرائيل للعلاج· وقال مسؤول اسرائيلي ان عباس ورئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض طلبا من اسرائيل اولا السماح للفارين بدخول اسرائيل لنقلهم الى المستشفيات والضفة الغربية بعد ذلك ثم تلقى باراك اتصالا جديدا من عباس الذي طلب السماح لهم جميعا بالعودة الى غزة· وقال المسؤول الاسرائيلي ردا على سؤال عن مصير عناصر فتح الذين عادوا الى غزة ''ان تأكيدات حول أمنهم أعطيت من قبل طرف ثالث''، ملمحا بذلك الى تدخل غير معلن من جانب مصر· واكدت الحكومة الاسرائيلية من جانبها ان التهدئة التي ابرمتها مع ''حماس'' في يونيو الماضي ما زالت قائمة· وقال نائب رئيس الحكومة حاييم رامون ان المساعدة التي قدمت الى ناشطي فتح لا تشكل انتهاكا للتهدئة، واضاف ''تعهدنا بعدم شن هجمات في قطاع غزة وهذا مطبق، وفي المقابل تمتنع حماس عن اطلاق صواريخ على الاراضي الاسرائيلية''· الا ان متحدثا باسم الجيش قال ان القوات الاسرائيلية المنتشرة حول قطاع غزة تلقت أمرا بتعزيز يقظتها لمواجهة الوضع في حال قررت ''حماس'' استئناف اطلاق صواريخها· وقال رامون ''ان موقفنا المبدئي هو انه علينا ان نتعاون ومساعدة الفلسطينيين الذين يكافحون الاسلام المتطرف ويعارضون الارهاب ويؤيدون المفاوضات ولذلك نتخذ موقفا عندما يواجه هؤلاء الفلسطينيون صعوبات''· وأوضح مسؤول بمستشفى بارليزاي الاسرائيلي ان 11 من رجال ''فتح'' الفارين من غزة يعالجون به· وقال الكولونيل رون اشوف قائد القوات الاسرائيلية عند معبر ناحال عوز بين غزة واسرائيل إن مسلحين من ''حماس'' اطلقوا النار على افراد عائلة حلس اثناء عبورهم المعبر إلى إسرائيل· واضاف ''كان هناك مسلحون يطلقون الرصاص تجاه الاراضي الاسرائيلية وانتشلهم الجنود من تحت النيران واطلقنا النار على المجموعة مسلحي حماس لإبعادها· واتهم عاطف حلس احد المصابين من على سريره في المستشفى قوات ''حماس'' بإحراق منازل عائلته وترويع الاطفال مما دفعه للهروب من غزة· واضاف ان ''حماس'' طلبت اعتقال بعض سكان المنطقة، لكن الاهالي رفضوا تسليمهم· وكان وزير الداخلية المقال سعيد صيام اعلن ان شرطة حماس قامت خلال الحملة الامنية بتفكيك المربع الامني للمنفلتين من عائلة حلس واعتقال العشرات· واوضح ان بين المعتقلين أربعة مطلوبين، وقال ''لولا تورط المنفلتين من ابناء عائلة حلس وبعض العائلات الاخرى ما كانوا ليهربوا عبر معبر ناحال عوز وتسليم انفسهم الى الاحتلال الاسرائيلي''· واضاف ''كان اولى بهؤلاء تسليم انفسهم والمطلوبين لديهم للعدالة والاجهزة الامنية''· وقال فهمي الزعارير المتحدث باسم فتح في الضفة الغربية ''إن حركة فتح، لا تخضع في سلوكها وقراراتها لأي ابتزاز وترى أن الحل للأزمة المتفجرة وإعادة الأمور إلى نصابها يكمن في تهدئة الوضع القائم في غزة، كمقدمة على طريق إطلاق الحوار''، واضاف ''أن المطلوب من حماس في غزة الوقف الفوري لجرائمها والإفراج عن كافة المختطفين دون قيد أو شرط، والا فإن فتح تكون أمام احتمالين الأول القصاص الذي يتيح لفتح احتجاز كل كوادر وقيادات حماس والثاني الخيار القانوني بأن تتوجه فتح إلى القضاء الفلسطيني ممثلا بجهة الاختصاص في النيابة العامة ومحكمة العدل للمطالبة بحظر حماس ونشاطاتها في الحياة السياسية الفلسطينية''·