كعادتي كل يوم في الذهاب إلى المقهى الواقع في أطراف قريتي، في القرية نقول على المقهى «قهوة».. جلست على نفس الكرسي والمنضدة.. الناس في المقهى يصدرون أصواتاً عالية.. وهناك دخان يتطاير في الهواء. صبي القهوة كعادته.. لم ينتبه لمناداة الزبائن له لجلب الطلبات إليهم.. يجلس في نفس المنظر على كرسي وكرشه يمتد متراً أمامه وبجواره صينية فارغة. أصوات عالية.. تكاد تنفجر من الغيظ.. تردد شاي.. ينسون.. حلبة.. شيشة.. ولا أحد ينتبه لهم. بجواري من ناحية اليمين اثنان على منضدة منهمكان في لعبة الدومينو، وأحدهما يشد نفساً عميقاً من الشيشة وكلاهما يركز في اللعبة. جلس رجل بجواري من الناحية اليسرى.. لاحظت أنه أول مرة يجلس على هذه القهوة.. نادى الرجل صبي القهوة.. جاءه وقد ارتسم عليه شيء من الغيظ.. الرجل: لو سمحت أريد فنجان قهوة «مظبوط» صبي القهوة للمعلم.. واحد قهوة «مظبوط» نظر صبي القهوة للرجل وقال: ليس عندنا قهوة الرجل: هل هناك كوب شاي؟ صبي القهوة للمعلم.. شاي تأخر صبي القهوة قليلاً وجاء بالأغراض شرب الرجل الشاي ودفع حسابه وانصرف يضرب كفاً على كف. ويقول.. قهوة بلا قهوة عمرو أبو العطا