قرر البيت الأبيض شن هجوم مضاد في مواجهة انتقادات وسائل الإعلام وبالتحديد شبكة فوكس نيوز المحافظة التي يتهمها بأنها «أعلنت الحرب على أوباما». وقادت المهمة مديرة الإعلام في البيت الأبيض انيتا دان في مقابلات أجرتها معها في الأيام الأخيرة شبكة «سي. ان. ان» ومجلة «تايم» وصحيفة «نيويورك تايمز». ويتوقع أن يواجه باراك أوباما معارضة متزايدة لمشروعه لإصلاح النظام الصحي الذي يثير قلقاً متنامياً لدى الرأي العام في مواجهة النزاع الأفغاني واستياء من الوضع الاقتصادي. كما مني الرئيس الأميركي بنكسة كبيرة أثر عدم اختيار مدينته شيكاغو لتنظيم دورة الألعاب الأولمبية في 2016 بينما أثار منحه جائزة نوبل انتقادات أكثر من الإشادات. وفي هذا السياق قالت انيتا دان لنيويورك تايمز أمس الأول بحديثها عن شبكة فوكس نيوز التي يملكها صاحب امبراطورية الإعلام روبرت موردوخ إن «البيت الابيض سيخصص لها المعاملة التي يخص بها خصومه». وأضافت «بما انهم يخوضون حرباً على اوباما والبيت الابيض, لا داعي لاعتبار ذلك بمثابة سلوك طبيعي لمنظمة إعلامية». وقبل أيام من هذه المقابلة؛ دانت هذه الخبيرة المحنكة في استراتيجيات الإعلام في الحزب الديمقراطي «فوكس نيوز» وقالت انها شبكة «لصحافة رأي متنكرة بشكل شبكة إخبارية». وأكدت دان في حديثها لشبكة «سي.ان.ان» أن «فوكس نيوز تعمل في الواقع كوسيط للحزب الجمهوري»؛ محذرة من أن البيت الأبيض «لن يقف شاهداً مكتوف الأيدي» في مواجهة معارضين يحاولون «إسقاط الرئيس ورئاسته». واتخذ هذا الرد خصوصاً شكل رسالة نشرت على مدونة البيت الأبيض «وايتهاوس.غوف» تدين «أكاذيب فوكس نيوز» و»محاولة تشهير تستهدف جهود الإدارة للفوز بتنظيم الألعاب الأولمبية». وانتقدت مدونة البيت الأبيض خصوصاً غلين بيك وهو محافظ يقدم برنامجاً معروفاً على شبكة فوكس نيوز وتتهمه بشن هجمات حزبية لتعبئة المشاهدين. واتهم غلين بيك الذي لا يكف عن انتقاد البيت الأبيض, في يوليو أول رئيس أسود للولايات المتحدة «بالعنصرية» وقال «إنه يكن حقداً عميقاً للبيض». ورأى مدير مركز السياسات في جامعة فيرجينيا (شرق) لاري ساباتو أن البيت الأبيض يهاجم فوكس نيوز ربما «لأن القاعدة الديمقراطية بدأت تصعد انتقاداتها لاوباما». وأضاف «كنا نتوقع أن يتغير العالم بشهر واحد» بعد وصول أوباما الى السلطة «لكن هذا لم يحدث». وتابع «لذلك؛ إذا كنت في وضع مماثل وتحتاج إلى تأييد أنصارك فعليك ان تجد عدواً مشتركاً»؛ مشدداً على أن القاعدة الديمقراطية تكره وسائل الإعلام اليمينية. ورداً على سؤال لوكالة الأنباء الفرنسية بشأن هذه الهجمات التي جاءت من البيت الأبيض, اشارت «فوكس نيوز» إلى تصريحات لمايكل كليمنت نائب رئيسها المكلف الإعلام, نشرتها «نيويورك تايمز» و«سي ان ان». وقال كليمنت إن «البيت الأبيض يظهر بمهاجمته فوكس نيوز انه ما زال في طور الحملة (الانتخابية)». ونصح السلطة التنفيذية «بتكريس طاقاتها للمشاكل المهمة التي تثير قلق الناخبين». وقال «إن مهاجمة حامل الرسالة؛ على الأمد الطويل؛ لم تحقق نتيجة».